الجمعة 17 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ماذا يُريدُ الحوثيون من تفكيك القوات الجوية ومن اوقف مذبحة داخلها..؟
الساعة 20:09 (الرأي برس ـ خاص)


كشف كاتب يمني عن معلومات مهمة حول ممارسات أنصار الله "الحوثيين" وكيف كانوا سيقومون بمذبحة فيها ومن اوقفها  ولماذا  تحاول الجماعة تدميرها ؟ وانتقد الجماعة بشدة لما تقوم به فيها ولماذا تمنع قيادتها من دخولها.

مشيرا إلى أن ما يسمى باللجان الشعبية ومنذ يومين تقوم بمحاصرة مقر القيادة الجوية وتمنع قيادتها من الدخول، وكادت أن  ترتكب مذبحة بشعة، بعد دخول أركان حرب الجوية العميد الركن طيار عبد الملك الزهيري للقيادة.


وأكد الكاتب عبد الكريم محمد أحمد إن ما يجري من قبل أنصار الله "الحوثيين" ومحاولاتهم صبغ كل شيء بصبغتهم أمر خطير خصوصا أنه يتم في وحدة عسكرية مهمة كالقوات الجوية التي لديها قيادة وطنية ومهنية وذات كفاءة عالية.

وتساءل في مقال تحليلي أرسله لــ"الرأي برس" اشتمل على عدد من المعلومات الهامة والحقائق قائلا : هل ستكون القوات الجوية آخر قرابين اللجان الشعبية وأنصار الله المقدمة للفوضى ؟
وإلى نص المقال التحليلي :

هل ستكون الجوية آخر قرابين أنصار الله..؟!
يوم أمس الأول قامت ميليشيات " أنصار الله " من جديد بمحاصرة قيادة القوات الجوية والدفاع الجوي واصدار التوجيهات بمنع قائدها اللواء الركن طيار / راشد ناصر الجند ونائبه /  أركان حرب  العميد ركن طيار/ عبدالملك الزهيري ، وهذا الأخير ربما  قد كان في طريقه للقيادة كقائد عسكري  معين بقرار جمهوري يعمل بصفة رسمية لخدمة هذا الوطن ، وبالفعل دخل لمقر القيادة ، حيثُ عمله الرسمي ، وهناك تدافعت ميليشيات " الأنصار" لإشعال الفتنة ومحاولة الإصطدام مع أفراد حماية الزهيري وعناصر القوات الجوية .

طبعا أركان حرب الجوية بحكم إنه - كما أكد ذلك كثيرٌ من المتواجدين -  رجل حكيم  تدارك الموقف وإمتصّ حماقة المسلحين بطريقة عقلانية وواعية ونجح في منع حدوث حمّام دمّ ، أما اللواء راشد الجند ، فقد كان - حسب بعض المعلومات -  في مهمة خارجية التقى فيها سفراء إحدى الدول الكبرى ، وهذا - إذا في عقول - كله في مصلحة السلطة الحاكمة ، المهم اللواء الجند لم يكن حينها متواجدا في القيادة ولم يتوجه بعد ذلك للمقرّ ، رغبة منه - وفقاً لأحد الضباط الذين يعرفونه -  في إيقاف فتنة وعدم إحداث أي تصادم ، مع الأنصار الذين يقصفون اليوم آخر معقل محترم للجيش ووحدة عسكرية كان بقاؤها متماسكة وتحت قيادة وطنية ومهنية ، ومحترفة كهذه القيادة ،  يُمثّل عامل تحسين للصورة المشوهة والبائسة والجنائزية التي ظهرت وتظهر بها الجماعة التي تسقط كل لحظة أخلاقيا وسياسيا ووطنياً وإنسانياً أمام الداخل والخارج .

صدقوني إذا أقسمت لكم إنني لم أعرف اللواء الجند ولا نائبه العميد الزهيري ولم يسبق لي أن عتبت مقر قيادتهما . لكن ما نسمعه عنهما من كلام طيب ومشرّف يفرض علينا أن نقول كلمة الحق .. المهم الكثير من المراقبين لم يستطيعوا فهم ماذا يريد الإخوة أنصار الله من وراء هذه الممارسات ؟ هل  يريدون من الجميع  أن يعمل معهم وكأنهم دُمى ،أو عبد مأمورين ، وليس كقيادات نذرت عمرها في التعليم والتأهيل وخدمة الوطن ، تقود مؤسسة عسكرية هي الأهم ، ولها لوائحها وقوانينها وأنظمتها المنظمة لعملها ، ومن الصعب التعامل معها ومع قيادتها كتعامل الجماعة مع محل بتزا هت ومدير حساباته ، أومسؤل المباشرين، أو كتعاملها مع فيد بنادق وذخيرة وأطقم اللواء (310) وبيوت خصومهم من السياسيين الإخوانيين الفاسدين  ..؟ 

يا جماعة هناك فرق كبير بين القوات الجوية بطائراتها وصواريخها وراداراتها وطياريها وبين الإدارات العامة للشؤن المالية والإدارية في الوزارات والمؤسسات، من حقّ قائد الجوية ونائبه تعيين من يرونهم مناسبين لتسيير العمل الذي يفترض أن يشرفكم - يا أنصار الله -  قبل غيركم ، ومن حقهم توقيف من يرونه غير مناسب من مرؤسيهم ، وبالتالي من الطبيعي ، وغير المنطقي أن تتدخلوا في عملهم بالطريقة التي تقومون بها ، سواء كان كردة فعل - مثلاً - من توقيف نائب القائد لشؤن الدفاع الذي عيّنه هو، او لأي سبب آخر ..

 الجوية - يا جماعة - مكان حساس ويجب أن يحترم هو وقياداته ومنتسبيه ، هذا إذا كانت لجانكم الشعبية وقيادتها الميدانية تحترمكم وتعرف كيف تمثّلكم ، متى سيدركون يا  " أنصار الله "  إنكم من صار يتحكم بالأوضاع ويسير شؤن الدولة ؟ ومتى ستدركون إن ما تقوم به لجانكم الشعبية  يثبت يوميا عن يوم  عجز ممثليكم  في الإنتقال من عقلية الميليشيات لعقلية الدولة والسلطة المسؤلة عن كل الناس وعن المؤسسات؟
بالله عليكم إلى أين أنتم ماضون ؟ وماذا تريدون من القوات الجوية وكيف تريدونها أن تكون ؟ لماذا تصرون على تدمير كل شيء والإساءة لكل شيء ؟ ثم هل من يطمح في الحكم ، أو ينادي بالشراكة عليه أن يقوم بهذه الكوارث ويمارس كل هذا التطفل والغوغائية، رغم إن قيادة الجوية بعيدة كل البعد عن السياسية  ..؟ 

ومع هذا يأتي مسلحوكم ويحاصرون من جديد المقرّ ويهددون قيادت وضباط ومنتسبي الجوية ويستهترون بواحدة من أهم  وحدات الجيش وأذرعته  ومتناسين إنها أصلا، جزءاً من المؤسسات التي تتنفذ توجيهات اللجنة الثورية ، إن ما يجري ، حقيقة ، لا يستقيم مع العقل والفهم الواعي للأشياء .

والإمعان - أيضا - في التدخل غير المبرر في اختصاصات وعمل هذه الوحدة وقراراتها المسؤلة عنها ، يفترض أن لا يشرف قيادة أنصار الله ولا الأهداف التي ترمي إلى تحقيقها ، هذا إذا كان هناك أهداف وطنية..

الجميع يثني على مهنية وحيادية ووطنية قيادة الجوية برئاسة اللواء الجند والعميد الزهيري ، والجميع يثني على عقلانية الزهيري وتعامله الراقي مع استفزاز وتصرف مسلحي أنصار الله الأخير، فلولا حكمته لكانت حدثت مجزرة بشرية بشعة  ، بدون أي سبب منطقي ، أو ضرورة تستدعي ذلك.

القيادات الوسطية والميدانية للحوثيين ، يبد أنها مصرة على المرمطة بسمعة الجماعة والإساءة البالغة لها، ومصرّة - أيضا - على جعل كل شيء يمشي بصورة خاطئة وغير سوية ،أومبشرة بالخير ،ومصرّة على إجبار الناس في التخلُّص من أي شيء حسن وإيجابي . يمكن أن يحتفظوا به لهذه الجماعة .

أما الشيء الذي يؤكد غجرية  وعنجهية ما يجري  وعدم وجود أي رؤية ، أوبعد سياسي هو التصرفات اللامسؤلة هنا وهناك ،ومحاولات التخلص من القيادات العسكرية المؤهلة والوفية والتي اثبتت أهليتها للثقة وللتقدير والمحافظة عليها، والتي  يمكن لبقائها في أماكنها - أيضا -  أن يحسّن من صورة  " الجماعة " ويكون مصدر قوة بيدها ومصدر تشجيع ،في الوقت ذاته ، لقيادات المؤسسات  الأخرى ، سواء كانت مدنية، أوعسكرية، وحثتها على  الثبات والانضباط  في العمل وتقبل الجماعة والإخلاص في الأداء، خصوصا وإن قيادة الجوية تُعدُّ من أفضل وأكفأ القيادات العسكرية ،الأمر الذي يجعل منها مكسباً لأي سلطة وفخر لأي قائد وليس العكس .

الخلاصة : إن تعامل الإخوة ( أنصار الله ) مع وحدات الجيش ومحاولة إذلالها وتدميرها وتفخيخها - مع إحترامنا الكامل -  بالجهل والهمجية وبهذه الطريقة ، لهو وصمة عار على جبين كل شخص  متعقل وصادق وصاحب مشروع فيها ، ناهيك عن حقيقة كون ما يجري لا صلة له بالتصحيح والتعاييش والوحدة وأمن البلد واستقراره .

تساؤل أخير : هل ستكون الجوية الوحدة العسكرية المنضبطة والمحترمة آخر قرابين اللجان الشعبية ، وأنصار الله المقدمة للفوضى والعدمية والتدمير ؟

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24