الجمعة 26 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
غاب الندى والنور - جميلة الرجوي
الساعة 12:01 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


(في رثاء أمي.. رحمة الله عليها)
.
.

 

أين الندى والنورُ.. أين الضياءْ؟ 
أين انهمارُ الحُبِّ عذبُ الرواءْ؟
..
أين التي كانت لنا جنةً
في الأرض.. تُزْهي يومَنا بالدعاءْ؟
..
أمِّي طواها الموتُ من بينِنا
لم نمتلكْ صدًّا لهُ أو فداءْ
..
الله.. ما أقساهُ من زائرٍ 
لا الدمعُ يثنيهِ ولا الالتجاءْ
..
إنْ حانَ موتُ المرءِ لا مهربٌ
مهما سُقينا مِن صنوفِ الدواءْ
..
ولا مجيرٌ من قضاءٍ إذا
ما أَصدرَ التنفيذَ قاضي السماءْ
****
تصدعتْ أركانُ قلبي وهل
مِن بعدِ أمي يُستلذُّ البقاءْ؟!
..
أمِّي.. وهل أَسلو حروفَ اسمِها
وهل يطيبُ العيشُ دونَ النداءْ؟
..
كانتْ لعُمري شمسَهُ والدِّفا
مِن بعدِ كسفْ الشمسِ حلَّ الشتاءْ
..
ورجفةُ الأوصالِ تجتاحُني
مَن لي بذاكَ الصدرِ حينَ الشقاءْ؟
..
مُذْ غبتِ عنِّي أجدبتْ مهجتي
ونشوةُ الأحلامِ صارتْ  هباءْ
..
كم كنتِ ليْ حِصنًا إذا داهمتْ
كوارثُ الأيامِ.. كنتِ احتماءْ

****
 

يا ملجأَ المكروبِ إنْ أُغلقتْ
مِن دونِه الأبوابُ كنتِ النجاءْ
..
كنتِ العطاءَ الثرِّ لم تسأمي
في شدَّةِ الأيامِ أو في الرخاءْ
..
إنْ نائباتُ الدهرِ قد أوجعتْ
عانقتِ صدرَ الصبرِ  قبلَ الرجاءْ
..
تلكَ الأيادي الخُضرِ قد سجلتْ
أسطورةً للبِرِّ  فاضتْ وفاءْ
..
واليومَ غابَ الجسمُ بينَ الثرى
والروحُ زفَّتْها طيورُ السماءْ
..
إلى جنانِ الخلدِ مستبشراً
مَن عاشَ محفوظاً بثوبِ النقاءْ

****
 

ربَّاهُ أمِّي ضيفةٌ ترتجي
عفواً وإكراماً بخيرِ الجزاءْ
..
في روضةِ الفردوسِ إجمعهُما
أبي وأمي صحبةَ الأنبياءْ
..
وارحمْ إذا شَقَّ النوى مهجتي
وأصبحتْ مِن فقدِهم في عناءْ
..
امنُنْ ببثِّ اللطفِ في خافقي
تنمو بذورُ الصبرِ بينَ الدماءْ
..
وانشرْ بروحي غيمةً للرضا
لا عيشَ في الدنيا بدونِ ابتلاءْ
..
غدًا يحينُ الوعدُ نَقْفوهُمُو
في جنةِ المأوى يطيبُ اللقاءْ

*****
 

صنعاء
الخميس: 9 ديسمبر 2021

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24