السبت 04 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
من صيد القلم لغلغي في صنعاء (3) - عارف الدوش
الساعة 12:57 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


السبت ١٨ سبتمبر ٢٠٢١
 * يبكون على جمال 
يقول عبد الرحمن بجاش "يوم ٢٨ سبتمبر ١٩٧٠ كان يوماً فارقاً ، يومها لم انم  بسبب ضجيج العمال في المخبز، فقد زوغت من المدرسة والى "جيرش" جدي علي وأخيه وكان بجانب بيت العواضي الذي شاهدناه عائداً، أصحابه يركبون بابور كبير " OM" بعد حادث الطريق الذي أدى الى التداعيات المعروفة، حين أعتقل الشيخ أحمد عبد ربه العواضي في القلعة، الى أن قتل او اغتيل ما تزال أسرار ما حصل طي الكتمان .. 
 ( لغلغي في صنعاء ص ٧٥ ) 

 

"الجيرش" تقليد من عدن ايام بريطانيا نقله السائقون الى الشمال ، نمت بعمق حتى خيل لي أني أسمع اصوات كانت كل دقيقة تعلو (...) طلبة المدرسة خرجوا تحاشيتهم حتى لا يكتشف احد اني كنت نائماً، اكني استغربت خروجهم ، اقتربت من رجل كان يقف متكاً الى باب دكان الحدأ، سالته!ردعلي واجماً : جمال عبد الناصر مات!دار رأسي، لاحظت عبد الرحيم الحبيشي ماراً بالتاكسي فأشرت له،فوقف كان ذاهباً الى باب اليمن، سألني، مالهم؟ قلت جمال مات! فصعق، وظل يدق على مقدمة رأسه، وكذلك من كانوا على التأكسي (...)  عند باب المخبز سلام الصلوي متكئ على السيارة اللاند الجديدة (...) كان سلام يبكي، وبيده صورة جمال يحاول يلصقها على الزجاج الأمامي .. ولجت الى الداخل، كان معنا أبن الانسي، أصم وأعجم، ولن أنسى شكله وشكل تلك اللحظة .. كان يبكي بمرارة، وأنا مستغرب، بالإشارة أستفسرت منه : مالك؟, أسار الى صورة عبد الناصر! كان احدهم قد الصقها على الجدار، فهمت وعاد يبكي  (...) كان كل من في المخبز يبكي وانا بكيت معهم ، حتى وصلت المسيرة من شارع علي عبد المغني حاملة صور الزعيم الخالد ، وبصمت مهيب كان الناس ينظمون إليها.. ذكرتني بمسيرة الصمود في ٦٧ ، وكنت في تعز حين خرجت الجماهير عن بكرة أبيها تطالب عبد الناصر بالعودة بعد أن اعلن تخمله المسئولية والإستقالة " 
( لغلغي في صنعاءص ٧٧- ٧٨) 
نقل إلينا بجاش صورة حية لنماذج يمنية استقبلت وفاة الزعيم جمال عبد الناصر بالدموع والحزن والقهر  وغيرهم في ربوع اليمن في الحديدة وعدن وتعز وحضرموت في كل مكان في اليمن بكت الناس على رحيل جمال وخرجت المسيرات في المدن الرئيسية تحمل صور عبد الناصر ..
علي عبده وصورة جمال 
اتذكر ابن عمي الأكبر علي عبده إسماعيل في الحديدة كان يتفجر حزناً وألماً لرحيل الزعيم جمال عبد الناصر وظلت صورة جمال لا تفارقة وضعها في برواز زجاجي انيق وعلقها في مخبز الرغيف الأبيض الاتوماتيكي في باب مشرف وكذلك في مخبز ١٤ اكتوبر في شارع المطراق وفي منزله بالإيجار في عمارة صورنج قرب السينما الأهلية .. وانتقلت انا من الحديدة الى عدن ثم الى الغليبة - الاعبوس ثم الى تعز لدراسة الثانوية ثم ذهبت للدراسة في الخارج ثم عدت زيارة وعرجت على مدينة الحديدة فلي فيها أهل هناك ودرست شطرا من الإبتدايية فيها فوجدت صورة جمال عبد الناصر لازالت بعد مرور اكثر من ١٥ عاما على رحيله معلقة في مخبز الرغيف الأبيض الأتوماتيكي وفي منزل صاحبه علي عبده الذي كان يحب جمال حباً ملك عليه كل مشاعره .
وعلي عبده قضى شبابه في عدن و انتقل الى الحديدة ونقل تسمية مخبز خاله الحاج هزاع علي في الطويلة بعدن الى مخبزه في الحديدة " مخبز الرغيف الابيض الاتوماتيكي  والتحق بالمقاومة الشعبية في الحديدة وكان قومياً حتى النخاع وتم حصاره في شارع صنعاء وسحب منه سلاحه الذي كان يفاخر به " الشميزر أبو صحن" يوم وجه الفريق حسن العمري بقصف مقر المقاومة الشعبية بالحديدة بعد مشادات في رصيف ميناء الحديدة حول سفينة السلاح الروسي بين العمري وعلي سيف الخولاني من جهة وعبد الرقيب عبد الوهاب وعلي مثنى جبران وعبد الرقيب الحربي من جهة اخرى وكان للعراك في رصيف ميناء الحديدة ما بعده من توترات ادت الى تقاتل رفاق السلاح في احداث مأساوية في العاصمة صنعاء عرفت بإحداث اغسطس الدامية ١٩٦٨ . 
ومات علي عبده وصورة جمال عبد الناصر معلقة بجوار صورته في منزله اينما انتقل واسمى ابنه البكر جمال .. ولا ادري هل جمال الابن أحتفظ بصورة جمال الزعيم الذي اسماه والده على اسمه وكان يحبه حباً ملك عليه كل مشاعرة أم لا ...

                       
    _________

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24