الأحد 05 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
قراءة في كتاب تخيل معي ذلك للكاتبة وفاء عبد الحميد - سيرين حسن
الساعة 18:39 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

في كل يوم يتم نشر وطباعة الكثير من الكتب حول العالم, وكثير من الكتب يتم قراءتها يوماً بعد يوم لكن قلة فقط منها تترك أثراً ويتم تذكرها بعد مرور زمن طويل عليها, من الكتب التي تنال مكانة مختلفة الكتب التي تحمل رسالة إنسانية أو تغير فيك عادة سلبية أو تكسبك معلومات قيمة أو تدفعك للتغير نحو الأفضل, وكتاب وفاء من الكتب التي تترك الأثر فهي رسائل يومية كمنبه لطيف يذكرك بوجوب الشكر للنعم التي نعيشها كل يوم و ننساها ولا نشعر بها إلا حينما نفقدها.
سأبدأ بالعنوان:
في عنوان الكتاب دعوة صريحة لنندمج مع وفاء في خيالها ونتخيل معاً كيف تكون الحياة حينما نُكثر من الشكر و الامتنان, كيف سيكون يومك حينما تعطي كل نعمة حقها من الشكر فتدوم و تتبارك و تتجلى في حياتك أكثر و أكثر.
وفي الإهداء:
تقول الكاتبة لمن يريد حياة سعيدة وبالتالي فهو كتاب للجميع, وتختم الإهداء بانه لمن يبتسم الآن فتجبرك على الابتسام رغماً عنك.
في المقدمة:
تعطيك لمحة عن سبب كتابتها للكتاب فليس كل من أمتلك فكرة استطاع وشمها على الورق وكثيرة هي الأفكار العظيمة التي أضحت طي النسيان لأنها لم تُقيد في الورق.

ثم صفحة الحمد والتي تجعلك فيها تشارك بالحمد و تنال أجره معك.
تقسيم الكتاب:
لم تعتمد الكاتبة على الطريقة الكلاسيكية في التقسيم وهي الفصول بل اعتمدت الشيفرة اللونية فقسمت المواضيع حسب الألوان, الأحمر لجسد الإنسان و الأشياء المادية الملموسة( وهذا لون شاكرا الجذر التي تختص بالارتباط المادي للإنسان بالملموسات من الأشياء.
اللون الأزرق:
لون الوسع و السماء و فيه جمعت الأشياء التي تحيط بالإنسان من موجودات كونية كالغابات و الألوان و الصيف وإلخ.
اللون الأخضر:
وفي هذا اللون جمعت الأشياء الغير ملموسة كالمشاعر وهذا لون شاكرا القلب في هالة الإنسان.
اللون البرتقالي:
وفيه جمعت الأطعمة والأشربة.
وللمقدمة و الفهرس اختارت اللون الأصفر وهو لون البهجة و السعادة فتبدأ الكتاب بالسعادة وتختمه بالسعادة.
كانت الكاتبة موفقة في هذا التقسيم اللوني المريح للعين خاصة مع اختيارها لنوعية الورق الجلوسي الناعم ليخرج الكتاب بحلة فاخرة جميلة.
كل صفحة كانت تبدأ في أعلاها بالنعمة وصورة لها ثم تعريف عنها أو معلومة وتختم الصفحة بيومها مع النعمة والذي يحتوى نبذة مختصرة عما جرى لها مع تلك النعمة من تجلي.
كل نعمة تذكرها وفاء فهي تفعل قانون الجذب لتظهر تلك النعمة في يومها أو الذي يليه بشكل ما, إما أن تسمع  أحدهم سيتحدث عنها أو تصادفها مقالة ما عنها.
225 نعمة على مدار 365 يوم ومجرد محاولة ذكر النعم و شكرها بحد ذاته نعمة جميلة تستوجب الشكر, فن ألهمه الله الدعاء أو الشكر فهو في نعمة كبيرة.
وضعت وفاء تجربتها في الورق كي تحفز كل من يقرأ أن يجرب الشكر وختمت كتابها بأنها قد جربت الأمر أيضا مع أسماء الله الحسنى لترى تجلي الأسماء أيضا في يومها كما كان مع النعم.
الكاتبة أحبت أن يشاركها الناس تلك المشاعر الجميلة التي عاشتها في تلك السنة و أن نجرب معها و نرى, وبالفعل جرب الكثير من الناس فكرة وفاء وكان تجلي النعمة كما حدث مع وفاء.
علينا أن نشكر وفاء لأنها أضافت الى المكتبة شيئاً مختلفاً ذا أثر طيب في نفوسنا جميعاً, فرغم وجود الكثير من الكتب الأجنبية التي تتحدث عن الامتنان إلا أن أجمل ما في كتاب وفاء أنه امتنان مرتبط بديننا وإن قرأه أي شخص من أي دين فلا شك سيثير فيه الرغبة في الشكر, فكم من نعمة منسية في حياتنا علينا أن نذكرها؟

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24