الأحد 05 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
حكاية أغنية طال المدى والقلب زاد اشتياقه - محمد عمر معدان
الساعة 11:01 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


شعر والحان الشاعر الكبير المرحوم احمد عبود باوزير 
وقليل من ذكريات الماضي لاشعار من مراثي المحضار
من اجمل العلاقات الانسانيه الصداقة.والصداقة تجمع بين شخصين او اكثر.فأساسها التقارب الفكري والروحي والانسجام الوجداني.والذي يغذي الصداقة ويطورها ويقوي عودها. والسمو بها الى المحبة الود والمسامحة والاخلاص.كما يقال الود عنوان المحبة والشخص لي ماودنا ماهو حبيبي.ويقال ايضا المحبة بدون اخلاص سبه وتهمه تورث القلب هم.ومن الاسباب الرئيسية لزوال الصداقة.الشك والوسواس.كما يقول الشاعر المحبة زائلة لاقد دخلها الشك والوسواس.وخرابها ياتي من المصالح والشهوة.فهنا ينهد المعبد على رؤوس عباده فينهار صرح المحبة في ثواني.كما يقول الشاعر المحضار..الهوى يخرب مصانع عالية والجبر يبنيها ولاننسى دور الشياطين في نسف علاقات المحبين. فدافعهم الحسد 
والحقد والغيرة.
الحكاية
الشاعر احمد عبود باوزير من مواليد حوره حضرموت الداخل التابعه بعض اراضيها لسلطة الحكومة القعيطية.عمل في اول حياته في القوات المسلحة،،جندي،، وحسب طبيعة عمله تنقل في قرى ومدن كثيرة في مراكز الشرطة هناك. ومن المدن التي عمل فيها الشاعر مدينة شبام في اواخر الخمسينات من القرن العشرين وبحكم موهبته كشاعر وملحن اول ماحط رجله في شبام ذهب يسال عن الشعراء والملحنين واهل الفن والطرب. فأرتبط بعلاقة حميمه مع ملقن الدان المغني عاشور بامطرف والذي هو بدوره عرفه بالمغني عبيد حنكيل.وهكذا تقوت العلاقات الاخوية وتكون الثالوث الفني الشاعر والملحن والملقن والمغني.
الشياطين هم دائماً الشياطين من باب الحسد والغيرة احد هؤلاء اوغر في قلوب المحبين والصديقين الشاعر باوزير والملقن بامطرف فحصلت القطيعة بينهما وكان الشاعر باوزير اكثرهما تأثراً وقد جفاه حتى مرقده في اغلب الليالي وفي ليلة من ليالي السمر والدان اجتمع نفر من الاصدقاء من محبي الدلن في احدى البيوت القريبة من بيت عاشور بامطرف المقاطع لسمرات باوزير هناك الطلب المغني من الشاعر والمللحن باوزير ان يستفتح السمر بلحن وشعر من تاليفه. هنا تحركت وجدان الشاعر والملحن باوزير وتفجرت اشواقه الحاره لصديقه القريب من مكان السمر فبدأ باللحن ثم قال عليه اجمل كلماته معاتبا صديقه البامطرف كما يقول
كم مارأت عيني وكم قلبي حمل مالايطيق
وكم دعست النفس من اجل الصديق
وهو معذبنا وملقي لي صداقه
طال المدى والقلب زاد اشتياقه
                     ،،،،،،،،،،،
قد كان ظني فيه ظن واحسبه لي وحدي عشيق
في بحر حبه كم وكم قدنا غريق
حملت نفسي حمل مالي فيه طاقه
طال المدى الخ
                   ،،،،،،،،،،،،،
كم له بنيرانه يلذعنا حرق قلبي حريق
واشعل بنار الشوق في جوفي عليق
من لي يصلنا منه خير لي قطع العلاقة
طال المدى الخ
                         ،،،،،،،،،،
قلبه غدا مثل الحجر قاسي ونا قلبي رقيق
ولا هوى خاطري حد غيره عشيق
احسنت ظني فيه واحكمت العلاقة
طال المدى الخ
                         ،،،،،،،،،
لكن بعض الناس مايمشون في خط الطريق
الجود والمعروف فيهم مايليق
لاوعي يصحبهم ولا فيهم لياقة
طال المدى والقلب زاد اشتياقه
                           ،،،،،،، ،،،
لعلع المغني عبيد حنكيل بهذا اللحن والابيات الجميله.ومع سكون الليل وبزوغ القمر تهادت هذه الجمل الشعرية لمسامع الصديق عاشور بامطرف وعرف بحسه الفني من كان المقصود بالعتاب بهذه الابيات الشعرية
فصبا قلبه وانهالت على خده المدامع.فقام من مجلسه مغادراً الى حيث السمر والدان. وهناك التقت اعيان مشتاقه لاعيان بالاحضان وتم التسامح والتصالح بين الصديقين.وبعد فتره انتقل الشاعر باوزير الى الشحر في اطار عمله كجندي.ليستقر هناك.وتعرف في سعاد على شيوخ الغناءوالفن والطرب والشعر امثال الشاعر حسين المحضار والشاعر الكالف والفنان سعيد عبد النعيم والفنان سالم سعيد علي والمعلم عوض حميدان وباجعاله وآخرين والفنان سالم سعيد اول فنان غنا رائعة باوزير ،،طال المدى،، ثم تناقلتها مختلف الحناجر ومنهم الفنان عبد الرب ادريس الذي قام بتسجيلها على اسطوانات القرامافون..سافر الشاعر الى السعودية لاداء فريضة الحج.والبحث عن عمل لتحسين معيشته وهناك التقى بالفنان الدوعني محمد عبيد باسليم.الذي قدم له احسن الحانه وكلماته الذي يقول فيها..
منى خاطري بين احشائي حبك له محل
وذكرك في لساني ياحبيبي لم يزل
وعندي عيد كبرى حين ماواجهك والقاك
مابنساك يامن تاه قلبي في هواك
                            ،،،،،،،،،
نهار القاك يسقط من على ظهري جبل
وحس نفسي مخف بعد المتاعب والثقل
لان قربك دواء نافع وبعدك موت وهلاك
مابنساك يامن تاه الخ
                   ،،،،،،،،،،،
رعاك الله ياحلو المباسم والقبل
رعاك الله يامن فيك لي قوة امل
ويامن دايم احلم بك انا والقلب يهواك
مابنساك الخ
                      ،،،،،،،،،
ثواني عدد الساعات ماجانا ملل
وتركت المساعي قلت خيره في العمل
ولايخطر ببالي غير مصباحك وممساك
مابنساك يامن تاه قلبي في هواك
                              ،،،، ،   ،،،
فغناها الفنان باسليم وسجلها باذاعة جده بالمملكة السعودية.والتي دائما ماكانت تذاع من اذاعة جدة.بصوت باسليم.
بعده نقص في الهوى وزنه وشح الكيل وتعطل المجرى.لم يحقق في سفرته ماكان يتمناه.اضافه الى كونه عاشق وشاعر مرهف الحس لم يتحمل الفراق فراق اهله وخلانه واحبابه. ومسقط راسه الثاني سعاد الزبينة ساحرة افئدة العاشفين. والتي عشقها باوزير بكل احاسيسه ووجدانه. فابتلى بعشقها واعطاها الجسد والروح.
 فعاد اليها من سفره بخفي حنين.
ومن قصائده والحانه التي اشتهرت باصوات الكثير من الفنانين.منى خاطري،،طال المدى،، يانود نسنس من قدا العربان خبرنا،،ياريتنا والله ماحبيت،،رحم ياباشة الغيد،،ياالمحبين دلونا طريق السوى.،، ياانيسي الوحيد سلم على ناس عني بعيد،، وتغانم زمانك ياابن آدم ولاتندم على مافات..والاخيرتين ذاعت شهرتهن بصوت ابن المكلا الفنان الراحل سالم كرامة بطيق توفى اثر حادث مروري عام 1976 رحم الله الشاعر والملحن احمد عبود باوزير الذي توفى بمستشفى المكلا عام1969 اثر عملية جراحية..فقد نعاه صديقه الشاعر حسبن المحضار بقصيدته المشهورة ،،ماعندي اعتراض،، والتي حشد فيها المحضار كل مشاعرة من اسى وحزن وفراق بكل تعابير الفقد والفراق. وسكب عليها دموع دم من عينه ونثرها بانجمه ولتبقى مأثر من مآثره لصديق عمر توارى في الثرى. كما يقول فيها
من بعدنا  ايش صار يابوحسن
قلبت لك الايام ظهر المجن
فليقضي الرحمن ماكان قاض
ماعندي اعتراض
    فيما قضاه الله ماعندي اعتراض
                    ،،،،،،،،،،
نعوك لي قالوا رفيقك ظعن
واختار دار الآخرة له وطن
يابو حسن قوضت ويش ذا القواض
ماعندي اعتراض الخ
                     ،،،،،،،،،،،،
بكت عليك الشحر وبكت عدن
والشعر والصوت الشجي الحسن
وبكت عليك لعيان الصحاح المراض
ماعندي اعتراض الخ
                      ،،،،،،،،،،
مهما حزنا مايفيد الحزن
الموت حق والقبر حق والكفن
كم فيه من عبره لنا واتعاظ
ماعندي اعتراض فيما قضاه الله ماعندي اعتراض
                ،،،،،،،،،،،،
وتعتبر هذه المرثاة من احسن المراثي لاحاسيس فاقد الاحباب ويعتبر المحضار سلطان الشعراء بحيث تملكه للموهبه في كل وقت وحين ومقابل ماقاله من شعر عظيم في العشق والعاطفة  نراه من المتميزين في الرثاء حيث انه قد رثى صديقه الحميم علوي محفوظ مول الدويلة بمرثيته الشهيره عام 1966 والتي شاعت بصوت سفير الفن الحضرمي ابوبكر سالم بلفقيه حيث يقول فيها
اعادة الفائت الى حاله محال
لكن قلبي ماتوقع في محله
لاجيت باتناسيه ذكره الخيال
واثار بقيت بعد محبوبه وخله
وفراق من تهواه وحله
مااطول الايام بعده والليال
عاشوف ليلي طال
يادمعة العين جودي عارفيقي
خففي بعض الذي في البال
                        ،،،،،،،،،،
ومن مراثيه ايضا التي شاعت شهرتها وتغنى بهااكثر فناني حضرموت نعيه لفقيدة الفن الحضرمي الفنانه الشعبية عائشة صالح نصير عام1974  والتي يقول  فيها
تغرد ليش عادك ياالبلبل الشادي 
سكت مادام سكتت شحرورة الوادي
وودعها بدمعة ويكفي من تغريد
حمام الروض يبكين في حسرة وحرقة على العناقيد
                 ،،،،،،،،،،،،
وفي الختام نطلب من ربنا المغفرة للمتوفيين.وطول العمر والصحة لمن عاصرهم وكافة الاصدقاء والمحبين تحياتي الحارة لصاحب الفكرة والمعلومة الاستاذ المهندس ابوبكر باوزير ،
                       ،،،،،،،،

الخميس 26--8--2021

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24