الجمعة 26 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن …...والقلم
الوعي باب يؤدي إلى الحق ... - عبد الرحمن بجاش
الساعة 19:29 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



الخميس 8 يوليو 2021

الوعي اتجاه ذو مسارين، مسار يؤدي بالذي في الشارع إلى فهم وإدراك ماذا يعني أن يكون مواطنا، والمسار الثاني يؤدي إلى من يحكم الشارع ممثلا له فهم ما يعنيه أن يكون مسئولا وعضوا في البرلمان حيث الوظيفة تكليف وليس توزيع غنائم!!! ...يكون الأمر في مجمله، حقوق وواجبات، حق المواطن في العيش الكريم، وواجب ممثله الحفاظ على حقوقه... وواجب يحتم على الطرفين أن يؤديها كل من موقعه في عملية تكاملية متناغمة …
لمن يريد ان يتعلم حاكم ومحكوم …
عليه أن يقرأ السطور التالية، ليقف على السر: لماذا ينجحون؟ ونتخلف نحن !!! :
  في٢٣ تموز من صيف عام ١٩٦٩، نزلت إمرأة بريطانية في لندن العاصمة إلى السوق لشراء حاجياتها، فوجئت تلك السيدة عندما أرادت شراء السمك، بأن سعره مرتفع بأكثر من ٣٠%، وأن ما تحمله من نقود لا يكفي، فغضبت وقررت الذهاب فوراً إلى مجلس العموم  وكان قريباً منها، توجهت إلى هناك ودخلت مباشرة إلى باب قاعة المجلس أثناء انعقاده وطلبت مقابلة النائب الذي كانت قد انتخبته، حاول الحراس عبثاً إقناعها بأن المجلس في حالة إنعقاد، وبإمكانها الإنتظار إلى أن يحين وقت الإستراحة، ولكنها أصرّت على مقابلته فوراً، وبدأت بالمناداة على النائب بأعلى صوتها حتى لفتت إنتباه رئيس المجلس، الذي قام من مكانه وتوجّه إليها، وبكل احترام وهدوء وسألها عما تريد، فقالت له أن لديها شكوى عاجلة تريد إيصالها إلى نائبها وكل النواب الآخرين، ودون أن يسألها عن ماهية شكواها قام فوراً بإصطحابها، متأبطة ذراعه، إلى منصة المتحدثين وناولها الميكروفون: تفضلي سيدتي تحدّثي وكل مجلسنا آذان صاغية….
أمسكت المرأة الميكروفون تخاطبهم جميعا:
 من المعيب ونحن أبناء بريطانيا العظمى، أن نعيش في جزيرة وحولنا البحر، ونملك أساطيل صيد تجوب المحيطات، ولا نستطيع تناول وجبة من السمك لإرتفاع سعره، لقد انتخبناكم لتكونوا عوناً لنا على تجّار البلاد الجشعين، والتفتت إلى نائبها وقالت له أنا لم أنتخبك لتقف مع هؤلاء التجار الحمقى الجشعين، قالت گلمتها  ورمت الميگروفون وغادرت غاضبة….
أوّل ردة فعل كانت من النائب الذي وجهت إليه حديثها، فقد قدّم إستقالته لرئيس المجلس قبل أن تغادر المرأة المبنى !!
وتم سَن قانون في المجلس يُحاسب كل من يرفع سعر السمك أعلى من مدخول أقل شريحة في بريطانيا، ومنذ ذلك اليوم فإن وجبة السمك مع البطاطا تعتبر أرخص وجبة شعبيّة في مطاعم بريطانيا، ولم يطرأ عليها أي إرتفاع إلّا بمقدار نسبة إرتفاع مستوى معيشة البريطانيين اليوم، لذا فإن وجبة السمك مع البطاطا (Fish & Chips) تعتبر وجبة الفقراء لتدنّي سعرها، وأصبحت تباع في مطاعم وحوانيت صغيرة في كل شارع وزاوية من مدن وقرى بريطانيا.
تلك هي الشعوب الواعية التي تنشد العيش بكرامة، وذلك ممثلها الذي يعي واجبه، والمجلس المدرك أنه حق الشعب ...
لله الأمرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24