الجمعة 26 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ملتقى كيان الثقافي ينظم صباحية شعرية للشاعر البديع "أحمد المعرسي" بعنوان حديث الروح
الساعة 20:29 (الرأي برس (خاص)- منيف الهلالي - أدب وثقافة)


نظم ملتقى كيان الثقافي صباح اليوم في العاصمة صنعاء صباحية شعرية بعنوان (حديث الروح) للشاعر البديع أحمد المعرسي على رواق البيت اليمني للموسيقى والفنون.
وافتتحت الصباحية بقراءة المعرسي لنصين غزليين متوحدين مع الحب وغارقين في الحنين والشوق بعنوان: (في كحل عينيك، قل لي صباح الخير)، تلاهما مداخلة عبر تطبيق الزوم من القاهرة للشاعر ياسين البكالي، ثم كلمة لمدير ومؤسس البيت اليمني للموسيقى والفنون الأستاذ فؤاد علي الشرجبي، والذي تحدث فيها عن مكانة الشاعر المعرسي ودوره التنويري في المشهد الثقافي والأدبي وعن زهده في حضور الفعاليات الشعرية وخجله الدائم ورفضه لكلمات المدح والثناء.
عاد بعدها الميكرفون إلى الشاعر المعرسي ليحلق في أفق الإبداع بأجنحة من ضوء ويتلو ثلاث قصائد أدهشت الحضور بعنوان: (الوطن، عيناك سنبلتان من حلوى، أحبك صوفيا)، ثم ترك الميكرفون لأستاذه في الابتدائية والإعدادية حافظ الجباري ، الذي فاجأه بالحضور والمشاركة في هذه الفعالية دون ترتيب مسبق، متحدثًا عن نبوغ "المعرسي" المبكر وقدراته الشعرية الفائقة التي تجاوزت سنه وعن دماثة أخلاقه وسلوكياته التي يجب أن يقتدي بها الجميع..
ثم أعاد الميكرفون إلى المعرسي ليتحدث عن تجربته الشعرية وبداياته، مؤكداً أنه لا يزال في طور التعلم والقراءة والاستفادة من كل من حوله، ثم تحدث بحزن عن الوطن الكسير المهزوم وعن المشهد الشعري الذي يحاول الصمود في وجه المتغيرات التي فرضت حضورها في واقعنا المعاش، وأنه كالسماء الكبيرة التي يشع فيها النجوم من كل مكان.
بدوره تحدث الأديب عبدالوهاب سنين عن المعرسي بتوهجاً سردياً بديعاً، استدعى فيه  المقامات اللغوية والأدبية الكبيرة التي كانت علامات مشرقة في إرثنا الثقافي والأدبي وينبوعاً روحياً غزيراً..
 ثم عاد المعرسي ليسكب الإبداع في قوالب شعرية صوفية تتغزل بالذات الإلهية وبالحبيب المصطفى وتصف حالتي الوجد والتجلي التي يعيشهما بطريقة لا يعي كنهها سواه، وهو يقرأ (أنا المعنى الغريب وسطر من اللوح المحفوظ وركعة في مقام الشوق)، ليبهر الحضور بشعره الجميل وإحساسه الصادق ومكنونات قلبه النفيس الذي يحاول من خلاله أن يصنع مدرسة خاصة تشبه قلبه الصادق الجميل.
بدوره تحدث الشاعر زين العابدين الضبيبي عن المعرسي ودوره في الساحة كشاعر وكيف أنه يمثل له القدوة ويقوم بتوجيهه بمحبة بعيدة عن القسوة جعلته يرى أنه الظل والمعرسي الجسد الموجود.. مضيفاً: لقد تعلمت منه إنكار الذات وكل الأشياء الجميلة، وكل ما ظهر فيّ من جمال هو انعكاس لاخلاقه الحميدة التي غرسها فينا فإن ظهرت أشياء سيئة فهي من نفسي،  كوني أبتعد عن مشاهد أنوار المعرسي ونقاء روحه.
 وتابع قائلاً: أما على الصعيد الشعري في مرحلة من المراحل إلى الآن لا زال هو ذلك الصوت المختلف الذي يقدم كل جديد ويبدع في كل مرة دون أن يسقط في وحل التكرار كما يحدث لغيره، لا لشيء إلا لأنه لصيق بسماوات الإبتكار والتجدد والخلق الإبداعي الذي لا يشبهه شاعر.
وأشار الضبيبي إلى أن المعرسي هو القصيدة التي تمشي على الأرض بقدمين وهو روح فياضة بالنقاء والتواضع وإنكار الذات وكل القيم الجميلة وأنه سماء عالية لا تدركه المعاني ولا الألفاظ؛ فبقدر ما يعطي بقدر ما يسمو في ذواتنا وفي أرواحنا وهو حالة مختلفة ومذهلة، وقد يختلف الشعراء حول كل الشخصيات إلا أنهم يجمعون على نقاء ورقي وسمو هذا الشاعر الإنسان- حد تعبيره.
وختم زين العابدين الضبيبي كلمته بقبلة في جبين أحمد المعرسي صفق لها الحضور بحرارة.
من جهته ختم المعرسي قراءاته الشعرية بمقطوعات شعرية، ثم  بقصيدة شعبية بعنوان (شبدأ بطه) صفق لها الحضور طويلاً، ليعلن الأستاذ زياد القحم الذي أدار الفعالية بألق واقتدار عن لحظة تكريم المعرسي بدرع البيت اليمني للموسيقى والفنون لعام ٢٠٢١، ليصعد إلى المنصة الأستاذ فؤاد الشرجبي والروائي الكبير الغربي عمران والأستاذ الملحن الجميل علي الأسدي لتكريم المعرسي بالدرع وعقود الفل.
وجاء تكريم المعرسي - بحسب الأستاذ زياد القحم- تقديرا لانجازاته وإصدراته الشعرية المتنوعة وتميزه في كتابة القصيدة الفصحى والعامية وتأليف النصوص الغنائية وإسهاماته في النقد والبحث والتوثيق، الأمر الذي أهله ليكون في صدارة المشهد الشعري اليمني مستعيناً بتفوقه الإضافي في الإلقاء والحضور الشخصي المميز والاشتغال على القضايا الروحية بطريقة خاصة، ولتمثيله المشرف لليمن في كثير من الفعاليات الثقافية في العالم العربي.
وتخلل الفعالية فقرة عرض جميلة قدمها الأستاذ فؤاد الشرجبي وبدأها بالحديث عن شعرية المعرسي وصدق ما يقوله، وتميزه عن الشعراء الآخرين، معرجاً على بداية معرفته بالمعرسي مع قصيدة رمضان "روحي روحي" ثم عرض تسجيلي لعدد من أغاني الأطفال والأغاني والأناشيد الوطنية وأغاني الأفراح، وقد ذرفت عينا "الشرجبي" الدمع أثناء حديثه عن المعرسي وعن مدى حبه للنبي وشاعريته الإستثنائية.
حضر الفعالية الروائي الأستاذ الغربي عمران، رئيس نادي القصة، والفنان علي الأسدي وعدد من الأدباء والشعراء وجمع من المهتمين ومحبي الأدب والشعر.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24