السبت 27 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن …….والقلم
الرازحي ...عرفته الآن ؟!.. - عبد الرحمن بجاش
الساعة 12:41 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



الأثنين 5 اغسطس2019
 

قلت لصهره وليد الصنيف وقد اتصل يسألني : طبعا اعرف الرازحي ومن سنوات طويلة ، لكني اكتشفت أنني لم اكن اعرف عبد الكريم ، وإليكم ما تيسرمن الأسباب ؟؟..
يسألك سائل : تعرف فلان ؟ ترد سريعا وخاصة في ساعة نشوة القات : طبعا ، صاحبي ، وأعرف…ما عاد باقي إلا تقوم واقفا وتلقي خطابا مثل الزعيم وتحث الحكومة على …..يقاطعك السائل النبيه : هل سافرت معه ؟ - لا، هل سجنتم أو اعتقلتم معا؟ - لا، السائل الذكي يقولها وبهدوءوادب جم : أنت لاتعرفه ..

عبد الكريم الرازحي ، أوحنجرة الشعب ، أوالروائي ، أو الشاعر، أوكاتب العمود المتميز صديقي وزميل حرف وكلمة ، صداقتنا تمتد لسنوات طويلة ، لكنني وكما قال السائل النبيه لم اعرفه فعلا إلا يوم أن قمنا بجولة الغبش مع ثلة من أجمل الاصدقاء ….قربنا ذلك الفجرالصنعاني أو الصنعائي كما تقولها الروائية الفذة د.نادية الكوكباني إلى بعضنا، وكشف اوراقنا الإنسانية ورقة ورقة ، فوجدنا أوراقا ذهبية : حسن الدولة ، محمد عبد الوهاب الشيباني ، د. ياسين الشيباني ، عبد الفتاح عبد الولي، إلى الرازحي الذي كشف وجهه الآخر، الوجه الذي هو انعكاس لجمال صنعاء ، خضرة الاعبوس ، بروح الشيخة زعفران ، وأنا برائحة زعفران حقنا في كدرة قدس من ظلت تنتظرمحمد عثمان خمسين عاما ، لم يذوي جمال روحها حتى عودته ذات ليلة قارسة البرودة من الحبشة، لكنه عاد محملا بزوجة أخرى ومناخر واسعة من حق افريقيا، عاد ليبيع أرضها ويموت ويتركها بحسرتها على سنوات قاسية، لكن جمالها ظل يسكن ملامح وجهها وروحها وإلى اللحظة توزع مشاقرها على العيون …

عرفت الرازحي فجر اليوم الصنعاني الأروع ، جاء لابسا بدلته ، وربطة العنق ، فهمت أنه يحب هذه المدينة بازقتها وحواريها ، وجمال عيونها ، وكل تفاصيل تلك الجدران … ولامانع عنده أن يحدثك في امورشخصية ، لكنه بهكذا حديث يكشف عن الرازحي البسيط والتلقائي ، ذكرني لحظتها بمليح آخرمحمد علي الشامي الذي إذا داهمته موجة حنق ، احتج بدموعه فقط …..

إذا هذا هو الرازحي الذي أنا بحاجة لأن اعرفه ...لصنعاء ، وللنبوس، وللبرعي ، وللزلاب، يا وللخاوي، وليحيى سرور، ولمحمد حسن العمري ، ولكل نوافذ صنعاء التي تم خلع اخشابها واستبدلت بالالمنيوم ، لصنعاء المعنى كل امتناني ، ولوكنت اعلم من قبل أن المدن المعتقة بنبيذ التاريخ تعرف الناس ببعضهم لحملت عبد الكريم الرازحي من زمان ، لنعرف بعضنا كبشر…

أسجل هنا أنني والآن فقط وذلك الفجرالمبلل بالندى ، اقتربت من الرازحي الإنسان ، فوجدته كأي قروي ، بسيط ، تلقائي ، يتصرف بدون عقد ، ولايحسس من حوله أنه ذلك القلم الذي عليه أن يعتلي ويظل ينظر إلى المارة من فوق ….هو يحمل دراجته وتارة تحمله ، فيختلط بالناس ، لايميز نفسه عن أبسطهم ، لذلك تجده في كل مكان ...مبدعا... جمهوره الشارع ، إنسانا جمهوره الناس .. الذين هم وحدهم من يمنح المبدع اعلى شهادة ، يمنحونه كإنسان اعلى درجات الاحترام…
من ذلك الفجرالمبلل بالغيم اصبح الرازحي صاحبي …
ومن ذلك اليوم الممطرحروفا وكلمات التقينا...حتى تعارفنا قبل أيام..
شكرا للحظة الغيم المبللة بالغبش وفجرصنعاء الذي اعرفه جيدا ….

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24