الجمعة 26 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن …..والقلم
صنعاء التي تسكنني … - عبد الرحمن بجاش
الساعة 20:26 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



الخميس21 فبراير2019

كيف يمكن لمدينة أن تتمكن منك وتسري في شرايينك جزء اصيل من دمك …

المدينة لمن يفهم كائن حي انعكاس لثقافة الإنسان ..مزود هام لثقافة اجيال متلاحقة تطبعهم بطابعها ويكونون مؤثرين متأثرين ..ولمن يريد أن يفهم فالمدينة كائن يمتلك لغة خاصة به يحدث بها من يتماهى مع حديث الجدران وبوح الالوان ، ويثمل بموسيقى الارواح تتبادلها عمق المدينة وإحساس ساكنها…

باختصار بدون ادعاء ولامن ولا تواضع مزيف ولا حتى …..اقول أن المدينة التي تسكنني ويصعب علي فراقها (( صنعاء)) …افهمها وتفهمني ، احدثها وتبوح لي ، نتبادل الالق والتألق وابتهالات غبش الفجر…وصبحكم الله بالخير ياوجيه ...

في بداية الحرب كتبت هنا تحت عنوان : (( أترك صنعاء !!! مستحيل ..))..وإلى اللحظة واللحظات القادمة لن اتركها ... كيف اتركها وحدها تتوجع وهي من تحسست وجعي في احايين كثيرة ، وأنا من النوع الذي لا ينسى الجميل ، فما بالك بصنعاء التي ارضعتني جميلها ، فصارالآن علي أن ارده - ولن استطيع - الا في حدوده الدنيا …. صنعاء لاتمن ، ولا تعاير، بالعكس كلما ازدادو نكرانا ازدادت عشقا وغراما لمن يعشقها ومغرم بها ، وأنا أول العاشقين المغرمين ...تدفق عشقي نهرا بين الباب الكبيروباب اليمن ...ليستقروراء النهدين ….

قدرالمدن الاستثنائية أن تكون استثنائية في كل شيء حتى في الجمال ، هي بذلك تطاول هامتها علو السماء ، بينما قصارالقامة لا يستطيعون النظر إلى ماوراء السور، فيظلون حبيسي حواريهم يظنون أن الكون كله مجرد حارة !!!...لذلك لم يستوعبوها لانهم يرونها مجرد مبان وشوارع و(( انس الله بحياتكم )) !!!..ومع الخيل يا عرجاء..يدورون مثل جمل معصرة باب اليمن …..

صنعاء عالم من الجمال قائم لوحده ، واسأل اللثمة ، واسأل الطرحة ،واسأل النكتة ، واسأل الطرفه - لا اقصد المطيرفين - واسأل الشرشف ، واسأل احزمة تطوق خصركل بيت ، واسأل القمرية ، واسأل الطيرمانة ، واسأل عن ساكني صنعاء ...هات وافوج النسيم ...واسأل عيون تظهر بجمالها من وسط اجمل حجاب في دنيا الذوق والدلال ...انها صنعاء التي لم يفهمها احدا حتى الآن ، ولا ادرك احدا سرها ….أزعم أن ثمة سرا يجمعنا نحتفظ به ….

كلهم يعبثون بها وهي كفاتنة ابنة (( ناس )) عزيزة كريمة ، لاتكره ، ولاتحقد ، بل تثبت كل فجرتهطل الشمس من على كتفي غيمان انها صنعاء الباقيه تتفرج على الذاهبين أكثر من الآيبين ….هم يختفون ..هي تبقى ..

وياخبر كيف القمر؟…
حدثني عنها ساحدثك عن مدينة تسكنني ..
لله الأمرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24