الجمعة 26 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن ……..والقلم
مقبرة هنا ...مقبرة هناك ؟! - عبد الرحمن بجاش
الساعة 12:27 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)




الثلاثاء 6 نوفمبر 2018
 

اصبحنا لسبب معلوم زبائن شبه دائمين على المقابر، فلا يكاد يمر أسبوع إلا ونفجع في صديق أو قريب، والأمرلله من قبل ومن بعد …

تدخل إلى أي مقبرة فتتمنى أن تترك جثتك في أي مكان تتآكل أو تحرق أو ….لكن طبيعة الاشياء تقول بضرورة أن تدفن كضرورة شرعية ودينية ….

العم ناجي كان مغتربا في ألمانيا ، عندما توفي هناك اكتشفوا انه اوصى بأن يدفن بجانب والدته في قريتهم ، أحد القرويين ممن عرفوا عدن وما وراء البحر رفض أن يقرأ عليه الفاتحة !!!، طيب ليش؟ قال ضاحكا : الواحد يتمنى يموت في (( بلاد الله )) ، لأجل يدفن في تلك المقابر بالصندوق والمطر فوق رأسه ، المدبر صمم إلا يقبر بين الحجار السود !!!...لن ادعوله وذهب ...

في تلك البلاد حيث للإنسان قيمة وأي قيمة فمقابرهم مخططه ، ممراتها موشاة بالحشيش الاخضر ، وشجيرات لاضافة الجمال إلى الصورة الكلية ، فاذا دفن متوف ، فيتم الحفر بألة مخصصة تحفر القبر بدقة، ثم ينزلون الجثة بونش صغير يحمل الصندوق وبهدوء يصل به إلى عمق الحفرة، فاذا دفن فيهتمون بشكل القبروعلى الشاهد اسم المتوفي يأتي أهله ليضعون الزهور كلما زاروه ...والمقبرة كلها مسورة بسياج جميل ، يدخل إليها الداخل من الباب الرئيسي الجميل ومن ممر أجمل ، المقابر هناك انعكاس الحياة العامة المنظمة وبدقه ….

أخر مرة كنا وصاحبي د. نبيل نشارك في تشييع د. الخليدي ، وقبل أن تصل الجنازة ، قال انه سيرى قبر امه ليقرأ عليها الفاتحة ،عبثا حاول ان يجده ، عبثا تنقلنا بين القبور المتداخلة ببعضها مما يضطرك أن تضع رجلك على كل قبر ، الاحجار مرمية في كل مكان ، المكان من أوله إلى أخره انعكاس لعشوائية حياتنا !!!...
على الأقل قدنحن معذبين في حياتنا ، لنرتاح في قبورنا !!، لكن أن يلحق بنا العبث حتى إلى القبور فجور عظيم علينا …

ثم أننا ربما الوحيدون في الكون الذي لا نخصص سيارة لنقل الموتى ، فتضحك وتبكي عندما يخرج الناس حاملين الجنازة يجرون لاننا شعب قلق ...فترى أمامك لوحة عبثية ، كل كتلة من المشيعين في مكان ، وعند القبرنتجمع بشكل عشوائي لا يتيح دفن الميت باحترام يليق بحزن أهله واصحابه وجلال الموت …. حتى إذا صاحوا في أهل المتوفي ليقفوا في جهه يتقبلون العزاء ، فتبدأ معركة يخرج منها الشاطر باقل الاضرار !!!

همسة أخرى في اذن من يريد أن يسمع : مقبرة خزيمة لم يعد فيها موضع قدم ومع ذلك يظل كل من توفى عزيزا لديه مصرا على دفنه فيها ، افهم الارتباط الروحي بين أهل صنعاء الأصليين والمقبرة ، لكن من مشاهده بالعين المجردة فلم يعد هناك متسع …
ضف إلى ذلك أن المقابر الأخرى اصبحت مزدحمة جدا ، فأين سنذهب باللاحقين ؟؟؟!!!
لله الامرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24