السبت 27 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن ……..والقلم
وتلك الأيام … - عبد الرحمن بجاش
الساعة 11:59 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)




الأحد 4 نوفمبر 2018
 

لمحت اسمه فاتصلت به فورا ، احسست ان الدنيا لم تسعه فرحا باتصالي ، قلت فقط كيف حالك ؟ ارجو أن تكون بخير ، ظل يردد : أي خدمة ، قلت أن تكون بخير، احسست ان دنيا من الارتياح احتلت كيانه باتصالي ، احسست ان الإنسان موجوع حتى العظم ، وأي كلمة طيبة تفجركل مافي النفس من شجن وشوق وحاجة إلى كلمة طيبة تلملم الروح ...كان ذلك هو خالد الناظري لاعب الزهرة والمنتخب الإنسان الخلوق بلا حدود ...رددنا معا : رعى الله تلك الأيام …..

راح بالي مباشرة إلى علي الظاهري رحمه الله ، ليلة أمس الأول ظلينا طوال الوقت نتكلم ، أنا اقول ياعلي رحمك الله ، وهو يرد علي أنا لم امت …
بالفعل فبعض للناس خلقا وخلقا لا يموتون وان ووريت اجسادهم التراب ، فتظل صفاتهم الحميدة تملأ حياتك حضورا …

علي الظاهري كان أحد علامات نادي شعب صنعاء وتلك المساحة الممتدة بين الصلوي مرورا بنادي الوحيدة ومطعم الرجل الجميل عمي سلطان بمشدته ومئزره وقلبه الطيب بلا حدود …

علي الظاهري من رداع وأحد الذين اعتجنوا بالحبشة الطيب أهلها وشجرها وحجرها ، تماهى مع شعب صنعاء إلى درجة أنك لم تكن تفرق بينه وبينه !!!..

اجمل ما في رداع ابناءها ، واجمل ما في الشعب كان علي الظاهري بطيبته وحيويته وحبه للكرة ولاعبيها واستعداده لان يفقد روحه في سبيل ناديه ، كانت الحكاية حكاية انتماء …

كيف تشوف يا علي كرة الشعب ؟ يرد عليك برداعية لالبس فيها : حسينة مالها شيء ، فتتذكرعلي عبد الجبار النعيمي ، والحرسي ، والشيخ البابلي ، والخوربي من اشجانا أغاني فريد طيب الله ثراه…

لا يستقيم الأمرمعظم الأحيان إلا بحضور أحدهم ، ليس بجسده ، وأنما بروحه أيضا ، وقدرته على أن يكون محور الكون …..علي الظاهري كان أحد هؤلاء الذي لا يكتمل جمال اللوحة إلا بهم …إلى جانب عبد الفتاح محمد سعيد ونجيب النهمي وآل الكحلاني من يحيى إلى علي فعبدالله فجمال وعبد الباسط ، بدون هذا الجمع لا تكتمل روح الشعب سواء اتفقت معهم أو اختلفت ، اعجبوك أولم يعجبوك…

بعد أن انقطعنا روحا عن الحضور إلى مدرجات الظرافي بسبب غياب الألق ، غياب العذري ومحمد مطهر وأحمد رشدي ونصر الجرادي وجلاعم والروضي والورقي وشكيب ومقبل واسحاق وجمال والصنعاني واسماء من ذهب تركت الملاعب فتركناها لكرة باهته هي ليست بكرة وأنما عجين من سياسة وأمن وبلا روح مفترضة لكرة عايشناها أيام الجهمي والقاضي والحمامي وبشير والحيمي والشاوش وجيل عمر الملاعب بابداعه واخلاصه وظروفه القاسية التي لم تمنعه من ان يقدم بلا من ولا طلبات ...رحم الله الكالا كان ينزل إلى الملعب وبطنه خاويه …

علي الظاهري رحمه الله أحد اولئك الذين اعتجنوا بالأرض ومن عليها …عندما احس أن اللحظة من زمن جميل تتوارى ، توارى هو في رداع ، ولم يكن حتى يرد على تليفونك إذا شجنت تسأله عن حاله، قطع علاقته بصنعاء ليس تنكرا لها بل لتبقى صورتها الأجمل في أعماقه ...زمن كان هو احد رموزه الطيبين من انفسهم زرقاء كالسماء بلا حدود …
أنا افتقد امثال الظاهري لأن روحي جزءا منهم …. من زرقة ارواحهم ، هم موجودين في كل هذه الأرض ، فقط من يزيح عنهم طبقة الغبار …
رحم الله علي الظاهري ..
لله الامرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24