الجمعة 26 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن ……...والقلم
الرجل المدهش … - عبد الرحمن بجاش
الساعة 14:15 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


السبت 3 نوفمبر 2018

 

اهلا ياعبد ، يضم العين ويسترسل بعد أن يرفع عينيه إليك ويرفقهما بابتسامة ماكرة : كيف حالك ؟
كنا ثلاثتنا ورابعنا مختار شفاه الله نلتقي تقريبا كل ليلة ..هو وعبد الملك المداني وأنا …
كيف تجيد معالجة المجانين ؟ 
يضحك بطريقته : لأنني قد جربت الجنان ، مد يدك يا رجل ….تطول الليلة ولا تحس بها ، فمجالسته عالم قائم لوحده ، عالم من الادهاش لايعرفه الا من اقترب منه عايشه بل وعاشه بكل تفاصيله ….

قلت : يادكتور نبيل : أنت من عايشه وعاشه اكثرمن الجميع ، من هو من زاويتك ؟ ارسل تنهيدة حزن طويلة : رجل مدهش ، كريم ، ضحوك ، صلب ، في اعماقه إنسان ، تعطي يمناه مالاتدركه يسراه ، يده وبدون من ولا ادعاء ظلت ممدودة لمن يستحقها ...لوتدري كم كان إنسانا بكل ما تحمله الكلمة من معنى ...واعود أسأل : هل كان بعثيا؟ - تصدق لم يكن بعثيا ولا ناصريا ولا اشتراكيا ، كان عبد المجيد الخليدي …
واضاف طه سيف نعمان :(( ……..فقد جاء احد المعتقلين يقول : هل رأيتم الدكتور الخليدي ؟ لقد انزلوه قبل قليل وهوالآن في الغرفة المجاورة وفي حالة يرثى لها ...ودفعني الفضول لرؤية ذلك ، ولم اكن وقتها اعرف من هو الدكتور الخليدي ، وخرجت من غرفتنا إلى الغرفة المجاورة ولم اكن اتوقع الا أن الدكتور الخليدي هذا سيكون في حالة مثل حالة الدكتورالسقاف ، ولكني عندما اقتربت ورأيته خلت نفسي كأن جنيا شد قدمي إلى الأرض ...مذهولا ..مشدوها ...يبست لساني وجف ريقي وحلقي وأحسست ببرودة تعتريني تماما ،كان الخليدي اشبه مايكون بتمثال من الشمع قام اكثرمن واحد بتحريك انفه وبقية وجهه كما يحلو له ، وكان الرجل يضع على رأسه مشده بيضاء وربما وضعها عليه غيره لإخفاء ملامح وجهه التي ظهر عليها التعديل بفعل فرسان الأمن ، وبحركة لا إرادية وضعت يدي اليسرى على فمي الذي فغرفاه نفسه بنفسه وكانت عيناي قد اصيبتا بالفزع المكتوم ، واستدرت مسرعا إلى حيث كان يجلس عبد الكريم والقيت بنفسي إلى جانبه ساكنا لا اقدرعلى الكلام ، ثم اخذت العب بشعر رأسي وأنا اشعرباحتباس هادر لكل انفاسي ………….، ظلت صورة الدكتور الخليدي أمامي لاتفارقني - وأيم الحق - أنها لاتزال أمامي لاتفارقني مثل كثير من الصورالتي يصعب على نفس المرء وذاكرته نفيها على مدى العمر المكتوب ))...
يسترسل الأستاذ طه سيف نعمان في كتابه (( من الذاكره )) وهو الوحيد من كتب عن ملمح مما كان يدور في اقبية الامن الوطني : (( ….أما الدكتورالخليدي فإنه صاحب عزيمة فولاذية ، وذو قلب غاية في العذوبة والرقه ، وقد عرفته اثناء تلك الفترة رجلا يقاس بالقلائل من اهل المواقف والصمود وإنكارالذات والتضحية من أجل الاخرين ، وكان في سلوكه وعلاقته متواضعا محبوبا يملك سحرالتعبيروالكلمة ، الا انه احيانا كان يجعلك تشعر بأنه مزهو بشيء معين ...ربما اراد أن يكون رأيه او فكرته او مايعتقده في اعماقه هو الشيء المعين الذي يحس الخليدي بأنه متفرد فيه ...ولا ينازع ...لكنه لم يكن مزدوجا وهو آخرالامرمن غيركلمات يقول لك ..الدكتور الخليدي يعتذر ولاتنسى انه بعثي حتى النخاع ، ويكفيه وهو الذي يعالج امراض النفس انه جعل خميس يعاني المرض النفسي وحده من بعده ))...

 

ماذا يمكن لي ان اقول اكثرمما قاله الأستاذ طه مدرس اللغة العربية في المدرسة الاهليه بصنعاء أيام مجدها الأستاذ المربي القديرسعيد قائد …

سأردد مع د. نبيل أحمد حسن نعمان : رحمك الله يا عبد المجيد….

لله الامرمن قبل ومن بعد

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24