الجمعة 26 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن ……..والقلم
يا بابا يا ماما دعوني… - عبد الرحمن بجاش
الساعة 14:17 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)




31 اكتوبر 2018
 

أرسلها إلي صديقي العزيز تلك الانشودة التي سمعتها البلاد ذات مرحلة حلم عظيم من اقصاها إلى اقصاها ولن نقول إلى ادناها ، ارسلها إلي ذات صباح ندي عبد الملك ضيف الله …

أول ما سمعتها ضحكت عيني دمعة فرح قصوى ، إذا أعادتني إلى أيام الابتدائية في تعز وإلى زمن كان الحلم يطل على هذه البلاد بشوق وشجن من قمة العروس ، لا رحم الله بعض الثوار التجار ولا ذاك الذي باع الحمار والملح !!!...
يا بابا يا ماما دعوني 
أروى بنت الجمهورية 
أنا بأدرس في الصف الأول 
عند الأستاذة نورية 
واخي الاصغر لما يكبر
يدخل يدرس في الكلية 
يخرج ضابط وإلاطيار
يحمي الاهداف الثورية 

 

كتب كلماتها شاعر الثورة كما هو مكتوب في صفحة اليمن الجمهوري في الفيس بوك محمد ناصر العنسي، وقالت زينب أن من لحنها بابا عبد الرحمن مطهر .. فليصحح أيا منكم المعلومة إذا ما هي خطأ ..

اجيال بحالها عمرت نفوسها بمعانيها تلك الأنشودة التي نقلتها إذاعة صنعاء كل صباح من مدرسة أروى إلى مدرسة الثلايا بتعز والتي افتتحت بالأغنية الانشودة !!!...

من سمعها قال ان من غنتها بلقيس عبد الغني مطهر ، اتصلت بزينب عبد الغني مطهر فسألتها ، قالت : غنتها اختي سميرة ، وبلقيس كانت موجودة ضمن المجموعة ، رحم الله بلقيس ….

من مدرسة سيف بصنعاء حدث اختطاف جميل ، فقد اختطفت رؤوفة حسن وكانت ما تزال بالشرشف إلى إذاعة صنعاء ، قالت لي فيما بعد : (( كان أبي وأمي كلما يسمعان الإذاعة يقولان لي : في بنت بتجي في الاذاعة صوتها مثل صوتك )) ، قالت : اشيح بنظري بعيدا : ماشي مش أنا …وأقول ياالله لاعاد يدروا ، ولمادريوا؟ أسالها ، تضحك : باركوا ، كان الناس جميعا يحلمون …

بابا عبد الرحمن مطهر اختطفها ، واختطف غيرها من المبدعات من المدارس ، كان رجلا يبحث عن الاصوات الجميلة تغني للثورة والجمهورية والمستقبل ، لم يكل ذلك الرجل ولم يمل حتى اتعبوه وحولوه إلى مجرد اداري في أمانة العاصمة ، وفي الأخير طرحوه أرضا كما طرحو الكثير من المبدعين !!!..

(( البيت المرة ..والحب الذرة ...قولوا لمسعدة تقع مدبرة ..تربي العيال ...والرب تشكره )) ، كلمات بسيطة غزيرة ، لكن احد المزايدين علق ذات لحظة في خطبة عصماء أن تلك المقدمة لبرنامج (( مسعد ومسعدة )) امتهان للمرأة ، فرديت عليه يومها : اقسم انك تستحق الامتهان حتى العظم !! عدت بعدها وضحكت على نفسي اذ أن عبارتي لم يكن لها معنى مثل كلامه !!!...

كل صباح شنفنا آذاننا بذلك البرنامج الجميل بصوت بابا عبد الرحمن مطهرومسعدة التي هي زوجة المرحوم الممثل المسرحي حمود العمراني ، فقد نسيت اسمها ، لكنها مع عبد الرحمن مطهرقدما أجمل برنامج كان يصل إلى اعماق الناس كالغذاء والدواء ….

ذلك البرنامج ذهب مع الريح كما ذهبت اشياء كثيرة ، ولم يبق لا برنامج ولا ميكرفون ، تعطلت آذاننا وبقيت حاسة النظر التي تعبت من كثرة البهرار!!! ..

السؤال الآن اين عبد الرحمن مطهر أوبابا عبد الرحمن الذي يمتلك روحا ظريفة تمثل اعماق صنعاء التي لم تعد تضحك …
افهم انها دورة زمن لابد منها ، فحيث لا يؤمنون بسنة التغييريقرح الدست بما فيه على الوجوه ، وتبقى عليها آثارالانفجار …
هذا مايحدث في دول الجهل ، حيث لايتداولون السلطة ويتداولون الدسوت ، وكل هو وشطارته ودسته …لأن لا مشروع ولا رؤية ، فتظل دول التخلف تدورفي نفس مكانها مثل جمل المعصرة معصوب العينين متحرك الرجلين ….

ككل جميل في منازلهم فبابا عبد الرحمن مطهر في البيت ، لا يمارس مهرته اليومية الإبداع ..وتاريخ حافل من ورائه أخشى أن يكون قد ضاع حتى من إرشيف الاذاعة …..
بابا عبد الرحمن مطهر ، مثلما كنت تبهجنا كل صباح ، ها أنا باسم كل من له اذن نرفع لك جميعا قبعاتنا ……

لله الامرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24