الخميس 09 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن ……….و القلم
افتقده ...فكري - عبد الرحمن بجاش
الساعة 15:37 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)




الخميس 6 سبتمبر2018
 

((علم الزره... )) كتاب له ، يجلس أمامي كأنه فكري ، يحدثني ، يكلمني، يرمي بنكته توجع القلب ضحكا من هناك ...يذكرني ببنت المخلافيه وانوررفيق الطفولة في حافة اسحاق التي تسكن الورق 54 حلقة لا أدري متى ستطبع واين وكيف وهل مايزال هنا أو هناك من يقرأ ….

فكري قاسم عالم قائم بحاله من كونه ابن الحافة إلى المسرح إلى الكلمة بكل رحابتها ، كلاعب كرة القدم يجيد التهديف بالكلمة القوية الجميلة التي تجرح ولا تسيل الدم …

صحيح أنا زعلان منه لسبب واحد ، فقد ذهب إلى أحد اطباء الأسنان وغير سواد ماء تعز االذي كان يميزه إلى البياض ، اكيد فكري كان لحظتها له نوايا سيئه ، اكيد صنف وقال يحدث نفسه : فرصه يافكري أن تنظم إلى عالم الابهه الذين يضحكون لك كلما التقوك ليقولون لك انهم زرعوا أسنان جديدة في أمريكا تحديدا وليس في دمشق ، اعرف انه يحب الجحملية أكثر من واشنطن ، ويرى مقهاية (( مخسو)) اجمل واحلى وقهوتها الذ من اجذعها كافيه في امريكا كلها ، هل تصدق انني لا اعرف ولا ادري اين مقهاية مخسو، لسبب بسيط أن اهلنا كانويحددون حركتنا بين باب الكبيروالبنك اليمني !!! …

ذات ليلة أتذكرها جيدا ضحكت ليس من قلبي ولكن من قاعة رجلي ، عدت متعبا جدا من الصحيفه ، قلبت صحيفة ((النداء)) إن لم تخني ذاكرتي لارى مقالة أو زاوية فكري ، ولم ادري بنفسي بعد أن وصلت إلى المنتصف الا وأنا اجري باتجاه الباب الخارجي للبيت واضحك كما لم اضحك في حياتي , كان فكري يتمنى على علي عبد الله صالح ان يتزوج امه لكي يتبختركما يريد ويمدد ولايبالي في الجحملية كلها ، كتبت له رسالة تلك اللحظه :أنا افدي سنة قلمك ، رد سريعا : انا فدى ارجل امك يا استاذ ، وقسما ماذلحين لاخزن للصبح …

هي تعز باسنان مياهها السوداء تسكن فم صاحبي فكري ، لذلك كنت كلما التقيه يلتقيني بالضحكه فارى سواد الاسنان فاتذكرعمري الذي كان كله ...زعلت عندما غيرهن لاسامحك يافكري كما كانت تقول مرة غشيم في الحافه ….

افتقدنا ك يافكري ، عملت لي مشكله يافكري ، فكلما ادخل إلى بيتي تقف ام الاولاد تقوى نعمان محمد غالب ساع عسكري الامام : اينوفكري؟ اقول متلعثما: أنا اكتب احسن منه ، تهز رأسها وبلهجة قدس:

ماتسكيش تنتزع الضحكه من عمق النفس مثل فكري قاسم ، تضربني الغيره في اعماقي واقول : انا احسن ، فتكشروتذهب ، لذلك فتشت في مكتبتي عن (( علم الزره )) ، قلت لها : شلي فكري اشبعي به او الله يشلكم الاثنين، عامل نفسي ابو الكتاب ، وانا مش منتبه الى أن صاحبي قد غزاني في عقر داري سامحك الله يا فكري ….

خسرنا في هذه البلاد اشياء كثيره وغالية الثمن ، انا فقدت او خسرت قلم فكري قاسم الذي يجعلك تتلذذحتى بالالم وتصادق الوجع بالسخرية منه ….

مسرحيا هو فكري ، ولو انه لم يسمعني ويذهب الى حافة اسحاق ليرى الدكان الصغيرالذي اعتقد انه شهد بداية المسرح في تعز ، اذعلى ضوء السراج الشحيح كنا كل خميس نتجمع امام باب الدكان الذي عليه ستاره بيضاء وندفع من بقشه لنشاهد عيال صدام وقد تغيرت اشكالهم وصارو يتكلمون مثل ناصروالسلال ، لايخرجنا من لحظات الانسجام سوى صوت المخلافيه : ياكلاب يا عيال الكلاب مامعاكمش شغل ، ماخليتونيش ارقد ، نهرب ونعود ونهرب ونعود الى أن تتعب وتنام ، نواصل نحن الفرجه …

عدت بعد سنوات وانا كلما اهطل على تعزفلابد من ان اذهب الى حافتي ادورعلى آثاربجاش ، رايتها وبيدها العصى وقد احدودب ظهرها : انتي المخلافيه ؟- موفضل ابوك من اني ، اشهدوعلى هذا الكلب ابن الكلب ، وقبل أن يحدث مالا يحمد عقباه من عيال الحافه اللاحقين ، اسرع بالقول : انا بن الشيخ، فتصيح : عبد الرحمن ، - ايوه ، فتحتضنني بامومة تبكيني : أين سيبتني ،فتنحدردموعي من راس قمة القاهره حتى اخمص قدمي ...نجلس ارضا تأتي بالشاهي : آه يابن الشيخ ماعد قدرتش نفسي اديلك البطاط البراده ، - كنت احرص على ان اشتري بطاط كل يوم عصرا للبيت على أن تمنحني العموله قطعتين (( براده )) واسالوعن البراده عبد الملك ضيف الله - ، كبرت يا ابني ...عدت بعد سنوات اخرى ، ذهبت ابحث ، ماتت……
يافكري انسيتني نفسي هذه اللحظه ...لاغيبك 
لله الامرمن قبل ومن بعد ..

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24