السبت 27 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
نـــورُ الـرَّيـاحـينِ - طارق السكري
الساعة 19:10 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

نـــورُ الـرَّيـاحـينِ أم بــاقـاتُ تـشـرينِ
هــذي الـوجوهُ الـتي كـالبدر تُـسليني

أم الـنـسـيمُ الـــذي أرخـــى جـوانـحهُ
ليلاً ليوقظ روحاً في شراييني ؟

أمِ الـغمامُ الـذي فـي الأفـقِ ساريةٌ ؟
مـن بـعد طـول اشـتياقٍ جـاء يهديني

يُـلـقـي الــسـلامَ وقــد بـانـت نـواجِـذُه
والـبرقُ يـصدع فـي الـظلماءِ يُـدنيني

قـالت وفـي الأفـق أفـلاكٌ فـقلت لها :
شــكـراً ، مـؤسـسة الـتـرتيل تـكـفيني

مــا كــان يـدري غـمامُ الأفـق أن لـنا
في الأرض فيضُ غمامٍ ليس يُشقيني

لــــو أن كـــلَّ عــيـونِ الأرضِ قـاطـبـةً
تالله مــا كـانـت بــلا "ترتيل" تـرويني

لــو أن كــلَّ جــراحِ الـنـاسِ تـسكنني
هــل كـان غـيرُ كـتابِ الله يَـشفيني ؟

فـي أيّ شـهرٍ هنا في الحيِّ يجمعنا
هــــديُ الــقــرانِ بـتـعـلـيمٍ وتـلـقـيـنِ ؟

شـــهـــرٌ بـــــهِ اللهُ أولانـــــا بـنـعـمـتـهِ
وأنــقـذ الـكـونَ مــن شــرّ الـشـياطينِ

شــهـر بــه اللهُ جــادَ الـخـيرَ أجـمـعَه
فـــي لـيـلـةٍ قـــد أضـــاءت بـالـبراهينِ

شــهـر تــبـرَّأ فــيـه الــفـنُّ مـــن عـلـلٍ
ومـــــن جـــمــودٍ وتــغـريـبٍ وتــخـويـنِ

وجـــــاء مــتًّــزراً بـالـطـهـر مـشـتـمـلاً
بـكـلِّ مــا فــي الـقـوافي مـن تـلاحينِ

فـي لـيلةٍ مـن لـيالي الـقدرِ طاف بها
جِـبْـرِيـلُ فـــي صـحـبـةٍ غــرٍّ مـيـامينِ

فــأشـرق الــحـقّ وانـجـابت بــه ظُـلَـمٌ
وأســلـمَ الــنـاسُ فـــي عـــزٍّ وتـمـكين

وأدبـــرَ الـبـغـيُ مــدحـوراً ومـنـتـكساً
وأقــبـل الـعـدلُ فــي أبـهـى الـتـلاوينِ

طــوبـى لــمـن فَـــوَّقَ الـقـرآنُ أسـهـمَهُ
فـطـاشَ خـوفـاً بـهـا قـلـبُ الـسلاطينِ

طــوبـى لــمـن هَـــذّب الـقـرآنُ مـهـجتَهُ
فــكـان أطــيـبَ مـمـا فــي الـبـساتين

مـنـافحاً عـن حـياض الـدين مـجتهداً
وقـائـداً لـيـس يـرضـى الـمجدَ بـالدونِ

مُــبـرِّزاً طـــاب نـفـساً وانـبـرى عـلـماً
يــضـيء لِـلـنَّـاسِ فــي كــل الـمـيادين

الــروح بـالـذكر فــي الـجـناتِ راتـعـةٌ
أو لا ؟ فـمـرتعها فـي الـوحل والـطينِ

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24