الاثنين 06 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
همس دائخ ـ عبدالحافظ الصمدي
الساعة 16:16 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


لحفيف الأشجار أحيانآ صوتٌ مزعج.. لسكون الظهيرة صمتٌ موحش.. الجبال تبدو كصرعى تثملها خيوط الشمس والمدرجات خضراء لكنها متوجسة وكأنها تترقب مصيرك المؤلم في طريق جبلية وعرة ليس فيها من بني الانسان سواك.. حتى الأشجار على جانبي الطريق تشعرك أنها تتآمر عليك؛ خوف الظهيرة هنا هو شقيق لهلع صحراء بعد منتصف الليل..

بين جنبات هذه الجبال يقتلني السكون الجامد كسطوة الرعب.. تتحول الظهيرة هنا الى خوف وكتلة كآبة طالما لست على موعد بلقياك..
هأنذا أشق أهوال الظهيرة لا يؤنسني سوى ظلي وذكراك..
سأبقى على قيد هذا الحنين، إنه التحدي على استمرارية الأمل رغم الألم.. ألم تروا أحلامنا صافّات ويُقتلنّ ما يُحييهنّ إلا الاصرار...

ملاكي الطاهر: هل ظلت مقتطفاتي رهن إعجابكِ وهل ما زلتِ ترتلين مقولتي فيك: تأتي النسمات رقيقة بلطافة المساء تتسللين إلى جوفي مع أول شهقة وأنا أتنفس رائحتك الخرافية عند الغروب واستعذب صهيل النضال وأنت تمتطين صهوة الثورة.. وأدرك حينها أنك جزء سيادي هام أضفته باليقين إلى تاريخي.. رتليها فلكلماتك وقع المطر.. همس دائخ كعاشقين خرجوا للتو من غيبوبة قبلة..

هل تذكرين حين قلتي (بسماتي عناقيد عنب تدنو اليك).. حينها كنت أرغب في أن أصنع نبيذا من شفاهك لأثمل قبلتين أو أدوخ بضع حُضنات، مازلت أتذكر تفجر اعجابك، حين حسمت أنا الجدل القائم بيننا ببضعة كلمات أمطرتك بها قائلا: إن كان للحب شكلاً كروياً كما تدعين فإنه كالرغبة يدور حول الخط الفاصل بين نهديك..

كل هذا بقى ذكرى وكتاب الذكريات صفحات يسطرها الألم بعناوين الأمل المغدور.
لقد فشل موسى بالصبر على غموض "الخضر" وأنا أصبر على أكبر مما لم يصبر عليه موسى النبي وأنا لست نبياً ولكن أوحي إليً أني أحبك.. لا أحتمل هذا الجنون بحبك ولا أقوى على حزنك، فكثيرا ما كانت دموعك تجلدني بالعذاب، وكثيرا ما استمتعت بالتحليق بجناحي بسمتك لكن هذه الأوجاع تسرق منا اللحظات الجميلة ، تغتال فينا المتعة، تختطفنا من سرير الحب، ومع كل دمعة تذرفها عينيك يتجندل من صمودي شهيد... أنتِ توقظين فيني الحنين في ظرف لا يوجد فيه ساحة كافية لمعركة الحب..

أحاول ان القتل هذا السكون المتجمد كعيني شهيد بحيوية مدينة زرتها برفقتك قبل أيام، كل شيء زائف هنا عدا الأمكنة التي تحتفظ بوميض من بقاياك وعابرات يحملن تقاسيم وجهك، الشرود كثيرا ما يأخذني اليك؛ برشامة الطبيب لم تعد تجدي نفعا، ولا يوقظني من غيبوبة الحنين سوى هاتف باسمك يستفزني كضجيج الاسوق هنا.

كل شيء هنا ممزوج ببهائك، فحين يمحو الليل آية النهار تبدو ملامحك مبصرة ما يجحدها الا الكافرون بهذا الاشتياق، يداهمني ذكراك من أضواء السيارات وأرى أعمدة النور تحمل عينيك، التي خطفت روحي منذ مساء تأملتها عند الغروب، ربما لا فرق بين التأمل في عينيك والقفز من شاهقة؛ كلاهما يعني الغوص في الانتحار لا التحليق..

هذه المدينة مسكونة بالخوف وانا مملوكٌ للحنين تحت لظى الاشتياق.. صدقيني لم تعد بي رغبة للكتابة، فأنت قصيدتي الأبدية.. وبيني وبينك تمتد أمزان المطر.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24