السبت 27 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
في انتظار القادم..؟! - عبدالباسط إغواز
الساعة 08:58 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


الفجر يحاول الهروب من قبضة الظلام ، الجو هادئ يحمله سكون ليل يعيش ساعاته الأولى.
تعالت صرخات..توالت..ثم توالت ليكسر جدار الصمت القائم بين عيون السواد الليلي وسنابل الفجر الحالمة.
- الله ...الله و النبي .. الله آربي ...أوووف..
إنه المخاض الأول بعد عمليات الإجهاض المتتالية في حياة أم منصور منذ زواجها بالحاج العربي منذ أعوام طويلة، فهل ينتهي هو الآخر بوليد ميت؟

 

لقد أخرت الإنجاب بأمر من زوجها نظرا للظروف المعيشية القاسية و الحالة المادية التي لا تسمح بتوفير حياة كريمة للمولود القادم ، الذي اختارا له منذ ليلة زفافهما إسم منصور. لكن أخيرا قررا الإنجاب بعد شعور العربي بالشيخوخة تحرق أوراق عمره الأخيرة ، بعد أن باع حقله و كل ممتلكاته من أجل العيش في المدينة في أحد أحيائها الهامشية.
- الله أرببييييي ... ليتني كنت عاقرا ...أربييييي .. آآآآآي.
العربي يمضي الليلة كسابقاتها في مقهى الشعب مقابل سينما الفيلم العربي في الشارع الخلفي للمستشفى القومي الذي تخضع فيه زوجته لولادتها العسيرة ، يراقب دخان سجاراته وهو يهجرفضاء المقهى الصاخب على إيقاع البرنامج الإذاعي الثائر: صوت الوطن العربي الكبير ... صوت الوحدة الأمريكية .. من واشنطن..

 

ينتظر ماقد تحمله له الليلة ، إنه يريد إبنا.. يريد منصور.. ليحمي شيخوخته وقد خرت قوته وانحنى عمود ظهره و أضحى عاجزا عن العمل ( عمل أي شيء ) لقد ضعف بصره ، إنه لا يرى ، خاصة في مثل هذه الليلة التي افتقذ فيها البذر وتعطلت مصابيح الإنارة العمومية ، يتساءل: ماذا لو جاء الفجر محملا بإجهاض آخر أو بوفاة أم منصور أو بأي شيء لم يكن في الحسبان ؟ وحتى و إن كان القادم منصورا من سيرعاه ؟ من ؟.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24