الثلاثاء 07 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
قدسية الأبراج - عبداللطيف رعري
الساعة 20:37 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

للنهر مجراه...

للدمع مجراه..

ولتقاسيم الوجوه عناوين تسكنها

ولبحة الحناجر غصة نداولها

وللذكرى حرقتان..

 

واحدة للاستئناس بغدر العيون

وأخرى لطيّ صفحات زيف الأماني

هنا حلمي شظفة فوق عتبة النسيان

تستقيل الخواء على مراكب الهجران

 

وتقبّل طلقات الأفق بالأنين

هناك أساطيل للبوح وكسر الأقلام

تجازف بشلل الـأمواج اعطاب الدهر

وتداري بكاء الجزر محتشمة

لا هنا ..ولا هناك ...

 

تستهويني أحلامي ولا دلال

لا هنا بل لا هناك مرسى يحتوي

زورقي حتى يهدأ البحر

غيرك أيتها الأبراج الواقفة لشموخ

 

أطياف السماء

منتصبة في وجة الجليد الأحمر

متربصة بسوط الجلاد ليجعل الضربة

ماءا زلال ويدك ترسم الشارة

انت تاريخ الأسلاف يستفيق على نار

لمّا عيون البوم تتلون ماءا

انت أنشودة لحنها ميال كما تميلين

انت مسودة أوجاعنا تطفو فوق هدرهم

 

تشكلك خيوط الشمس ببقايا القمر

 أنت كنز انطوت عليه خنازير المستنقعات

وأمهلنها حينا للتراجع ...

أنت يا أبراج بلادي لطهرك قداسة.

ثلاثية العشق تنتهي تحت قدميك

وقدسية هالتك الأولى سممتها

أيادي الغدر يثقلها

 

وأجراس الفولاذ بعبئها

لكن نوافذك المترعة صمّت صخبها بالإقفال

نامي الآن فطيور تسكنك تقتات من رنينها

وطنين عزلتك يقتلع جذوع الأنهار الصائمة

عن ألكلام..

 

نامي فصحوك على الفاجعة

يغري السلمون بالبقاء

ويؤثث لأطيافك مستقرا خلف الشمس

أنا حجرة صلبة تجعل ميلك محالا..

انا قطرة دمع تغسل عنك العار

 

انا نفحة عطر تغمر نبضك

بشهوة تغار من النار...

لن نحفر قبورا في أثقابك كما

فعل ألغزاة

ولن نتبول على وجهتك المطلة عل الشمس

وأنت تتلمسين آخر ومضة بعد الأصيل

 

خدي من الأيادي رايات للنصر

خدي من ظلالنا حلما سيكتمل

خدي من دمنا نسمة غرورك المستحب

خدي من أحلامنا طابورا أولا للارتقاء

فسفرك طويل

 

خدي الأظافر بالتمام والكمال

لوشم أفواه المدافع بالهزيمة

واخلعي عنك ثوب الخنوع

فالعراء يواتي تربتك

كما الحمق يواتي خلقتك

والقبور في حصاك رياضا للجثث

 

التي تحاشت الخنافس أكلها

شرف بهاك واقفة تعدّي الويلات

أحن عليّ أراك رسما باكيا ذليل.

أنا عكازتي في يمناي

أهش بها على أحقادي ..

 

ولي فيها مدّخرا لأعطابي

ومهيجا لما خفي من أطماعي

فتهليل صبحك غادر يقتسم

الندامة مع الليل.

انا لمّا شكلت منايا بلهيب النار

 

صار لي في غفلتي جمرتان

وصار لرؤاي عين لا تبصر

ولهواي تنهيدة تأبى الإفراغ

انت ايتها الأبراج

تهيئين ستائر الخلود لابتساماتنا

وتمررين نجواك سلاما لعقمنا

 

فتلد العاقر حلما في البياض

وتنبعث عصفورتي مرتين من الرماد

وتزهر شجرة الخير كالمعتاد

انا كسوت ظهرك بلحن السنابل حين مالت

وراقصت بعيوني صفاء طلعتك

مكبلا لمّا هلّت..

 

وانتظرت بزوغ فجرك محمولا في راحتي

وهدهدت احتراقي بثمالتي..

وسرت إليك أبغي ألاعيب طفولتي

أرقص كما شاء الرقص

 

أعدو كما تعدو أيامي

وأسهر على حفيف الأشجار

وأحي كما يحلو للحياة أن تحيى

وأموت فيك كما انت تموتين واقفة

وربما يأخدني الأبد الى مزهرية

وأزرع لمعان أظافري في عين الشمس

واحترق لوحدي

 

وربما لهفتي راحلة تمازح الريح

لتصطاد ذيل قوس قزح

وأهديك حظ البداية

وأحظى بمؤخرتي  لأعدّ لكِ العناية .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24