السبت 04 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
الميلاد - محمد المهدي
الساعة 21:44 (الرأي برس - أدب وثقافة)


وُلِدتُ في الغابةِ العمياء 
كان أبي يعوي على تلــّةِ الرُّؤيا؛ لُأبْصِـرَهُ
.

 

وكنتُ أعوي أنا أيضاً؛ ليُبصِرَني..
أيضاً 
لأهزمَ إنساني، وأنصُرَهُ
.

 

وفي ضُلـُوعي زئير الجمر 
ألبسُني من داخلي 
كلما مزّقتُ مئزرَهُ
.

 

الـنــّارُ في ضِفــّةٍ للرّعبِ 
شاعرةٌ 
ما أفضعَ اللهب العاريْ، وأشعرَهَ
.

 

لا طينةٌ تشربُ الحُمّى
ويشربُني خوفٌ يُدثــِّرُ ذاتي.. 
لن أُدثــِّرَهُ
.

 

بي رعشةٌ تــُظمىءُ المنفى.. 
وكم ظمأٍ 
أضاعت الرّيحُ في المجهُول أنهُرَهُ
.

 

وللفــُصُــول فــُصُـولٌ نصفُ مُورقةٍ 
دهرين 
يرتجلُ الرُّوحيُّ مُــثــْمِــرَهُ
.

 

والانتظارُ شُــمُــوعٌ 
موعدي قمرٌ في الأسر 
حدّقتُ في الأسرى ولم أرَهُ
.

 

لا وقتَ يُسعِفـُـنـِيْ.. 
الأضواءُ مُزعجةٌ..
إشراقة تحجُبُ المعنى ومصدرَهُ
.

 

نفسيّتي 
ريشةٌ في عينِ مِحبرةٍ 
أنا الذي ضيّعتْ فوضاهُ دفترَهُ
.

 

سريريَ العُشبُ.. 
لم أكتب عن امرأةٍ عُشبيّةٍ..
لم أخُنْ أُفـُـقِيْ وعبقرَهُ
.

 

مخدّتيْ صخرةُ الواديْ 
أنا أرقُ المصباحِ 
أودَعَنيْ المصباحُ مِجْهَرَهُ
.

 

في المهدِ 
أرضعتُ أشجاراً مُسافرةً.. 
المهدُ 
لا غيمةٌ فاقتْ تصوُّرَهُ
.

 

كم صورةٍ 
وهو مسترخ كأمنيةٍ رمليّةٍ..
شربتْ مِلحي وسُكــّرَهُ!
.

 

مُرُّ على ضِفــّةِ النهر الحزين 
دمي مُرٌّ.. 
فشلتُ كثيراً كي أُغيّرَهُ
.

 

الموتُ أبعدُ من قتلى بلا جُثثٍ..
حاكمتُ خاصرتي، 
برّأتُ خِنجرَهُ
.

 

ما كان يُروى عن الصحراء 
تــُخطئهُ النــّاياتُ 
يربحُ أوراقي لأخسرَهُ
.

 

محمولة ناقة الراوي على كتف النجوى 
كوادٍ يُناجيني لأعبُرَهُ
.

 

ليلاً 
على ظهر ديناصور أخيلتي 
أُروّضُ الخوفَ 
كي أُنسيهِ محشرَهُ
.

 

وُلِـدتُ في الغابةِ.. 
المعنى المُخيفُ هو الأفقُ الأليفُ 
أُرَبـّيْ فيك أخطرَهُ
.

 

وُلِدتُ حُزناً كبيراً 
كنتُ أكبرَ من ليلِ المكانِ 
دجىً ما كان أكبَرَهُ
.

 

أمشي على أربعٍ: 
صوتي وصاريتي ودمعتيّ 
مدىً أنهكتُ معبرَهُ
.

 

على ثلاثٍ: 
تآويلي وفلسفتي وحكمتي.. 
أقتفي قلبي وعُنصُرَهُ
.

 

آثارُ أقدامِ قلبي: 
وِحْشَةٌ وجبالٌ في الدّهورِ 
وموتٌ كنتُ مُذعِرَهُ
.

 

وُلِـدتُ أمشي على رأسِ الهواءِ 
كما تمشي السّماءُ على رأسي؛ لتكسِرَهُ

 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24