بعد سيطرتهم على العاصمة صنعاء وتمددهم غرباً للسيطرة على محافظة الحديدة ومضيق باب المندب توجه الحوثيون اليوم شرقا للسيطرة على محافظة مأرب والتحكم بمراكز الطاقة في المحافظة والمحافظات القريبة منها..

ولأن الحوثيين لا يمكن لهم السيطرة على البلد دون مساعدة من أطراف داخلية فقد دعا الدكتور فهد الشليمي رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام دول الخليج لفتح حوار مع الرئيس اليمني السابق/ علي عبد الله صالح كونه الأقوى في اليمن، لإدراك الشليمي أن الخطر الحوثي لم يعد مهددا للدولة اليمنية وحسب بل بات يهدد المنطقة برمتها. 

ولمناقشة هذه القضايا الهامة توجه "الرأي برس" إلى الأستاذ/ علي الذهب الباحث العسكري في شئون النزاعات المسلحة والذي أجاب بالقول: بالنسبة لتوجه الحوثيين للسيطرة على مأرب، فالأمر كان مبكرا، حيث يشعر الحوثيون بالخطر من قبل هذه المحافظة وكذا محافظة الجوف، لا سيما إذا ما أحذنا بالحسبان التباين المذهبي بين الحوثيين وبين أغلب مواطني هذه المحافظة وكذا ما أفرزه القتال الدائر بين الحوثيين وبين مناوئين لهم في محافظة الجوف.

وأضاف الذهب: " وفي خطابه الأخير، أشار زعيم الحوثيين، عبدالملك الحوثي، إلى ما أسماه مؤامرة تطال الوحدات العسكرية في محافظة مارب، وهو تحريض ضد وحدات عسكرية بعينها لإلحاق التهمة بها بالتواطوء مع القاعدة، التي تمثل العدو الحقيقي للحوثيين والخطر المحدق بهم في الأيام القادمة.

وأشار إلى أن الحوثي بذلك التلميح كأنما عرض خدماته لدول الإقليم والغرب، لمحاربة القاعدة التي تتخذ بعض عناصرها من محافظة مارب ملاذا آمنا لها. فضلا عن الأهمية الاستراتيجية التي تتمتع بها المحافظة من حيث كونها مناطق تنتج الطاقة الكهربائية والنفط، وتربط كذلك بين محافظات الجنوب والشرق التي تنتج النفط ويصدر عبرها، كشبوة وحضرموت.

وعن المعلومات الإعلامية التي تحدثت عن سيطرة الحوثيين على مضيق باب المندب قال الذهب: بالنسبة لما يشاع عن سيطرتهم على مضيق باب المندب، فهذا المضيق البحري، ممر دولي لا تتمتع اليمن، كدولة، على سيطرة مطلقة من الجهة التي تطل بها عليه ، خاصة في الجانب الغربي للمضيق عبر جزيرة ميون(بريم) ذلك أنه ممر دولي، وما تقوم به اليمن سوى الحضور المعنوي لقواتها البحرية والبرية على السواحل المتاخمة له في جانب الرئيس من اليابسة أو من الجزيرة المشار إليها.

وأضاف الذهب: " لم أفهم ما هي طبيعة تلك السيطرة التي حصل عليها الحوثيون؟ هناك جيش يحمي المنطقة حماية سيادة ولا يوجد أي عوائد مادية لها... اعتبر ذلك إرهابا إعلاميا لخداع الداخل والخارج.

وعن الدعوات الخليجية للحوار مع صالح قال الباحث الذهب: ليست لدي معلومات دقيقة حول ما يقال من دعوات خليجية للحوار مع الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، وإن كان ذلك أمر وارد خاصة مع محصلات الأحداث الأخيرة التي أسقطت أقوى مراكز القوة التي كانت تقف في مواجهته، وهو اللواء علي محس الأحمر والمجموعة العسكرية التي كانت تحيط به، وكيف أنها كانت السبب الأول وراء تنحيه من منصبه كرئيس للبلاد وقائد أعلى لجيش فضلا عن إزاحة كل أقربائه من المراكز العسكرية المؤثرة.

وأشار إلى أن الرئيس صالح، ينظر إليه الخليجيون على أنه المعادل الباقي لهم في مواجهة الحوثيين، وهي محاولة لفصمه عنهم بعد مساعدته في التخلص من خصومه العسكريين والحزبيين عبر التحالف غير المعلن مع الحوثيين.