الخميس 02 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
علي البخيتي
اما ان تتدخل روسيا والصين لوقف العدوان على اليمن أو لتصمتا الى الأبد
الساعة 18:15
علي البخيتي


العدوان السعودي الأمريكي على اليمن ليس موجهاً ضد أنصار الله "الحوثيين" لوحدهم، بل موجه لكل الدول التي يمكن أن يصبح لها دور في المنطقة موازي للدور الأمريكي السعودي بفعل المُتغيرات الأخيرة، فالعدوان يهدف بدرجة أساسية الى معاقبة الحوثيين لأنهم أول طرف سياسي يمني يصل الى السلطة ويقومون مباشرة بزيارة روسيا ويعلنون انتهاء الوصاية الامريكية السعودية على اليمن وذلك كسر لكل المحرمات التي فرضتها تلك الوصاية على اليمن خلال العقود الماضية.

استقلال القرار اليمني معناه أن تكون اليمن مفتوحة على الجميع، ولا تبقى كما كانت منطقة نفوذ حصري لدول معينة، تستثمر فيها كيفما تشاء وتستخدم أراضيه ومياهه الإقليمية لانتشار اساطيلها وقواتها العسكرية بالقرب من أهم السواحل والموانئ والمضائق العالمية.

كانت لروسيا منطقة نفوذ في جنوب اليمن غادرتها بعد تحقيق الوحدة اليمنية التي تزامنت مع تفكك الاتحاد السوفيتي وانهيار جدار برلين، وخسرت بالتالي تواجدها  وتأثيرها في منطقة الجزيرة العربية والقرن الافريقي، واليوم امام روسيا فرصة لاستعادة ذلك الدور وان بشكل مختلف وايجابي يراعي مصالح اليمن وروسيا، كذلك أمام الصين فرصة مشابهة، ومن هنا فان الكثيرين داخل اليمن يعولون على تدخل روسي صيني لإيقاف العدوان على اليمن.

لا نريد أن تتدخل روسيا أو الصين في الحرب مباشرة وتقومان بقصف أياً من الدول المشاركة في العدوان، فلسنا مِن مَن يستدعي الخارج لقصف أي دولة عربية حتى وان كانت تلك الدولة تعتدي علينا، لكننا نتوقع من روسيا والصين بحكم ثقلهما في العالم والأمم المتحدة ومجلس الأمن أن تسعيان لإيقاف العدوان واستصدار قرار دولي بذلك لأنه لا مبرر قانوني له ولا غطاء شرعي دولي من أي نوع، ويتناقض ومبادئ الأمم المتحدة التي تؤكد على احترام سيادة الدول الأعضاء فيها.

واذا لم تتمكن روسيا والصين من استصدار قرار بوقف العدوان بسبب أي فيتو أمريكي متوقع يمكنهم على الأقل منع إيجاد شرعية لذلك العدوان عبر أي مشروع قرار قد تسعى دول الخليج والولايات المتحدة الى تمريره عبر مجلس الأمن، وهنا من غير المقبول لروسيا أو الصين أن تبديا تحفظهما على القرار فقط، بل عليهما استخدام حق النقض الفيتو ضد أي قرار، وذلك أقل ما يمكن أن تقدمه الدولتان لوقف العدوان، وأي موقف لهما اقل من الفيتو ما هو الا اعلان موافقة من قبلهما على العدوان بشكل غير مباشر وبالتأكيد سيكون ذلك بمقابل مادي من دول الخليج، لأنه لا يمكن لروسيا أو الصين أن تسمحا بمرور القرار دون فيتو ما لم تحصلا على مقابل، هكذا سيفهم الشعب اليمني الموقف الروسي والصيني اذا تم تمرير أي قرار يشرع للعدوان من مجلس الأمن، وسنعرف جميعاً أنهما باعا اليمن وقيمهما مقابل الفتات من المال والمصالح التكتيكية كما فعلت بعض الدول العربية والإسلامية، وستخسران على المستوى الاستراتيجي البعيد وعلى مستوى سمعتهما كدول كبيرة تحترم نفسها وتحترم الحد الأدنى من سيادة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، ولن يثق أحد في روسيا أو الصين مجدداً.

كذلك يمكن لهما توفير الدعم العسكري واللوجستي للجيش اليمني وللشعب اليمني ليتمكن من الدفاع عن نفسه، وسيتم ذلك عبر كسرهما للحصار البحري المفروض على اليمن لأنه غير شرعي، فهناك مسؤولية أخلاقية على كل دول العالم وعلى رأسها الصين وروسيا لوقف المجازر التي يرتكبها التحالف الأمريكي السعودي في اليمن.

يمكن كذلك لروسيا والصين تحريك ملف العدوان في الجمعية العامة للأمم المتحدة، فهناك الكثير من دول العالم التي لا يمكن أن توافق على ذلك العدوان، وتحتاج تلك الدول الى من يبدأ ويعلن معارضته وادانته لذلك العدوان لتشجيعها على اعلان موقف مشابه، وعندها سينقسم العالم في الأزمة اليمنية الى مجموعتين، دول تقودها روسيا والصين ترفض ذلك العدوان، ودول تقودها أمريكا مع العدوان، وهذا في حد ذاته بداية لعودة قوية للدور الروسي والصيني في العالم من بوابة مناصرة قضية عادله.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
1
2015/03/31
حسن
تعليق من موسكو
من انت يا بخيتي يا حوثي يا حافي القدمين, ما زال القمل ياكل رأسك .... من انت للتدخل روسيا لأجلك .
انت وجماعتك لا تنتمون للفصيلة البشرية بل للقرود الجبلية. ومن انت لتخرس روسيا او الصين
تبا لك من عاهر سياسي
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24