الجمعة 03 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
عبد الرحمن غيلان
هؤلاء من نفاخر بهم
الساعة 22:30
عبد الرحمن غيلان

هناك أنواع من الناس لا يمكننا أن نتجاوز مشوارهم العملي في الحياة.. أو بالأصح استطاعوا أن يختصروا أداءهم الإيجابي بتثبيته في عمق الارتباط الروحي الأنيق بيننا وبينهم. ليس معنى هذا ألا تستمر الحياة بدونهم.. بل كانوا وسيكونون معياراً حقيقياً لاختبار أداء من سيأتي بعدهم، وحافزاً رائعاً لاستمرارية الإيجابية في تطوير مجالات عملهم.

 

ورغم إني لا أحبّ ضرب الأمثال في الناس إلا بمن رحلوا عن حياتنا واكتمل نتاجهم الإنساني.. لكن نحن شهود الله في أرضه ويجب علينا أن نقول كلمة حق مع أو ضد، حتى يعي القادم، ويتوقد الرائح.
ولولا مقدرة أولئك المعنيين بهذا الحديث على إيصال نموذجهم الإيجابي فيما قدّموه حتى اللحظة، لما كان للحديث أي معنى، رغم قناعتي أن الكثير من المغمورين لو أتيحت لهم الفرصة لأثبتوا نجاحاً باهراً يشير إليهم رغم خصوصية إيجابية كل من سآتي على ذكرهم.

 

«خالد الرويشان».. هذا الإسم اللامع والحيوي حتى اللحظة والذي ارتبط وعلق بأذهان وقلوب غالبية المثقفين والمبدعين داخل اليمن وخارجه بل وفي قلوب الكثير من البسطاء.. لم يكن له ذلك المقام لولا تركيزه على البعد الإنساني رغم بشريته ورغم وجود بعض من يخالفه طريقة أدائه، لكن الجمهور الأغلب يشهد بإيجابيته.. وهذا هو المحك.

 

« فيصل سعيد فارع » .. رجل رائع ومثقف كبير عرفته كالكثير غيري وكلما اقترب منه أحد ظن أنه الأثير لديه، وهذه ميزة لم يهبها الله إلا للبعض.. وما أحب أن أشير إليه فيه هو أن الغالبية ممن احتكوا وتفاعلوا مع أداء مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة بتعز يكادون لا يفرقون بين المؤسسة وشخص مديرها الأستاذ فيصل.. بل ربما اختصرها الكثير بشخصه في حكمة إدارته وثراء عقليته ودماثة أخلاقه وهما الصفتان اللتان أوصلتا المؤسسة إلى هذا الزهو الأبرز على الساحة الثقافية، مما سيسبب حرجاً كبيراً لمن سيخلفه في مقامه نظرا للدور المميز الذي يقوم به وهو من أجمل أدوار الإنسانية الحقة.

 

«عبدالعزيز المقالح».. أديب اليمن الكبير والعملاق بأخلاقه وتواضعه استطاع أن يرسم مدارات استثنائيتة داخل تجربته الأدبية وخارجها باعتباره قبلة الكثير من المنتمين للإبداع والثقافة داخل الوطن وخارجه نظراً للإنسان البسيط الخلوق بداخله ثم المبدع فيه، حتى وصل إلى مرتبة كبيرة بلغت حد ذكره مع اليمن في أجمل مناسبات العمر، وكل ذلك لارتقائه وفق المعيار الإنساني قبل وبعد السمو الأدبي والإبداعي.

 

«هدى أبلان» .. هذه الإنسانة الرائعة.. أم المبدعين وأختهم، ولسان حالهم، ومن تحترق في صمت لأجل خدمتهم وفق معيار إنساني يجهله الكثير وتنأى بنفسها عن الظهور الإعلامي لهكذا مواقف.. وهذا من أهم أخطائها لأن منصباً حساساً كالأمين العام لاتحاد الأدباء والكتّاب اليمنيين لم يكن له أن يزهو لولا نفوس راقية بإنسانيتها واستهدافها لما هو أبقى في ذاكرة الكادحين رغم تنكّر من حولها.. لكن الواجب يفرض علينا أن نقول لمن سيأتي يوماً ما في مكانها: من سبقتك كانت سبباً في انتشال الكثير من ذل الحاجة لنعمة الستر عليهم وعلى أطفالهم.. وكانت سبباً في زرع الإبتسامة على كثير من الوجوه الكالحة والنفوس الموبوءة بأحقاد الزمن وفواجع الأرصفة.. فماذا أنت فاعل..!

 

«علي حسن الشرفي».. هذا الرجل الكبير علماً وأخلاقاً كما هو كبير في رتبته العسكرية بوزارة الداخلية، والذي - بحكم عمله وقبل ذلك طبعه - لا يحب الظهور ومزاحمة العقول الجوفاء في الصحف والفضائيات.. لكنه ذلك الرجل الذي خدم الآلاف إنسانياً.. وقدّم ما لا يعرفه الكثير في مساعدة الفقراء للمال والمعرفة بشكل أو بآخر بنكرانه لذاته واعتزازاً بعظمة رسالته الإنسانية.

 

هؤلاء النماذج الكبيرة علماً وأخلاقاً وإبداعاً ومعرفة.. لم يكن لهم هذا الإعتزاز بهم لو لم يكونوا قريبين كثيراً من البسطاء واحتياجاتهم وخدمتهم وتقديم ما عجز غيرهم عن فعله.. مع اعتزازنا الكثير بأسماء لامعة في المجال الإنساني لم آتِ على ذكرهم في هذه العجالة.. وسآتي على ذكرهم في مقالات قادمة وكلٌّ في مجال عمله.. لكنني ارتأيت تقديم هذا النموذج أعلاه ربما لاهتمامهم الأكثر بفئة الشباب.. وهي الفئة الأهم في بناء الوطن وحمل مستقبله.. فلهم منا خالص العرفان والإمتنان.

(من صفحته في الفيس بوك)

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24