الأحد 28 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
عبد الكريم المدي
طُلّاب الموازي يستغيثون ..!
الساعة 23:59
عبد الكريم المدي



لا تتوقف معاناة طالباتنا وطُلّابنا الجامعيين عند نُدرة المراجع وإرتفاع أسعارها وتفرعن بعض الأساتذة  ، بل تتعدّاها إلى تعقيدات التسجيل في الكليات المختلفة ، وخاصة العملية وكليات المجتمع  التي تشهد إقبالاً كبيراً ،مروراً بشدّة الإزدحام في القاعات وبُعدها عن مساكنهم وما يرافق ذلك من تعقيدات المواصلات وخوف الآباء على أبنائهم وبناتهم من الخطف والقتل والمضايقات ، نتيجة ما تمرُّ به أوضاع  البلد من فلتان أمني وتساقط قيمي غير مسبوق .

ولعلّ أبرز وأصعب معاناة  هوءلاء تتجلّى بوضوح من خلال ما يصدر عن عدد غير قليل من طلاب جامعة صنعاء وغيرها الذين يبعثون للمجتمع برسائل إنسانية موجوعة ُيُعبرون فيها عن الصعوبات البالغة التي تعترضهم وخاصةً طلاب وطالبات ( نظام الموازي  )، حيث يفرضون على كل طالب وطالبة ،كرسوم سنوية في كليات كـ الهندسة مبلغ (1500$) دولار وعلى  قسم الحاسوب (1200$) دولار وبقية السنوات (900$)دولار .

الطالب المُجد / عبدالحفيظ السدعي ( قسم الحاسوب ) يؤكد لي بأنهم يعانون كثيراً بسبب إرتفاع الرسوم ، خاصة والمجتمع قد صار معظمه تحت مستوى الفقر، والأُسر غدت عاجزة عن توفير الأساسيات ،فما بالنا برسوم سنوية بحدود (1200 - 1500$ )  وضِعفها ،أوما يزيد عنها تقريباً قيمة كُتب ومراجع ومواصلات ونثريات ومصاريف وغيرها.

في الحقيقة لقد مرّينا بمثل هكذا معاناة مابين أعوام ( 2000 - 2004) عندما كُنّا طلاباً في جامعة صنعاء، رغم إن الظروف الاقتصادية حينها كانت أفضل من الظروف الحالية بكثير، ومع هذا نُدرك تماماً ما معنى إن الطالب الجامعي يعاني ويكابد الواقع ويتحرّق ويقلق ، وبالذّات إذاما كان  يحمل جذوة طموح ورغبة في التميُّز والإبداع والتجديد والمنافسة..

دول العالم التي تحترم نفسها تحرص على أن تُساعد أبنائها وبناتها من منتسبي الجامعات والمعاهد والمدارس ، حيثُ توفّرلهم ما يحتاجونن وتُهيىء لهم كل الأجواء المناسبة لتلقّي التعليم ، وهذا هو محور الحديث الذي تحدثت فيه الأستاذة والمناضلة القديرة/  فائقة السيد باعلوي ، قبل يومين ،وأبدت تعاطفاً ومشاعراً إنسانية أصيلة وصادقة مع الطلاب والطالبات الذين يعانون  في الداخل والخارج  ، وكيف إن دول العالم تقدم لطلابها كل أشكال الدعم ، الذي لم يقتصر فقط ، عند العفو من رسوم المقعد الدراسي وتوفير التغذية والمراجع ، وإنما تُنظّم لهم  رحلات ترفيهية وعلمية داخل بلدانهم وبلدان العالم..

مديرة  إحدى المدارس في العاصمة السويدية ستوكهولم ، اقامت ، قبل عام، للطلاب المتميزين رحلة ترفيهية إلى البرازيل وصادف إن أحد الأسماء المميزة طالب يحمل الجنسية العراقية والقانون هناك لا يسمح للأجانب بالقيام بمثل هكذا رحلات والحصول على إمتيازات من هذا القبيل ، المديرة المذكورة أزعحها أن تنكسر نفسية الطالب ..فاستدعت والده واحتبست أنفاسها حرجاً قبل أن صارحته بالأمر، خوفاً من أن  يصدمه الموضوع وينعكس  - أيضاً - على الطالب . المهم قرّحتها ، وصارحت الراجل، وترجّته أن لا يبلغ ابنه بهذه المصيبة.

طبعاً الأُخت / النصرانية لم تكتفِ بهذا ، وظلت تبحث عن وسيلة لانقاذ هذه الحالة الإنسانية الصعبة، وبالفعل تواصلت مع رئيس وزراء السويد ،من دون أن تُشعر الطالب،  أوأسرته بما تقوم به ، المهم إنها شرحت للنصراني الأكبر  (رئيس الوزراء ) هذه الحالة ، مبدية تخوفها الشديد من أن يتسبب هذا الأمر الجلل بكسر نفسية الطالب ويقود لتعثّر مستقبله بسبب عدم تمكنه من الحصول على فرصة المشاركة في الرحلة ، وبعد أيام معدودة جاءتها الموافقة والرد من الأخ / المؤمن / العادل/  ( رئيس الوزراء ) الذي طلب مقابلة الطالب العراقي / الأجنبي  وأسرته ووبالفعل قابله وأعلن عن تمكينه من القيام بالرحلة إلى أميركا الجنوبية على نفقة الحكومة السويدية / الكافرة ، هذه مقارنة بسيطة على التعليم بتاعهم والتعليم بتاعنا والمسؤلين بتاعهم وبتاعنا..

عموماً، وبالعودة إلى معاناة طلاب وطالبات الجامعات اليمنية وتحديدا الموازي ، أكد لي الطالب / الرائع / عبدالحفيظ السدعي إنهم يسمعون أخباراً من الرئاسة تفيد بتخفيض الرسوم على نظام الموازي بنسبة (40%) ولم أنتبه حينها كي أسأله عن أي رئاسة يقصد..؟  هل هي رئاسة الجامعة؟  وهل يحقّ لها قانوناً إتّخاذ هذا القرار الإيجابي ؟ أم إنه يقصد رئاسات أخرى كرئاستيّ الحكومة ، أو الجمهورية اللي ما هلّهنش، وكما هو معلوم إن كلتا الرئاستين صارتا غير موجودتين على أرض الواقع ، والحديث عنهما حديث عن الماضي، أو عن أي ميّت ، رحم الله موتانا وموتى كل الدول والحكومات اللي بتموت مثل حقّنا، وإن كانت حالتنا وحدها.. ما يشبهها أحد ، رعا الله أيام ما قبل الفوضى الخلاقة ، حينما كنا، على الأقل  نتحدّث ، ولو بقليل من الشطح والمبالغات عن رئاسات وننفخ فيها ، أو قُلّ نشجعها، أو ننتقد كي تتخذ  قرارت ولو بسيطة ، على قدر حالنا نحن والطالب السدعي ورفاقه ورفيقاته ، الذين نتمنى لهم التوفيق والنجاح ، ونأمل من المعنين القادرين على مساعدتهم فيما تبقّى من هيكل إداري حكومي وتنفيذي للدولة .

دمتم للنجاح أقرب ، عزيزي  الطالب / النجيب / عبدالحفيظ السدعي، أنت وكل النُّجباء والنجيبات، المجاهدين من زملائك وزميلاتك في عموم محافظات وجامعات 

يمننا الحبيب / الحانب ..!

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24