الخميس 02 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
أحمد طارش خرصان
التواطئ مع الخطأ
الساعة 16:36
أحمد طارش خرصان


يمكن أن يكون إعادة( الشيول) منجزاً جيداً، يستحق الإحتفال وتقديم الشكر لمن قام بهذا العمل ،غير أنه - وكما يبدو - (يمتلك البعض قوة وبراعةً في تدمير الأشياء التي يحبها).

لكن أن يتحول هذا( العود المحمود) للشيول إلى منصة لإطلاق الحماقات، وإتهام المعارضين - لتواجد ميليشيات لا تمتلك شرعية ، سوى شرعية الإنتماء للعنف والقداسة الواهنة - بالعجز والفشل والخوَر. 
يُظهر المحتفلون نوعاً من الإنحياز المحقر لمواقف الآخرين، والبراعة في إمتهان الآخرين، كمدخل لن يكون صالحاً لتحويل جماعة عنف وميليشيا ، إلى حارس للفضيلة وقائداً لكل الحالمين بوطن ،تحوّل بهولاء إلى مترسٍ موتٍ ،ونعشٍ متنقلٍ ، سيظل معبئاً بضحايا عبوة رخيصة وحاقدة .

يتحدث المحتفلون بعودة الشيول عن الإنصاف ، مؤكدين على قيمته في تقدير أحدنا للأحداث والمواقف ، محاولين إنتزاع لحظة تقدير مستحقة- برأيي- ناهيك عن الرغبة في إلتقاط ردة فعل منكسرة ومنهزمة ،قد تطفوا على وجه خصومهم. 

ربما يدفعنا هذا الإعوجاج إلى إتخاذ الموقف نفسه، رغبةً في الإنصاف والوسطية والإعتدال، مذكرين أولئك المحتفلين بما قام به وليد علي القيسي من تطاولٍ مقيتٍ ، وخروج قبيح عن كل البروتوكولات الوظيفية ، والإجتماعية كموظفٍ نزقٍ ، لا يفقه من الخلق الوظيفي والإجتماعي ما يذكره ، بواجبه تجاه محافظ المحافظة. 

لم أجد حتى لحظة تضامن واحدة من هؤلاء ،أو تنديد بما قام به هذا الموظف تجاه رئيسه، 
ما يدفعنا إلى الجزم بتواطئ هؤلاء مع قلة التهذيب والتربية، إذْ ظهر عقب هذه الحماقة ، ما عزز من هذا التواطئ ، إذ انخرط البعض منهم في تلقي الإجابات لسؤالٍ ، - لن يغير من كونهم جماعات قتل وميليشيا عنف - من المحافظ الجديد؟

لا أدري هل يدرك العزيز عبدالله الكامل -وهو يطل متكئاً على الشيول ، وبزهو من التقط صورة بجانب الأقصى بعد تحريره - والعزيز صادق حمزة وهو يحتفظ بهوية المحافظ القادم ، والمستخلصة من نتائج الإستبيان الذي أطلقه قبل يومين...

هل يدرك العزيزان أن الإنصاف عملية شاقة ومتعبة، ولن يتأتى لأحدنا أن يكون منصفاً ، مالم يتخلص من أهواءه ، ويتجرد من كل ما يحيد به ويقوده إلى تجاوز الإنصاف كقيمة دالة قد تصفنا بالأسوياء أو اللاأسوياء.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24