الاثنين 06 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
د. سيف العسلي
الانفصال كالوحدة لا يتحقق بالحرب
الساعة 18:52
د. سيف العسلي

فكما أن الوحدة لا تتحقق بالحرب فإن الانفصال لا يتحقق بها كذلك ..

قالوا ان الوحدة لا تتحقق بالحرب وقد صدقوا في ذلك لكنهم قالوا ان الانفصال لا يتحقق الا بالحرب ولا شك انهم قد كذبوا في ذلك

يستغرب المرء عندما يقرأ لكتاب وصحفيين يسودون المواقع والصحف بثرثرتهم عن الجنوب والظلم الذي لحق به وعدالة قضيته وحقه في الانفصال

ويستغرب المرء عندما يسمع عن كيانات غريبة وعجيبة مثل الحراك و مجالس المقاومة و المجالس الانتقالية وعن رؤساء للجنوب لا يعدون ولا يحصون

فلا ندري ماذا ب حراك  و هو الذي لا يستطيع ان يحرك القمامة والذباب من شوارع عدن والمدن الاخرى ولا نرى اي فعل للمقاومة الا انها تقاوم نفسها ولا نرى اي فعل للمجلس الانتقالي سوى انه يتنقل ما بين الداخل والخارج ولا توجد سلطة لمن يلقبون بالرؤساء حتى على انفسهم

أيها القوم اعقلوا فالوحدة اليمنية تمت بالتراضي حتى ولو كان هذا التراضي تم بين علي عبدالله صالح وعلي سالم البيض لان الاخرين قد وافقوا عليها إما صدقا وإما نفاقا فلا يحق للمنافقين التراجع عن موافقتهم وقد شهدت عليهم جلودهم والسنتهم والعالم أجمع

لم تتحقق الوحدة بالحرب ولا بالقوة لقد فشلت الحرب والقوة في توحيد اليمن من قبل ذلك لقد حاول الجنوب فرض الوحدة بالإكراه مرات عديدة وكذلك فعل الشمال ولكنهما فشلا وتحققت الوحدة بالتراضي

وكذلك فشل الجنوب في تحقيق الانفصال من خلال الحرب والإكراه في عام ٩٤ وكذلك فعل الشمال عندما فشل في اعادة الوحدة بالحرب والقوة... ومنذ ذلك الحين دخل اليمن مرحلة التفكك اي لا وحدة و لا إنفصال

فلو كانت وحدة ٩٠ ضلم إلحاق فلماذا وافقوا عليها ..فمن قال هذا الكلام فيما بعد فقد أدان نفسه بنفسه فهو إما غبي او خائن ولا ينبغي أن يسمع من احد يحمل هذه الصفات

وكأن الجنوب قد ظلم لما تغيرت احواله الى الافضل ..وفي هذه الحالة جماهيره كانت ستخرج ضد الوحدة وسيتم الانفصال بالتراضي كما تمت الوحدة بالتراضي

وفي نفس الوقت لو كان على عبدالله صالح صبر على غرور الحزب الاشتراكي ولم يلجأ  إلى  الحرب لكان المواطنون في المناطق التي كانت تحت سيطرة الحزب الاشتراكي قد أسقطت سلطته وانتصرت للوحدة وعمدتها

ولو كانت الاحزاب السياسية أحزابا حقيقية لكانت منعت الحرب وانتصرت للوحدة ولكنهم اصطفوا حول موائد اللئام فكانوا اكثر لؤما

و لو كانت ما يطلق عليه بثورة فبراير ٢٠١١ ثورة حقيقية لكانت وحدت الجميع وتفاوضت على حل يرضي الجميع إما وحدة وإما انفصالا ...لكن في حقيقة الامر لقد بررت التفكك وشجعته ونظرت له تحت لافتة اليمن الاتحادي اي اليمن المفكك

حركة الحوثين عملت فقط على صب الزيت في النار فهي حركة عنصرية دما ولحما و منشئا ومالا وبالتالي فقد زادت التفكك تفككا

فلو كانت هذه الحركة عندما دخلت صنعاء دعت الى توافق بين اليمنين ولم تعمل على سرقة الدولة وفرض عنصريتها بالقوة و إرسال مليشياتها الى المناطق حتى قبل ان تعلن سطوها على مؤسسات الدولة لما كان الامر على ما هو عليه الان

لقد عملت حركة الحوثين على تسريح الجيش والامن والجهاز الإداري للدولة  والاستيلاء على الموارد العامة من اجل فرض سلطتها على الاخرين واقصائهم من اي دور في بناء اليمن

ولو لم تشن السعودية حربها الظالمة على اليمن لكانت سلطة الحوثين قد سقطت منذ فترة

ولو كانت الاحراب السياسية هي احزاب سياسية ووطنية لكانت لم تشترك في الحرب ولكانت مثلت الخيار الثالث

الخيار الثالث قبل ان يكون جماعة او حزب هو فكرة ومن وجهة نظري فإن هذه الفكرة يجب ان تتمحور حول فكرة انه اذا لم تكن الوحدة بالحرب والقوة فان الانفصال يجب ان  لا يكون بالحرب و القوة.

  فليجتمع اليمنيون ويقررون اما الوحدة او الانفصال لكن لا يمكن القبول بالتفكك الذيً يفرض عليهم الان

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24