السبت 27 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
أحمد فوزي
عن البيت الخليجي المتماسك ..!!
الساعة 00:59
أحمد فوزي

 

قبل أن تتخذ موقف بإتجاه تأييد أو رفض مع أو ضد السياسيات الخليجية، عليك التفكير جيداً في تساؤل كيف استطاع الخليج ان يواجه خلال  ثلاثة عقود منذ تأسيسه على هذا الكيان دون أن يتضرر من العوامل السياسية التي عصفت بالمنطقة العربية والشرق الأوسط .

وخلال العقود الماضية عصفت بالمنطقة العربية والشرق الأوسط تغيرات جذرية في السياسيات داخل الدول فمنذ الثورة الإيرانية التي قادها الخميني وتحويل إيران إلى دولة دينية متشيعة ظهرت مخاوف من التمدد الشيعي مبكراً في الجانب الأخر من الخليج العربي.

 وهو ما حدا بالست دول بتكوين كيان جامع عرف بإسم مجلس التعاون الخليجي، وما تلا ذلك من حرب الخليج الأولى وصولاً إلى حرب الخليج الثانية بالأضافة إلى عقد التسعينات ظهرت تباينات واضحة في السياسات الخارجية لمجلس التعاون ورغم ذلك ظل متماسكاً.

أما الأحداث وتتاليها فقد تعمدت دول مجلس التعاون بشكل أو بأخر على الأعتماد على سياسة تبادل الأدوار واحتواء وامتصاص الصدامات بما يتيح لها التعامل بشكل أو بأخر مع تلك المتغيرات وهو ما حدث فعلياً بعد الربيع العربي.

 مثلت المملكة العربية السعودية، وبحكم عدة عوامل الركيزة الأساسية لبقاء واستمرار هذا المجلس، في الوقت الذي كان التنسيق دائما بين دول مجلس التعاون قطر والأمارات والكويت وعمان والبحرين تناغم سياسي يضرب به المثل.

 والحقيقة والتساؤل وبعد هذه المقدمة الطويلة عن مجلس التعاون الخليجي هل هناك خلافات حقيقية بين دول مجلس التعاون ..؟!

بإعتقادي، أنه لا أحد يستطيع أن يجزم بأمكانية وجود خلافات حقيقية بين دول مجلس التعاون وقد يتصدر المشهد الإعلامي بعض من هذه المهاترات والتي هي في الحقيقة بعيدة كل البعد عن الواقع السياسي والمشهد برمته.

بالتأكيد ان لكل دولة داخل مجلس التعاون الخليجي حلم وطموح وسياسة وأيضا مصالح مع دول أخرى. ولكن في الحقيقة أن الأمر يتعدى كل ذلك فالمعركة (وجودية) أن جاز لنا التعبير.

فأقصى حد وصلت إليه العلاقات داخل مجلس التعاون إلى التدهور هو سحب سفراء أربع دول من قطر في العام 2014م، بعد رفضها للأنقلاب الذي قاده الجيش المصري ضد الرئيس المصري المعزول محمد مرسي.

وجاء ذلك دون تعليق لعضوية قطر داخل مجلس التعاون الأمر الذي يؤكد أنه ومهما وصلت حدة الخلافات أن تصل إلى تصعيد أعلى من التصعيد الدبلوماسي.

كذلك الدور الأماراتي في استقطاب قيادات ورموز للانظمة التي اطيح بها خلال الربيع العربي في 2011

وعن تبادل الأدوار داخل مجلس التعاون الخليجي نرى الدور العماني الدبلوماسي والذي يقود عمليات دبلوماسية بعد إعلان التحالف العربي عملياته الحربية في اليمن في مارس 2015م.

 الأسلام السني والأسلام الشيعي :

العلاقات التي تجمع دول مجلس التعاون الخليجي مع ايران هي علاقات تاريخية، مرت بفترات مواجهة أكثر بكثير من الفترات السلمية.

 ابتدءً من حرب الخليج الأولى، مروراً بالأتهامات التي أصدرتها دول الخليج ضد إيران خاصة فيما تلى سقوط العراق في العام 2003م وتوغلها في القرار السياسي العراقي بل عمدت إيران خلال الفترات الماضية على فرض خارطة ديموغرافية كبيرة على المنطقة.

 وعمدت إيران على تغذية الصراع الطائفي في المنطقة وبشكل غير مسبوق معتمدة على مواجهة غير مباشرة أو تصادمية مع دول الخليج.

 

وهنا وجب أن نذكر ما أقدمت عليه إيران في تأجيج الصراعات الطائفية من العراق إلى سوريا مروراً بلبنان وحتى في دول خليجية بينها البحرين والكويت، بالأضافة إلى تدخلها في اليمن.

 

وبالتأكيد ان العلاقات الإيرانية مع دول الخليج قد يكون القاسم المشترك الأهم فيها هو العلاقات التجارية وتطورها خاصة مع دولة الأمارات العربية المتحدة، ولكن من المهم التذكير أيضاً إلى القرارات التي أتخذتها دول الخليج بينها المملكة العربية السعودية في ملاحقة الجماعات ورؤوس الاموال والمشمولة ضمن قائمة الأرهاب الخليجية بينها جماعتي حزب الله في لبنان و أنصار الله "الحوثي" في اليمن .

عن الخلاف مع قطر :

وقبل التطرق إلى الخلاف الحاصل والتصعيد الإعلامي ضد دولة قطر، يجب علينا أن نذكر شيء مهماً وهو الدور الإيراني، فجمهورية إيران والتي ظلت عقود تفاخر بالمشروع النووي الإيراني. اكدت أكثر من مرة على أنها مستعدة لتسليم مشروعها النووي بما يضمن هيمنتها على المنطقة.

كان الأتجاه السائد وخلال فترة حكم الرئيس الأمريكي باراك أوباما وسياسية الديمقراطيين في التماهي مع المصالح، أدى إلى توقيع اتفاقية قدمت فيها ايران التنازلات تلو الأخرى في مقابل أن تصبح هي (شرطي المنطقة).

ولكن ورغم كل التنازلات إلى أن المنطقة ومنذ عودة الجمهوريين إلى البيت الأبيض كان لهم رأي مختلف تماماً ولم يبتعد كثيراً عن المملكة العربية السعودية والمراهنة على دول الخليج أولاً وأخيراً.

أما بالنسبة للخلاف مع قطر، فالامر هو مجرد تبرير ورسالة للأسلام السياسي بشقه السني، بأن الوقت قد حان للخروج من العبأة القطرية، وعدم جرها في مواجهة مباشرة مع شقيقتها في مجلس التعاون.

قد تكون الرسالة واضحة من خلال الهجوم الذي تبناه الإعلام السعودي والأماراتي، ولكن بالتأكيد أن خلف الرسائل ماخلفها .

بعد القمة العربية الأسلامية الأمريكية والتي عقدت منتصف مايو في الرياض لم يتوقع كثيرين ما الذي سيحدث..؟!

ولكن هناك من أدرك الرسائل فالواضح من خلال تلك الاجتماعات أن "الأسلام السياسي" بشقيه السني والشيعي لم يعد له قبول في المنظومة العالمية، ولتفادي السقوط في المتغيرات القادمة على الجميع الأنحناء أو السير مع التيار.

فظلت دول الخليج أن تظهر الأمور على أنه خلاف بينها وهو الأمر الذي اكاد اجزم على أنه غير مقبول ولا معقول من الأساس .

 وهنا وجب علينا التنويه أنه مهما طالت الخلافات بين دول مجلس التعاون الخليجي إلى أن ما يجمع هذه الدول المصير المشترك وبالتأكيد مواجهة التحديات القادمة على المنطقة وخلال الفترة القادمة.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24