الاثنين 29 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
د.عادل الشجاع
الموت للكوليرا.. النصر للحوثي
الساعة 17:19
د.عادل الشجاع

من المؤكد أن الكوليرا تنتج عن المياه الملوثة بالقاذورات. ومنذ دخول الحوثيين إلى صنعاء وشبكات المياه معطلة. الكوليرا تنتقل عن طريق الأطعمة والمياه الملوثة. ومن يشاهد حجم المخلفات في العاصمة صنعاء يدرك السبب الرئيسي لانتشار الكوليرا. يمكن لهذا المرض أن يتحول إلى وباء إذا لم يتم مواجهته. وأعتقد أنه سيتحول إلى وباء نتيجة للتستر عليه من قبل جماعة الموت لأمريكا النصر للحوثي التي بدأت تغطي على سوأتها بإرجاع الأمر إلى استخدام دول التحالف سلاح بيولوجي. ويطلع نائب رئيس إحدى الجامعات ليقول لك قناعتي أن دول التحالف استخدمت أسلحة بيولوجية. ومثله محلل سياسي وآخر إعلامي معتقدين أن العالم يستقي معلوماته من اللجان الثورية ومن قناة المسيرة. جماعة تعيش حالة من الوهم المبني على خداع النفس قبل خداع الآخرين. يقنعون أنفسهم بالوهم على الرغم من وجود الدلائل التي تثبت لهم عكس ما يتوهمونه.

لقد وصلوا إلى مرحلة من الذهان التخيلي والنوبات الهوسية والاكتئاب الذهاني. يتمتعون باختلال وظيفي في تطور عملية الإدراك والمعرفة نتيجة لأساليب التفكير المشوهة التي يستخدمونها في تفسير وفهم حقائق الحياة. ينطلقون من قناعة أن الآخرين يكرهونهم وأنهم المتسببون في الصعوبات التي تواجههم في الحياة. استعدوا الداخل والخارج عليهم: الإصلاحيون ضدهم. السلفيين ضدهم. الناصريون ضدهم. البعث ضدهم. العلمانيون ضدهم. الحراك ضدهم. الجنوب ضدهم. الشمال ضدهم. لم تعترف بهم ولا دولة حول العالم حتى إيران الداعم الرئيسي لهم لم تعترف بهم. المؤتمر الشعبي العام الوحيد الذي شكل معهم تحالف ومع ذلك يمارسون ضده حقدا وكراهية وملاحقات لأعضائه في كل مكان.

هذه الجماعة كما قلت تعتقد أن الآخرين يكرهونها لذلك تتصرف بشكل عدواني. وبدلا من أن تعلن كرهها للآخرين تقول إن الآخرين هم الذين يكرهونها. هكذا تستخف هذه الجماعة بآلام اليمنيين غير مقدرة حجم الكارثة التي أنتجتها بسبب غبائها السياسي وهلوساتها الذهانية. نحن أمام حالة حادة من الغباء السياسي والبلادة المزمنة. نائب رئيس الجامعة يعتقد أنه اكتشف سرا خطيرا، أن الكوليرا مؤامرة خارجية. لدينا مثل في اليمن يقول: إذا كان المتكلم مجنون فالمستمع عاقل. نائب رئيس الجامعة كان بإمكانه أن يخضع هذه الفيروسات للأبحاث المعملية في جامعته حتى يؤكد للعالم استخدام هذه الأسلحة البيولوجية وفي نفس الوقت ينتج لقاحات لمواجهة هذه الفيروسات.

لكنه يطالب العالم بتحمل مسؤوليته في الوقت الذي يدعو إلى موته. لم يجتمع العالم على عدم الاعتراف بجماعة قدر إجماعه على هذه الجماعة. وفي الوقت نفسه دخل العالم بنوع من الخدر حيث ركز على هذه الجماعة وأهمل دول التحالف وما ترتكبه من جرائم ضد الإنسانية ولم يحرك ساكنا وهو يرى كل يوم شعبا يقتل بكامله. وكأنه اقتنع بأن تسلل الثعبان إلى المنزل يجيز حرق المنزل بسكانه.

يشاهد العالم كل يوم الطائرات الحربية وهي تحلق كل يوم فوق المدن اليمنية حاملة صواريخ الموت التي لاينجو منها البشر ولا الشجر وحتى الحجر يشهد بركامه على قوة الحقد وينهار ركاما على رؤوس الأبرياء. هذه الطائرات تحمي شرعية حفنة من البشر شكلت حكومة لها ولأبنائها غير مكترثة لصراخ الأطفال من تحت الأنقاض ولا يهمها عشرين مليون على وشك المجاعة بسبب الحصار. ولا يهمها المرضى الذين لايجدون العلاج وغير قادرين على السفر بحثا عنه بسبب إغلاق مطار صنعاء والحديدة وتعز. ويصطف إلى جانب هؤلاء من يسمون أنفسهم علماء الدين يصدرون مزيدا من الفتاوي في القتل والتحريض عليه. يدفعون بكثير من الشباب إلى الجبهات بحثا عن بنات حور الآخرة وخمرتها بينما هم يتمتعون بخمر الدنيا وحورياتها. ثلاثة أعوام مرت واليمن معلقة على خشبة مصالح هادي ومن يحيطون به من الانتهازيين والقتلة الذين تحركهم أحقادهم الدفينة مساهمين في غرس المسامير التي أصبحت كل اليمن تنزف بشعبها ومؤسساتها ومجتمعها واقتصادها . ألا تستحق اليمن واليمنيين معاملة أفضل مما تتلقاه الآن؟ إذا راح الرئيس سيأتي رئيس غيره. وإذا راحت الحكومة ستأتي حكومة غيرها. لكن إذا راح الوطن من أين نأتي بوطن غيره؟ 

هناك مساعي للأمم المتحدة لتجنيب الحديدة ضربة عسكرية. على الأطراف الموافقة عليها. يكفي فتح جبهات جديدة. الذين في الرياض لايريدون الحرب تتوقف. لأنها لو توقفت سيخرجون من المشهد السياسي وستتوقف الأموال التي يتقاضونها مقابل الدماء المراقة يوميا. والحوثيون يريدون استمرار الحرب لأنها لو توقفت سيخرجون من المشهد بعد أن عاثوا في الأرض فسادا. وهناك طرف داخل المملكة لايريد الحرب أن تتوقف لأنه يجني منها ملايين الدولارات. تبقى الكرة في ملعب اليمنيين ضحايا هذه الحرب. فمن يرفض المبادرة هو العدو الذي يجب اقتلاعه بكل الوسائل المتاحة.

وفي ملعب السعوديين الذين يبددون ثرواتهم في قتل إخوانهم اليمنيين دفاعا عن ثلة من الأفراد الذين خاصموا شعبهم فخاصمهم. على المجلس السياسي في صنعاء أن يغلق الثقب الذي يدخل منه الريح وأن يتوقف عن الحسابات الضيقة التي أفسحت المجال للأشباح في صناعة القرارات من خلف جدران سميكة حتى لا تظل اليمن لعبة في أيدي المغامرين هنا وهناك من الذين يلوكون شعارات جوفاء وخوض حروب كلامية من عصور الظلام.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24