الاثنين 06 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
طه الإدريسي
الموت بشرفٍ أقلّ
الساعة 21:13
طه الإدريسي

يبدو أننا أمام شبح مجاعة ، هكذا تأتي الكلمات لتكسر ما تبقى من أجسام هزيلة في العمل السياسي والكتابة الصحفية ، شعب يعيش بلا رواتب وأطفال يتضورون جوعاً  وسياسة مائعة ترتجي من عدوها الرحمة في أن يثبت شرعيته بتسليم الرواتب ، وآخرين ينتظرون الكشوف ليتم التوزيع ، تطلق المنظمات أحصائيتها بما يمنعك من النوم أو يقسم حقك في التفاؤل ، في وضع مشابه لأفلام  رعب كتلك التي تحدث  في أروقة السينما المرعبة ، مرحلة إحتضار الحلم ، بدم بارد نتقاتل وكأننا أعداء أزليين جاءت الفرصة .. من الأقوى والأقدر على قتل أكثر . من يضع الدولة تحت قدميه ويمضي ؟ ، يحرك الحوثة أجسادهم في  الطريق العام كمحتلين أو كدمى لا تتقن أي نوع من الأخلاق أو الأدبيات أو حتى الإنسانية ، والمدينة الحالمة تعز في مرحلة إعياء مع نفس طويل  في مقاومة عظيمة للإلغاء ذلك أن الموت هنا هو الخروج من  الإعتراف بكونك حي أصلاً ، نحن نتشرب السم ولا نموت ، وهم يواجهون الموت ولا يرون إلإ الدم ، إب تصدح بكونها تتقيأ السم كل يوم وتتشرب حقيقة كونها أحتضنت الجميع بين دفتي جبلين عملاقين قررا حماية الجمهورية  كما قررا  أن يضما كل قادم إليها كملاذ . هكذا تتقاسم المدن في كل حرب ، وهي بذلك تدفع من كل شيء حتى من كونها مدينة ،  السلالة تبقيك خارج إطار الحياة وبالقانون الذي نحكم به من قبل وبتواطؤ منه ومن قياداته ، بالأمس القريب برزت إلى الساحة السياسية قضية صاحب التاكسي وإن كان التعامل معها كظاهرة مهم لكن مسألة أن تعطى هذا القدر من التعاطي هو دليل على أن المرض وصل إلى الطبقة السياسية وهو ما لا يمكن معرفة مآلاته ، يقتل الناس كل يوم في الطرقات وأكتفى الناس بالحديث عن الشتيمة ، تعز تختنق حصاراً وجوعاً ،وصنعاء مدينة المرأة المتعجرفة ، وصاحب التاكسي يمثلني والوزان على النقيض ، أشعر بالخجل ، وكثيرين يشعرون بذلك ، كثير من هذه الشتائم تحدث حتى في مقيل قات ، أو في سوق عام ، لكن الحادثة كما لو أنها كانت سلاح الإفلاس الوحيد في إنعدام الحديث عن رجولة لم تعد مدعاة للفخر والتمييز ، لن أتحدث عن المرأتين لست معني بذلك هناك مثقفين يقولون أسوأ مما تقول وأكثر عنصرية ، الزعيم الحوثي يتحدث بعنصرية أكبر ، ويتعامل بهمجية مفرطة ، لم تظهر مثل هكذا هشتاجات الشعب يمثلني ، مورس قتل وإعدام وتفجير وتجويع وتخويف وتهكم وسجون ، ولم يهتف كثيرون أو ينتصر لهذا الشعب المتضور جوعاً ، وتلتف حول عنق المتحدث باسم القتلة عقود من اللايكات كما لو أنه يقول وحياً ويجعل القحط مطراً ، ليس هذا موافقة على قول أمرأة أو أمرأتين ، هجوماً ضد صاحب تكسي سمعنا أن في  مركبته ما لا يذكر وما يذكر في إطار آخـر ، هي محاولة لأن يبقى الإنسان محترماً بقدر ما يستطيع وناطق بما يؤمن به ويعتقده ..

 أتذكر العراقي وهو يسأل ابن عمر رضي الله عنه عن دم البعوض يصيب الثوب فقال تسألني عن دم البعوض وقد قتلتم إبن بنت رسول الله وقد قال فيهم هم ريحانتي من الدنيا ..

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24