الأحد 05 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
أحمد طارش خرصان
من يوميات إب
الساعة 18:35
أحمد طارش خرصان

تبدو إب كما لو أضحت مرتعاً للشياطين ، ومعراجاً لنفخ الروح في المخلفات والنفايات ونافذةً لتدوير الجثامين الميتة والتجارب المعطوبة .
لا تشبهها مدينة .. لكنها تشبه أوجاعنا مجتمعة ، وربما قد تكون إختزالاً  للخطأ وتتويجاً طبيعياً للعبث الذي يقضي على كل أملٍ بالخروج والنجاة من سطوة الفيد والظلم والبؤس .

في سائلة ( الْخَرِبَهْ ) تبدأ تفاصيل الحكاية ، وفيها تصبح العقليات السيئة أشبه بنافذة مشرعة لولوج فضاءات إب ، وملامسة أيامها الرثّة والمقيتة ، كواحدة من الإستشهادات غير القابلة للتأويل والغموض ، متى أدركنا طرفي الإستغلال وإخلاصهم لوظيفتهم المنحصرة في استنزاف الحظوظ والأقدار المحترمة ، ليعيشوا حياتهم - التالفة - باحترام أقلّ .

تكاد إب أن تغرق فيما يبقي مسؤولوها رؤوسهم في الهواء ، دونما اكتراث بحياة مدينة ، ربما تلفظ أنفاسها الأخيرة قريباً.

الصورة لا تبدو جيدةً ، والحقيقة قد لا تروق كثيرين وفي مقدمتهم السيد المحافظ ومدير عام شرطة إب ، ولعل ما حدث في سائلة الخربة ومحاولة السطو على ممتلكات الهيئة العامة للأراضي والمساحة ، من قبل أحد الميسورين ( شماسي ) ، يترك ألف علامة استفهام تجاه التواجد المستهجن لأطقم عسكرية وأمنية ، جاءت لحماية واستكمال عملية السطو على سائلة الخربة ، تنفيذاً لتوجيهات وأوامر السيد المحافظ ومديرعام شرطة إب - بحسب ما بلغني - ، في خطوة قد تدفع السيد المحافظ ومدير عام شرطة إب بعيداً عن كونهما مسؤولين مباشرين عن حماية المال العام إلى متواطئين ، تمكنت الأطقم العسكرية المتواجدة من جعلهما هدفاً للتوصيفات السيئة ، وعرضةً للتخمينات المخلة بالنزاهة والإستقامة .

لم نجد من يتلقف نداءاتنا المطالبة بإعادة الفتاة المختطفة أو الهاربة ( لا فرق) ، والتي اختطفت منذ أكثر من شهر ، لتستقر في منزل مدير عام مديرية جبيش بعدما تسلمها من خاطفها ، ولم يلتفت مدير عام شرطة إب لتأوهات أسرة مفجوعة ، كانت ضحيةً الإستقواء والهمجية ، كما لم يلتفت السيد المحافظ أيضاً ، ولم يكلفا نفسيهما الإستماع لأنين مدينة ، سيكون لديها أسبابها الوجيهة لأن تكسر حواجز الحذر والتعقل ، وتجرب ولو مرة واحدةً حياة الخراب والدمار .

يستمع المحافظ ومدير عام شرطة إب صوت ( شماسي ) ، ويرسلان الأطقم العسكرية والأمنية لتلبية طلبه ، لكنهما يحجمان عن إرسال تلك الأطقم العسكرية لإعادة تلك البنت ، ومعاقبة كل المتواطئين في تلك العملية إبتداءاً بالخاطف وانتهاءاً بمدير عام مديرية حبيش .

ربما وقع السيد المحافظ ضحية ثقته بموظفيه ، والذي استدركه بالتوجيه بإيقاف العمل في السائلة بحسب ما نقله مصدر مسؤول ، خلال اتصالي به قائلاً إن مديرعام الأشغال ومدير مكتب مديرعام شرطة إب ، هما من كانا وراء ذلك ، ما يلزمنا بتقديم الشكر للسيد المحافظ على تداركه الخطأ ، وقبله الشيخ عبدالحميد الشاهري الوكيل الذي يثبت مع مرور الأيام والحوادث أحقيته في الذي تهبه إب من إحترام وتقديرٍ ، كرجلٍ يدرك أين يضع قدميه وأي الدروب يسلكها .

قبل أيام اقتحم مدير أمن المشنة منزل الفقيد عبده أحمد الراشدي دون إذن قضائي ، بحجة البحث عن سجين فرّ من سجن أمن المشنة ، حيث قام مدير أمن المشنة صاحب المساوئ الكفيلة بمحاكمته لا إقالته فقط ، بالإعتداء على زوجة الفقيد التي كانت متواجدة في المنزل آنذاك .
لم تستطع أصواتنا أن تخترق الجدار السميك الذي وضعه مدير عام شرطة إب حاجزاً بينه وبين مظالم الناس .

لم تكن هذه الحادثة قادرة على دفع محمدعبدالجليل الشامي لأن يراجع ما ارتكبه من جرم بتعيين ذلك الكائن في ذلك المنصب ، والإبقاء عليه برغم إجماع الجميع من ( مسؤولين ومواطنين ) على فساده .
ختاماً لا يسعني هنا غير تقديم الشكر لمشرف الحوثيين أبو محمد الطاؤوس ، والذي وعد مشكوراً بالتدخل في قضية البنت المختطفة ومحاسبة الجناة وكل المتواطئين في تلك الحادثة المروعة .

أدرك جيداً مدى ما يتمتع به الأخ أبو محمد الطاؤوس من مروءة وشهامة ورجولة ، وفي قدرته على إعادة البنت و جبر كرامة مواطنٍ ، تم انتهاكها من قبل من أنيط بهم حماية المواطن والذود عن عرضه وحرماته.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24