السبت 04 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
أحمد طارش خرصان
إب ( حج.. وبيع مسابح )
الساعة 04:00
أحمد طارش خرصان


تشعر أنك وقعت - كباقي الموجوعين - فريسة للوهم والخديعة المحكمة ، وتحاول أن تقاوم هذا الشعور المحبط والمنتقص لتواجدك كرجلٍ ، لم يزد عن كونه ضحيةً تعرضَتْ لعملية نصب متقنة ، حولَتْه كأضحوكةٍ لم يستطع حتى اللحظة التخلص من تبعات ما حدث ، من انتهاكٍ لعذرية ثقته التي نال منها أولئك الذين أدمنوا الخيانة والمتاجرة بالقيم والمُثُل العظيمة .

تحدث الكاتب البارع مروان الغفوري عن فساد أحد رجالات المقاومة وقياداتها العليا ( المقدشي ) ، وسلط الضوء على ممارساته السيئة ، وبطريقة أعتقدنا أنه ( الغفوري ) يتحدث عن رجل عصابةٍ ، لا أحد القيادات العسكرية ذات الصبغة المقاومة للحوثيين وحليفهم صالح ، وقد حاول الغفوري كشف ما يحدث من خيبات قاتلة في الجبهة ،التي يُفترضُ بها أن تكون موطناً للنزاهة والشرف، وكأننا وضعنا أمام ما كنا نود الإفلات منه ونتجاوزه ،إذْ لا أمَرَّ من استدعاء إخفاقات قديمة ومؤرقة.

بودي التوقف عن التفكير في الذي حدث ، والكَفّ عن الغوص في الأسباب التي منحتننا هذه اللحظة المليئة بالنماذج السيئة ، كبديلٍ بَخْسٍ للأحلام والقيم النظيفة التي كُنّا نعْتَدُّ بها أمام ذواتنا ، كلما داهمنا الوهن واليأس.

يكتب البعض بتهكمٍ موجعٍ أنّ إب خسرتْ - أثناء بحثها عن السلام والكرامة . الإثنين معاً ، دون أن يدرك أولئك الغاضبون بالمراسلة ، والثائرون عن بُعد حقيقة الخذلان الذي تعرضت له إب ، منذ انتفاضتها ضد الحرثيين العام الماضي وحتى اليوم .

ربما يتعمد الحالمون القفز على الحقائق الموجعة ، ويذهبون في نقدهم الحالة التي وصلتها إب إلى الحدَّ الذي يحمل الضحية تبعات كل ما يحدث اليوم ، وغض الطرف عن جبهات الإمداد بسلوكياتهم اللائقة بقطاع الطرق وعصابات السطو واللصوص ، والتي كانتْ بحقٍ القشة التي قصمت ظهر البعير كما يقال ، ولعل البعض لا يدرك حجم الخطيئة التي ارتكبها مدعوا الشرعية ، وهم يسلمون المنتفضون في إب لحفنة من اللصوص وعديمي القيم ، والذين حولوا الأمر إلى ما يشبه ( حج وبيع مسابح ) ، دونما اكتراث لتبعات ما قاموا به على رفاقهم وهم يخوضون معاركهم الشريفة ، التي لم تكن ضد الحوثيين وصالح فقط ، بل ضد أولئك اللصوص الواقفين في الضفة المليئة بالأخطاء والعاهات والتجار والنفعيين .

ربما لم يبحث أولئك المتذمرون من إب ، الأسباب التي مكنتْ الحوثيين من إخماد مقاومة إب وكسر شوكتها ، بعدما وصلتْ مشارف المدينة في زمنٍ قياسي ، إستدعى التشكيك آنذاك في حقيقتها بدلاً من مؤازرتها والطعن في إنجازها ، الذي خسرته عندما أسلمها مدعوا الشرعية والمقاومة إلى تجار حربٍ ، أجهدوا أنفسهم في أن لا يكونوا شرفاء ومحترمين .

تتضارب لدي المعلومات حول حقيقة المبالغ التي تسلمها (....) و(.....) و(......) كدعم لمقاومة إب وأين ذهبت ..؟
وأحاول جاهداً مغادرة هذا الفعل المليء بالتشوهات ، باحثاً عن ردات الفعل إزاء الكثير من الأسماء المشتبه في تسلمها ملاييين الريالات السعودي ، من قبل معسكر الشرعية ، والسرّ في صمتهم على أولئك اللصوص وبما يشبه التواطئ مع أولئك ، لا محاسبتهم على ما اقترفوه ونتيجة خياناتهم وتبعاتها التي تكاد تلف إب بكاملها .

أعود للجزم بصحة ما طرحه الدكتور معن دماج في مقابلته الأخيرة التي نشرها ( الإشتراكي نت ) من ضرورة أن تستقل المقاومة بقرارها وتنطلق من مشروعها الوطني الذي لن يكون إلّا امتداداً لثورة 11فبراير ، وتعمل في فضاءاته كبدرة لمقاومة وطنية خالصة وبمشروع وطني خالص ، ولعل هذا الطرح يدفعنا بعيداً عن مثل الممارسات التي اقترفت بحق إب ومقاومتها ، إذْ كيف لمقاومة أن تنتصر ، وجلَّ ما يصلها من دعمٍ ، يذهب لقيادات ومشائخ كانوا هم السبب الرئيس في الذي تعرضت له مقاومة إب ، متى علمنا إصطفاف تلك القيادات والمشائخ إلى جوار تحالف الحوثي والرئيس الماضي صالح ، ولعل الأيام القادمة كفيلة بإطلاع الرأي العام وبالإسم والمبلغ ، الذي تسلمه أولئك اللصوص والمرتزقة ، ولمن ذهب بالإسم والمبلغ أيضاً .

إذْ ربما حينها نعفي إب من كل مفردات الإستهجان والتوصيفات غير المهذبة ، وربما حينها أتمكن من النظر إلى وجهي الشيخ محمد الجمال والعزيز معاذ الجمال ، وهو يمارس وطنيته بنزاهة وترف شرفْ حقيقي بعيداً عن الإدعاء والزيف .

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24