الأحد 05 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
عباس الضالعي
الذئاب يقتربون من قبر النبي 2-2
الساعة 18:41
عباس الضالعي

قلنا في الحلقة السابقة ان مهاجمة مكة والمدينة واحتلالهما كهدف نهائي للحملة الصليبية الغربية هدف لم يلغ ولكنه اجل الى حين تهيؤ الظروف المناسبة لذلك لقد كان هدفا مشتركا للبرتغاليين والصفويين عند وصول البرتغاليين في الحملة الصليبية الاولى الى الخليج العربي واحتلالهم لمضيق هرمز عام 1507 م، وارتباطهم بعد ذلك بمعاهدة مع البرتغاليين بتوحيد القوتين الصفوية والبرتغالية ضد العثمانيين ودعم الصفويين في حملتهم على البحرين والقطيف والمراسلات التي تمت بين الشاه  اسماعيل الصفوي والبوكيرك القائد البرتغالي عام 1509م  الذي ارسل مبعوثه روي جومير ومعه رسالة خطية ذكر فيها (أني اقدر لك احترامك للمسيحيين في بلادك وأعرض عليك الاسطول والجند والاسلحة لاستخدامها ضد قلاع الترك في الهند واذا اردت ان تنقض على بلاد العرب او ان تهاجم مكة فستجدني بجانبك في البحر الاحمر امام جدة او في عدن او في البحرين او في القطيف او في البصرة وسيجدني الشاه بجانبه على امتداد الساحل الفارسي وسأنفذ له كل ما يريد ) تلك هي طبيعة العلاقة بين الدولة الصفوية والبرتغاليين وحقيقة الامر فقد ادركت الدولة العثمانية في ذلك الوقت خطورة هذا العرض فأرسلت جيشها الى الحدود وحدثت معركة جالديران عام 23 أغسطس 1514 م انهزم فيها الفرس هزيمة ساحقة ثم ارسل العثمانيون  اسطولهم البحري لمطاردة البرتغاليين في كل مكان وصلوا اليه من الاماكن المقدسة جهاد لاهوادة فيه فهزموهم ومزقوهم وكانت النتائج رائعة للغاية حيث ثم الاحتفاظ بالاماكن المقدسة وطريق الحج مناطق امنة سالمة سالكة لاهلها وللحجيج وحماية الحدود البرية من هجمات البرتغاليين طيلة القرن السادس عشر وغيرها من النتائج لصالح الدولة العثمانية والمسلمين .

ومن العجيب الان ان نجد عودة نفس المخطط ونفس الاعداء انما باختلاف الطريقة والاسلوب التي تسبق المعركة الكبرى ، الصفويون الجدد لايستحون ان يعلنوا هدفهم بمهاجمة مكة والمدينة وسمعنا ذلك من غلمانهم في اليمن ومن المليشيا الشيعية في البصرة جنوب العراق وشمال المملكة الذي تم تطويق المملكة بهذه الجيوش من الجنوب اليمن ومن الشمال مليشيا العراق الشيعية وسوريا (والان تدخلت روسيا ) اماايران  فهي محيطة بكل دول الخليج وبدات في زعزعة نظام البحرين واسقطت نظام صنعاء ولكن هناك شيئا اخر لابد من التنويه اليه وبكل تركيز .

دبي ........
عندما تجد زعيما كأردوغان مثلا يفتتح مسجدا في اعالي الجبال في بلده ثم يفتتح مدارس للخطباء والوعاظ  ثم يستقبل اللاجئين السوريين ويقول لهم نحن اخوة وعندما يشكروه على مايقدمه لهم يرد عليهم بل اشكروا الله الذي رزقنا جميعا وتدمع عيناه ويبكي على حالهم ويقول تركيا ستفتح اجنحتها لكل المظلومين ولن نغلق ابوابنا دون احد ،  يرى اسماء البلتاجي وهي تقتل فيبكى بكاء مرا على هذه الجريمة النكراء في حق الانسانية ،  يسافر الى روسيا ليفتتح مسجد موسكو المركزي للمسلمين هناك ،  ثم ينتقل الى البلقان ويقوم بإفتتاح مساجد ضخمة وبعض المدارس ،  فهذا يدل على ان هناك ثقافة ودين ينطلق منها هذا الرجل ،  هذه الثقافة هي مكون شخصيته وشخصية شعبه اي انها ارضية عامة لمكونات الشعب التركي ،  ويقوم بكل مايقوم به بناء على تعاليم ثقافته وتربيته الاسلامية (وقد كانت تركيا الى ماقبل مجيء طبقة علمانية شرسة بغيضة مفرطة في عدائها لاي تقارب مع العرب او المسلمين موغلة في عدائها للعرب تماما ) كل المراقبين مجمعون ان شيئا ما تغير في تركيا وانها عادت الى ثقافتها واصالتها الاسلامية التي عمل الغرب بكل جهده وامكانياته  ليبعدها عنها .

اذا تعالوا بنا الى دبي .. العربية والاسلامية لرصد بعض الظواهر لندرك حجم الكارثة المحدقة بمكة والمدينة ، طبعا بعلم الجميع ليس هناك من جاهل بما يحدث في دبي .
دبي في التقارير العالمية (واقصد امارة دبي بمفردها) فاقت فرنسا في استهلاك الخمور حيث استوردت 10 مليون لتر من الخمور لعام  2014 ) .

دبي العربية الاسلامية تبني اعلى واضخم واكبر شجرة عيد ميلاد في العالم اي انها تتفوق على البلدان المسيحية في الاحتفال باعياد الميلاد المسيحية . 
دبي تنشأ فيها اضخم الكنائس في المنطقة منذ ستينيات القرن الماضي .
دبي مع مطلع العام 2015 م تبني اضخم معبد بوذي يملايين الدولارات . 

دبي تنعدم اللغة العربية في شوارعها واسواقها وجميع مرافقها ، فماذا يعني هذا اذا رجعنا الى مرجع الثقافة والدين ، هذا يعني ان دبي قد تغيرت ثقافيا ودينيا بنفس معيار تركيا الذي ذكرناه انفا ، ونذكر من جديد ان هذا التغير اتبع لتحقيقه استراتيجية بعيدة المدى نذكر بها من جديد.

 ذكر الشيخ عبد الله علي المحمود  رحمه الله رئيس مركزالدعوة والاسلامية بامارمة الشارقة ( ان المنظمات التبشيرية العالمية قررت جعل دبي في الامارات مركزا وقاعدة للانطلاق والهجوم على مكة المكرمة ...) والمظاهر التي ذكرناها تدل على تبدل جذري في هذه الامارة وغيرها من الامارات هنا ، سيثار تساؤل من البعض ، اي هجوم واي بطيخ الذي تذكره من امارة صغيرة مسالمة وادعة ناجحة استجلبت رؤس  الاموال العالمية للاستثمار فيها وحققت نهضة عالمية واقتصادية كبيرة ،  فأقول في العسل سم وتحت المخمل الحريري الكارثة العظمى وما ذكره الشيخ الاماراتي علي المحمود هوليس كلامه هو بل هو  جزء من تقرير كنسي قدم في مؤتمر عقد عام 1969 م عقدته المنظمات التبشيرية العالمية في بريطانيا وتحديدا في مدينة (هيرن بي كورت) اي ان الهدف من ضجة الاستثمار والاقتصاد وضجيجه هو فقط ليتسلل من تحت كل هذا تغيرا ديمغرافيا يفضي لسلخ المدينة عن الامارات كما حدث في تيمور الشرقية التي سلخت عن اندونيسيا الاسلامية  ، وكما حدث في سنقافورة التي سلخت من ماليزيا الاسلامية.


 يقول الدكتور عبد الله النفيسي ان دبي قصة اخرى وقد تفاجانا دبي بإسرائيل جديدة في المنطقة  ، حيث تحول اهلها الى اقلية صغيرة جدا وغابت اللغة العربية والمظاهر العربية في دبي تماما والان حق التملك مسموحا به وقد تملك الاجانب الغير عرب والغير مسلمين كل شيء تقريبا ، وبعد مدة زمنية سيطالب السكان وهم غير مسلمين طبعا بحق تقرير المصير فتأتي الامم المتحدة وورائها الدول الكبرى وتفرض ذلك بالقوة لتظهر دولة جديدة قد تكون مسيحية صهيونية بوذية ( تكون ماتكون ).

عندها ستتقدم اسرائيل او اميركا او روسيا او غيرها بالدعم بكل ماتحتاجه الدولة الناشئة وعندها سيكون الهجوم على مكة سواء كان هجوما بمخامل حريرية ( بعثات التبشير او شركات رئوس اموال للاستثمار) او حتى هجوما عسكريا من منطقة الخاصرة للاراضي المقدسة وهذا قد يستغرق سنين لكن حدوثه ليس ببعيد .

الدكتور سلمان العودة اطلق منذ سنوات صرخة عالية ان (ادركوا الخليج قبل ان لا تدركوه) 
حال بقية دول الخليج ليس احسن حالا ، فالبحرين مثلا معروفة بأنها اصبحت  في بعض حاراتها وعاصمتها تنتشر المواخير وتستورد المومسات الروسيات وكله من اجل السياحة والاستثمار (كما هو حاصل في دبي ) يحدثني احد الزوار للبحرين ،  يقول الشيعية هناك في منتهى الاحتشام بالعباية والسنية بالجينز الضاغط والشعر المكشوف  وكل اصناف المساحيق والزينة ، وهذا واحد من مظاهر ارتكاز المشروع الايراني وقابليته لدى البحرينيين لأنه يقدم نفسه اسلاميا يدعوا للفضيلة والتمسك بالدين وان كان على الطريقة الايرانية واهدافهم السياسية المفخخة بالمذهبية ،  وما فتأ يزعزع استقرار البحرين فهل يعي قادة البحرين ذلك .  

المملكة العربية السعودية  مطوقة من ثلاث جهات ، وقد التقى المشروع الغربي المسيحي التبشيري بالمشروع الصفوي الايراني الفارسي لتدمير المملكة وتفكيكها والخلاص منها ، ويبدوا ان المشروع الايراني هو الاكثر جرأة والاكثر استعجالا لما يحمله من حقد تاريخي ، فهو لن ينسى من اسقط دولة فارس كما انه مسكون بأحقاد التاريخ  ، وهواجس قتل الحسين وضرورة الثأر من قتلته الذين لم يقتلوه ولم يعيشوا تلك الفترة هاجس نسمعه من كثير من المعتوهين (فيا لثارات الحسين) .

الاختراق الصفوي المنظم والمبرمج يخترق المجتمع السعودي نفسه ، وهنا اقول المنظم القادم من خارج حدود المملكة  ، اما المواطنون الشيعة في المنطقة الشرقية فهم مواطنون سعوديون خلص ولا تعادي المملكة ايا كان  مذهبه ،  بل هذه الظروف التي تنتعش فيها الاستقطاب المذهبي يجب على الحكومة ان تكون الام الرئوم لمواطنيها جميعا حتى لا يحدث اختراق وان حدث يتم محاصرته والاخذ على ايدي المتورطين فقط .

هناك تقارير عن شركة اسمها داماك تقوم منذ فترة طويلة بشراء الاراضي في اكثر من منطقة في المملكة وفي مناطق بعينها باغلى الاثمان وبمراقبة اداء هذه الشركة يقول المراقبون ان هذه الامكانات ليست امكانات شركة انها امكانات دولة او دول تقف خلفها وما داماك الا واجهة فقط لحركة شيعية عنصرية مذهبية ، على المملكة تحصين نفسها من الداخل ومن الجوار والاقليم وفي ذلك تفصيل قد نأتي عليها في وقت اخر ..

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24