الثلاثاء 07 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
علي الزنم
بين يدي الذكرى53 لثورة سبتمبر المجيدة
الساعة 21:40
علي الزنم


           

أقول لمن نسى أو تناسى  ثورة 26 سبتمبر 1962م التأريخ المحفور في ذاكرة كل يمني حر شريف تواق للحرية و العزه والكرامة  والعيش الكريم:
 مهما اختلفنا أو اتفقنا كيمنيين لكن يجب أن نقف إجلالا وإكبارا لثورة حقيقية صاغها الإنسان اليمني وخط  طريقها  وكتب  اهدافها الستة بدماء شهداء الثورة الطاهرة الذين غيروا وجه التأريخ المعاصر من خلال القضاء على أعتى حكم كهنوتي رجعي متخلف  ودّع الشعب اليمني خلاله بفرحة عارمة حكم الأئمة وإلى غير رجعة .                 

نعم ، حدث هذا منذ 53 عاماً ، إنجازاً  لكل اليمنيين  وفي مقدمتهم الهاشميين الأحرار ، ورغم أن الجارة الكبرى وقفت - آنذاك- بقوة  لإعادة البدر وحكم الأئمة  وإسقاط الثورة وبها أحلام اليمنيين البسطاء منهم قبل النخبة  في المجتمع، إلّا أنّ من راهن على إرادة الأحرار المسنودة بإرادة الله أولا ثم بإرادة الشعب اليمني ودعم الأحرار من جنوب اليمن في حينه ووقوف مصر عبدالناصر ،كان قد كسب الرهان في
وجه ممالك النفط وموقفها المساند لحكم الأئمة.
 

واليوم وفي ضلّ هذه الأحداث المؤسفة التي تهدد كل شي بهذا الوطن ، وكمفارقةٍ صارخة، تقف الجارة اليوم ، وبجانبها مصر "السيسي"،مع النظام الجمهوري ، ليس حبا فيه ولكن بحثا عن أهداف ومصالح  ضيقة  وضعت الوطن على مفترق خيارات بائسة ومخيفة.

لقد أفرزت ثورة سبتمبر 62 م وطناً حراً تساوى فيه الجميع دون استثناء..وواهمٌ من يمضي اليوم لمنح صكوك الوطنية من يشاء وحجبها عمن يشاء، انطلاقا من مواقف سياسية محددة واعتبارات مشبوهة لا تخدم هذا الوطن بقدر ما تسعى إلى تقويض ماتبقى منه!

 لقد كنا مع ثورةٍ تغيّر وضع الإنسان اليمني وتنقله إلى مصاف دول القرن الواحد والعشرين كما فعلت ثورتي26 سبتمبر و 14 أكتوبر المجيدتين، وليس مع ثورة تعيدنا إلى الوصايه والاحتلال وفقدان السيادة الوطنية وخلق الحروب بين أبناء الوطن الواحد ، وتستقوي بالخارج على حساب الداخل،  بمعنى أدق وأوضح لم نكن مع ثورةٍ كانت السبب الرئيس فيما وصلنا إليه اليوم ولا مع ثورة فاقمت من معاناتنا ولايعفينا هذا الموقف من مناهضة التحالف الخارجي  بما تمليه علينا قناعاتنا المستندة إلى قيم ومبادئ راسخة تحدد معالم الطريق إلى الحريه والعداله والمساواة والعيش الكريم .                                                                        

نعم  هي ثورة 26 من سبتمبر محل  احتفالنا اليوم وهي من دفعتني لكتابة هذه الاسطر المتواضعه وال14 من أكتوبر وال30 من نوفمبر وال 22من مايو المجيد خاتمة إنجاز الإنسان اليمني ، أما مابعدها مما اسموها بثورات فهي لا تخص سوى  أصحابها وان لحقت بنا تبعاتها الكارثية الوخيمة  ، لكن سيحكم التأريخ بيننا وبين المتسببين بتلك الفوضى التي أفقدت الوطن  الكثير من أمنه واستقراره ووحدته ونسيجه الاجتماعي .                              

وختاما، نحيي صمود هذا الشعب اليمني الصامد في وجه كل هذه الظروف القاسية، ونثمن صبره الذي فاق كل التوقعات، ونسأل الله أن يعجل بتوحيد صفوفه وينهي الصراع ويطفئ نار الفتنة إنه على مايشاء قدير.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24