الخميس 02 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
أحمد طارش خرصان
مهارة الهروب والتواطئ مع الفشل
الساعة 01:08
أحمد طارش خرصان

ها نحن نعاود الإنحدار والتراجع صوب ما غادرناه سابقاً ، بعد أن اعتقدنا أننا تعلمنا درساً ، لا يمكن للظروف المشابهة - مهما بلغت - أن تدفعنا إلى تبني مثل تلك المواقف. 
لم يمض كثير وقت لإثبات خطأ ما ذهبنا إليه ، إذْ سرعان ما عاودنا وبحميمية مفرطة سيرتنا الأولى وسلوكنا السيء والمشين. 

لا أدري لماذا - فقط - تظهر الخيانات في صفوفنا كمقاومين لعنف الحوثيين وحماقاتهم ، ولا تظهر مثل تلك الخيانات عند انكسار الحوثيين في المناطق التي فقدوها أو التي انهزموا فيها، بدءاً بعدن ولحج وأبين وانتهاءً بشبوة ، والتي لم يقل الحوثيون - في أيّ من المحافظات تلك - إنهم تعرضوا لخيانة ما من صالح ومنظومته العسكرية المتحالفة معهم ، وعلى العكس من هذا السلوك يبدو الطرف المقاوم للحوثيين وصالح هزيلاً وهو يختلق الأعذار- غير المبررة - لهزائمه ، دون البحث عن الأسباب الحقيقية لهذه الهزائم والإنكسارات. 

لم تعد الخيانات - كتهم جاهزة - كافية لتبرير إخفاقاتنا وهزائمنا ، ولم يعد مجدياً - مثلاً - إستخدام هذه التهمة للتخلص والتنصل عن مسؤوليتنا في هذا التراجع والإنسحاب .
مع تسارع الأحداث اليومية في البلد ، لا تجد الفرصة والوقت الكافي لكتابة ما يمكن أن يكون مقاربة ما ، أو تفسيراً يستحق التوقف عنده ، واعتماده كمنطلق للربط بين كل ما يحدث وفهمه بالصورة التي هو عليها ، والتنبؤ بما يمكن أن تكون عليه أيامنا السوداء القادمة ، كمحاولة لتحسين شروط الموت والحصول على نهاية تليق بضحيةٍ ، أجبرها سوء النخبة وممارساتها على التسليم لهمجيات القادمين بجعب الموت وبنادق الإذلال .

تدهشني مهارة البعض - بقصد أو بدون قصد - وقدرتهم على خلْق أعداء وهميين ، وإشعال معارك مستهلكة هرباً من مواجهة الفشل وأعباء الإخفاق ، وبطريقة لن تكون إلَّا دليلاً حقيقياً على أننا لم نتجاوز تلك اللحظة التي كنا فيها أغبياء وحمقى. 

في تعز - مثلاً - شن ناشطوا الإصلاح هجوماً ضد الناصريين ، وبعقلية لا تكاد تختلف عن عقلية ما بعد2011م ، وبما يعني أنهم لم يتجاوزوا ما كانوا عليه ، وكأن الزمن خلّفهم وراءه كأطلال وضحايا ، جاهزين للشفقة والقليل من الرثاء اليتيم. 
ينطلق ناشطو الإصلاح من أنانيتهم ورغبتهم في احتكار مفاهيم الوطنية ، وسعْيهم البائس لإلصاق تهم الخيانة والتواطئ المخل بتأريخ قوى سياسية ، لم تتربّ يوما ما على التواطئ مع الخطأ أو التصالح معه .

لا يجهل الناصريون واجبهم ، فكانوا في طليعة من قاوموا تغول الحوثيين وصالح منذو موفمبيك وحتى جبهة الضباب ، وما بينهما تأريخ يفخر به أعضاء التنظيم وكوادره في المحافظات دونما محاولة للتباهي لا لشيء ولكن لأننا نعتبر ما قمنا به إلتزاماً لمبادئنا وقيمنا ، وتأكيداً على إنتمائنا لهذا البلد الذاهب سوى المجهول ..... بين تعز وإب لا يبدو أن (ستين كيلومتر) ، تكفي لتكون جداراً عازلاً ، كإجراء وقائي مخافة أن تتسلل إلى إب مثل تلك العقليات البائسة والرثة .


ربما أننا في إب - وكما يبدو - ما زلنا نعيش أسرى حقبة القرار144وتبعاتها المؤرقة ، وكأننا لم نغادر (جُمَعَ) الإحتشاد والمسيرات الرافضة للقرار، وكأن جبران باشا هو الجهة التي يجب أن تتلقف مغامراتنا الخاسرة ، وعقلياتنا المنفلتة كثور هائج. 
لا تدري وأنت تشاهد ناشطي الإصلاح، وهجومهم المصاحب للتخوين ، كيف يستطيع هؤلاء التعايش مع الأوهام والبطولات الزائفة ؟ وكيف يحضر هؤلاء متى استدعى الموقف غبياً جديداً ، وبوقاً - ولو مشروخاً- قد يكون جاهزاً لتسويق الفضائح والسلوكيات المختلة ، ولا تدري كيف عرف هؤلاء مقاسات جبران باشا ؟
لنجده مرة قاعدياً ، لا سواه من أدخل القاعدة العدين ، بتواطئ مع البعني ، ومرة حوثياً هو من تآمر على القاعدة وسلم العدين للحوثيين ، ومرة أخرى مقاوماً نجح برفقة الجميع في طرد الحوثيين وتحرير العدين ، وأخيراً تسليم العدين للحوثيين ،
وكأننا في إب لم يعد لدينا من مشكلة سوى جبران باشا ، بمعسكراته وألويته العسكرية الضاربة في منطقة الدفدف ، والتي كان يجب عليها حماية العدين
لا تسليمها لأصدقائه ( الحوثيين - القاعدة) .

يبقى السؤال إلى متى سنظل هكذا أسرى ماضينا المؤرق ، وعجزنا الفاضح ؟
ثقوا أننا لن نتمكن من التأسيس لوطن ننشده
بهذه العقليات المختلة والمنفلتة.
( ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه) 
.....
إستدراك. 
....
لم أذكر في مقالي البارحة بعض من كان لهم الفضل في نزع فتيل الصراع في الربادي وأخصهم بالذكر المشائخ..
عبدالسلام الحبيشي ، صلاح القادري ،سلطان سلام ، عادل الحلياني ، صادق الصلاحي ، علي عبدالحميد ، أحمد عقيل ( الشدوفي) ، محمدلطف ، وأخيراً حميد المتوكل، آملاً من الجميع إلتماس العذر لي وحفظ الله اليمن.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
1
2015/09/02
الورافي
ملاحظة
قرأت ماكتبتم بالأمس تحت عنوان هذا ماحدث،كان كافيا ومقنعا،وبعد ساعة قرأت لأحد النشطاء عتابا لبعض المثقفين الذين يغطون حق الغير ممن كان لهم دورا في إيقاف النزاع في الربادي ، ولدى لي أنك المقصود ،لأنك من كتب عن ماحدث في الربادي ،وها أنت اليوم توظيف إلى لجنة الوساطة ليوم أمس قائمة لامتناهية من الوسطاء ،وبالإضافة الجديدة،يصبح الوسطاء أكثر ممن كانوا يتحاربون إن لم يكن البعض منهم مؤججا للفتنة أو أحد المحاربين،وعندما أوشكت المشكلة أن تتلاشى تلقائيا لعد م بقاء الحاجة لطريق الربادي بديلا لطريق السياني ،بعد فتح الثور طريق السياني بدمه ومرقه تحولوا وسطاء، أخير سلمت وسلم قلمك وسلمت اليمن
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24