الخميس 18 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
صنعاء .. في فندق أموي - عبد الله البردوني
الساعة 20:10 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

توهّمْتُ أني غبتُ عن هذه الرَّوعى
فمن أينَ جاءتْ تسحرُ الغرفةَ الصرعى
تهامسني في كلّ شيءٍ .. تقولُ لي:
إلى أين عني راحلٌ؟ .. خفف المسعى

*
ومَنْ هذه الرَّوعى؟ أظنُّ وأمتري
وأدري... وينسيني لظىً داخلي أقعى
أما هذه (صنعا)؟ نعم إنها هنا
بطلعتها الجذلى، بقامتِها الفَرْعا
بخضرتها الكَحْلى، بنكهةِ بَوْحِها
برَيَّا روابيها، بعِطْريَّةِ المرعى

*
أما كنتِ في قلبي حضوراً على النَّوى؟
ولكن حضورَ القُرْبِ عندَ الأسى أدعى
سهرت وإيّاها نَهُدُّ ونَبْتَني
ومن جذْرِها نُفني المؤامَرَةَ الشَّنْعا
أصوغُ وإيَّاها ولادة (يحصبٍ)
أُغني وإيَّاها: (أيا بارقَ الجرعا)
نطيرُ إلى الآتي ونخشى غيوبَهْ
نفر من الماضي، ونهفو إلى الرُّجعى
ومن جمرِ عينَيها أشبُّ قصيدةً
ومن جبهتي تمتصُّ رنَّاتها الوَجعى

*
طلبتُ فطورَ اثنينِ: قالوا بأنني
وحيدٌ .. فقلتُ اثنين، إنَّ معي (صنعا)
أكلتُ وإيَّاها رغيفاً ونشرةً
هنا أكلَتْنا هذه النشرةُ الأفعى
وكانت لألحاظِ الزوايا غرابةٌ
وكانتْ تديرُ السقفَ، إغماءةٌ صلعا

*
ضبابيةُ الأخبارِ، تدرينَ سرَّها؟
أتُصغي؟ ومَن منَّا بمأساتنا أوعى؟
يُعزُّونَنا من كلِّ بوقٍ كأنَّهُمْ
لحبِّ الضحايا، من سكاكينهم أرعى

***
زمانٌ بلا نوعيَّةٍ، ساقَ ويلُهُ
متاخيمَ، يقتاتونَ أفئدةَ الجوعى
لماذا أنا منعى المحبينَ والعدا؟
لكي يُصبح القُتَّال قتلى بلا منعى

 

أكتوبر1977م

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24