الخميس 25 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
فرج - صالح بحرق
الساعة 20:05 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

يسكن فرج في حي شعبي، لايمتهن أي مهنة محددة،لكنك تجده في كل مهمة تطمح إليها، فعندما تريد من ينقل اليك عفش البيت الجديد،تجد فرج واقفا هناك،وليس هذا فحسب، بل تجده في الوقت المناسب، فتتنفس الصعداء وتفرح، ولذلك كثيرا مايكافىء بمبالغ كثيرة تكفيه ،اما هو فيتلعثم ويجد صعوبة في نطق الراء ثم يبتسم تلك الابتسامة الصفراء الباهتة، ويولي سبيله حيث يختفي في أحد الأزقة، يبحث عن ضالته. وعرف بين الناس والتجار برجل المهمات الصعبة.
لكن أحدا لايعرف أنه يعاني من أشياء دفينة فيه،فكلما آوى إلى فراشه برزت له تلك المأساة،حطمته،وألقت بأمانيه على قارعة الطريق، وفكر:بعد هذا الجهد ألا تكون لي عائلة ويكون لي اطفال،ويفتح صندوق الأموال التي جمعها ،فيعدها عدا ويقول انها تكفي،بيد أن هناك أمرا ما يمنعه على إتمام هذه الأمنية أمرا متعلق بمظهره بطريقة كلامه،فقد سحقته الظروف، حتى غدا صورة للبائس والمحروم ولعبت به الايام فصيرته ألعوبة للطمع وجمع المال، لكنه يتمنى أن يفيق على وضع جديد،ينجيه من هلاك محدق.

وأغلق صندوق المال وخبأه، ونزل إلى الشارع كعادته، يفيض عليه من نسائم المساء هواء منعش، يحرك فيه تلك الرغبة الغافية، لتسري في أعماقه دهشة الجسد، وتقض مضجعه، وإذ ذاك خطا إلى منزل بهية، ينظر إلى نوافذها الموصدة، ثم ابتلعته السوق من جديد.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24