الجمعة 29 مارس 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
لغتيري يبحث عن المعنى في إصدار جديد - ليلى التجري
الساعة 19:05 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



 

صدر حديثا للكاتب والأديب المغربي 'مصطفى لغتيري' ولادة لمولود  إبداعي جديد يختلف عما سبقه من حيث الشكل والمضمون. يتعلق الأمر بكتاب يحمل عنوان '"محاولة البحث عن المعنى" الصادر عن منشورات غاليري الأدب الطبعة -2021- 
وقد جاء هذا الكتاب  ليحمل رقم 32 من إنتاجات الكاتب الزخمة والمتنوعة والهادفة.
هو عمل إبداعي هادف بكل المقاييس، أزال من خلاله الكاتب اللبس عن مدلولات  الذات والكينونة في علاقتها بالوجود الإنساني..
تطرق من خلالها لمعالجة مفاهيم  وظواهر فلسفية، بأسلوبه المنسجم الذي يسهل  استيعابه من طرف المتلقي.
هي نصوص متنوعة الدلالة لكنها تصب في نفس الموضوع والتيمة الدلالية.
مساهما بذلك في إثراء الساحة الأدبية والتقافية المغربية.
وعن كتابه "محاولة البحث عن المعنى" يقول الكاتب المغربي مصطفى لغتيري في مقدمة الكتاب:

"منذ أن أدركتني حرفة الأدب، وأنا منشغل بتأمل بعض الظواهر والمفاهيم والملصطلحات، وأحيانا بعض القيم كذلك، التي تفرض نفسها على المرء في خضم عالم متالطم الأمو اج، لا يكاد صخبه يهدأ لحظة، حتى يستعر من جديد، وقد زادته الثورة المعلوماتية صخبا واضطرابا، فاختلط الحابل بالنابل، وتشابه الأمر على الجميع، فلم يعد أحد قادرا على تبين صحته من خطله... 
أحاول أن أبث فيها بعض تأملاتي وخالص تفكيري، بما يمكن أنأعتبره فلسفتي في الحياة، أو على الأقل وجهة نظري تجاه الذات ومايحيط بها من ظواهر، في سبيل البحث عن المعنى أو المعاني الكامنة خلفها، وكنت أنشر بعض هذه المقالات في وسائل الاعلام الوطنية والعربية، 
ثم أعممها في مواقع التواصل الاجتماعي، حتى تتم قراءتها بشكل أوسع، والحقيقة أنني كنت أكتفي بذلك، ولم أكن أنوي نشرها فيكتاب، لأنني كنت أعتبرها نوعا من التنويع لا أقل ولا أكثر، الذي يتيح 
 لترويض القلم والمحافظة على لياقته في درجة معينة من الحيوية، حتى لا يصيبه الضمور أو الترهل، وغالبا ما تكون هذه الكتابة استجابةلحالةوجدانية أو فكرية طارئة، أتخلص منها بتحبير بعض الكلمات،لكن بعض الأصدقاء 
و القراء الذين كانوا يتابعون بعض ما أكتبه، خاصة في شبكات التواصل الاجتماعي كان لهم رأي مختلف، إذ عبروا لي غير ما مرة عن رغبتهم في أن يروا هذه المقالات مجتمعة بين دفتي كتاب...
هذه المقالات رأت النور ملتئمة في كتاب، وهذا ما سيتحقق بخروج هذاالكتاب.
إنه كتاب يحتوي على مقالات متنوعة ومتعددة، قد تختلف في مضمونها، لكنها بالرغم من ذلك تعبر عن وجهة نظر تكاد تكون متقاربةفي منطلقاتها تجاه قضايا كثيرة، منها ما يتميز بطابع فلسفي وجودي 
كالسعادة والموت والقلق والاخفاق والعنف ، ومنها ما يتناول قضايا ثقافية واجتماعية، ومنها ما يتناول قضايا أدبية صرفة، أقدم فيها وجهة نظر ، تتفق مع تصوري الخاص للكتابة، باعتبارها عملية خلق، تثري العالم بإضافات نوعية، فتصبح هي نفسها فيما بعد جزءا من الحياة. 
وإذا كان الهدف من تدبيج هذه المقالات يتمثل في فهم بعض الظواهر والقضايا والملصطلحات، فإن الغاية المثلى في اعتقادي هي فهم الذات أولا، انطلاقا من تمثلها وتصورها وتأويلها لبعض القضايا وإعطاء وجهة نظر حولها، والتموقف منها سلبا أو إيجابا. إنها عملية معقدة، تجعل من الفهم - أحد مستويات التأويل- مرآة للذات، يعكس تفاصيلها وتركيبتها التي مهما بدت لنا متجانسة، فإنها، من حيث العمق، متشابكة العناصر، بحيث يصعب فك ألغازها المتناثرة  هنا وهناك. الكتابة في رأيي محاولة للفهم،لفك اللغز أوتفكيكه أو على الأقلإلقاء الضوء على مكوناته، حتى يبدو جليا واضحا، يمكن التعاطي معه بقدر من الوضوح والموضوعية، وهيهات يتحقق ذلك ولو في أدنى حالاته، بيد أن صعوبته لم ولن تمنعني من المحاولة، التي أطمع في اكتساب بعض من فضلها.
بهذا المعنى يمكن اعتبار هذه المقالات مرآة،  تؤدي بالمرء إلى أن يعشق ذاته كما فعل نرسيس، فكان جزاؤه الموت غرقا في مرآته/ بحيرته، وإنما الهدف منها معرفة الذات بكل تعقيداتها والسعي نحو المصالحة معها، والتعايش معها، فتحملنيوأحملها، ونمض  قدما في درب الحياةوالكتاب والحلم والأمل.
و من بين مقالات الكتاب،مقال يحمل عنوان "سرير بروكست"، 
أقارب فيه معضلة أعتبرها من أهم المعضلات التي تواجهنا في عصرناالحالي، خاصة في أوطاننا، وأقصد بذلك التعصب وعدم احترام الآخر وقبوله كمختلف عنا في العرق والدين والجنس واللغة،
وبالتأكيد تؤدي أوطاننا ومعها الإنسان الثمن غاليا نتيجة لهذه
الشوفينية والتعصب، إذ تضيع علينا فرصة الانتماء إلى الانسانية، فيأرقى تجلياتها، بما يعني الاستفادة من ثمار التقدم والحرية والمساهمة في بناء غد أفضل للجميع بدون ميز ولا إقصاء ولا تعصب.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24