السبت 20 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
قبل الرحيل .. ! - طارق السكري
الساعة 15:42 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


قــمْ شُــدَّ مِــن عـزمي الـكبيرِ
شَــــــدَّ الــقــوافـلِ لـلـمـسـيـرِ
شَــدَّ الـضِّـفافِ عـلـى سَــرابٍ
لاح فـــــي الــيــوم الـهـجـيـرِ
عـــيـــنـــي دواةٌ والــــهــــوى
قــلـمٌ يَـخِـبُّ عـلـى الـسـطورِ
ويـــدي وَصَــايَـا ضِـعْـنَ فــي
أرضِ الــخـطـايـا والـــشــرورِ
ومَــضَــتْ لـغـايـتـها الــرِّيـاحُ
إلـــى الـبـعـيدِ مـــن الـبـحـورِ
تَـــــروي حَــكــايـا سِــنــدبـادٍ
لــــم يــــزلْ رهْــــنَ الــعـبـورِ
أحـــلامُــهُ انــقـلـبـتْ عــلـيـهِ
تـــجـــرُّ أذيــــــالَ الــفــجــورِ
لا يَــاسَــمِــيــنــةُ حـــــوْلـــــهُ
تـحـنـو ، بَـريـئـاً مِـــن سـمـيرِ
وَشَــــــدَا .. يَـــمُــدُّ ذِراعَـــــهُ
لـلـمـسـتـحـيـلِ كـمـسـتـجـيـرِ
"وَأحِــــبُّـــهـــا وَتُـــحـــبُّــنــي
ويــحــبُّ نـاقـتَـهـا بــعـيـري"
الــــذكــــريـــاتُ كـــــبـــــارقٍ
والـقـلـبُ كـالـجـدبِ الـمـطـيرِ
يَــحــيـا وَيُــمــضـي يَـــومَــهُ
مَــــا بــيـن أدغـــالِ الـسـريـرِ
يـــقــتــاتُ مِـــمَّـــا لا يــــــرى
ورؤاهُ أطــــيـــافُ الـــقــبــورِ
إنْ جَــــــنَّ لـــيـــلٌ أقــبــلــتْ
سـكـرى مِــن الـحـزن الـعـقورِ
أجـفانُها سُـرُجٌ على الطرقاتِ
خَــــــرســــــاءُ الـــضـــمـــيــرِ
وتـــقـــومُ مـــثــلَ ســحــابـةٍ
تَـــــدْوِي وتـــدعــو بِـالـثُّـبـورِ
لـكـأنـني الـعـصـفورُ حَـاطَـتـهُ
الــــعـــواصـــفُ بـــالـــنـــذورِ
ولــقــد نـفـضـتُ يَـــديَّ مـــن
مـعـنـى الـصَّـداقـةِ والـطُّـفورِ
تَــخْــفـى مــلايـيـنُ الــرَّزايــا
خـــلـــفَ عُــثْــنــونٍ حــقــيـرِ
لـــكــأنــهُ ســـقـــراطُ فــــــي
تــنـظـيـرهِ الــحــرِّ الــجـسـورِ
يُغريك حرفُ الدَّالِ أما الروحُ
روحُ الــــــدِّيــــــنــــــصـــــورِ
قـمْ شـدَّ مِـن عزمي المُقوَّضِ
خـــلــفَ هــاتــيـك الــسُّــتـورِ
أوْقِــــدْ عــلـى بُـرْجَـيْـنِ مِـــن
أمَــــلِ الــرُّجـوع حَــمَـامَ دُورِ
إيَّـــــــاك تـــنــســى رفـــقـــةً
بــيــن الـمَـسَـانـحِ أو ذَخُــــورِ
وانْـثـرْ عـلـى أبـوابِ ذكـراهمْ
بـــــواكــــيــــرَ الــــــزهــــــورِ
لـــلـــهِ هــاتــيــك الـــبــوادي
مِـــــــن تــمــاثـيـلٍ وحُــــــورِ
كــــم بــــتُّ أُسْــقــى قَـرْقَـفَـاً
فـــي ظـــلِّ أجـنـحة الـطـيورِ
شــفـقُ الـغـروبِ عـلـى ثُـغَـيْرٍ
فـــــــوقَ أُمْــــلُـــودٍ نَــضــيــرِ
تـلـك الـتي صَـاغتْ ضَـفَائرهَا
أحــــاســــيـــسُ الــــبُـــكـــورِ
تـلـك الـتـي رسـمتْ مَـباسِمَها
خــــــيــــــالاتُ الــــــبــــــدورِ
حـــتــى وإن كــانــوا نَــسَــوْا
قَـــبِّـــلْ خَــنـاجـرَهـمْ بِـــنُــورِ
يــاصـاحِ ثُـــبْ مِـمَّـا اعـتـراكَ
وعـــــد إلـــــى الله الــغــفـور
حتى متى تجترُّ في الماضي
وتــمــشـي فـــــي الــوعــورِ؟
اِنـــزع عـــن الــقـوس الــتـي
أنـشـبتَ واسْـلـمْ مــن كُــدُورِ
مـافاتَ مـاتَ ولـن يـردَّ بـكاكَ
أيَّــــــــــــــامَ الـــــــســـــــرورِ
لا لــم يـمتْ .. تـلقاهُ أو نـلقاهُ
فــــــــي يـــــــوم الـــنُّــشــورِ
قـــم عـنـد بــابِ اللهِ واخـلـعْ
جـــبَّـــةَ الـــيـــأسِ الـــدَّبُـــورِ
ســـبــق الـــرّفــاقُ فَــأَقْـلِـقِـي
يــانـفـسُ أربــــابَ الــقـصـورِ
قَـــبْــلَ الــرحــيـلِ لـتـمـطـري
حِــمــمـاً عـلـيـهـم كـالـسـعـيرِ
بــالــحــقِّ وثـــبـــةُ مـــاجـــدٍ
لــــلـــهِ صـــافــيــةُ الــنَّــمـيـرِ
الـــحــق أحــــرى إن تــحــرَّر
مـــــن حـــــزازاتِ الــصــدورِ
لا ثـــــورةٌ عــمــيـاءُ تــفْــتـكُ
بــالــكــبــيــر وبــالــصــغــيــرِ
وتــــــدورُ فـــــي طــاحــونـةٍ
لا مــنــتــهــى زورٍ وعُــــــــورِ
فــي كــل حــرفٍ مـنـك بـابٌ
لِـــلــتــطَــهُّــرِ والــــحــــبـــورِ
فَـافْـرِشْ إلـى الـجنَّاتِ شِـعراً
مــــثـــل نـــايـــاتِ الـــزَّبـــورِ
مـسـتعصماً مِــن كــلِّ شـائـبةٍ
تُـــداجـــي فــــــي الأمــــــورِ
أو نـــاشـــراً لــلــفــنِّ قــلــبــاً
هَـــــــلَّ كــالــقــمـر الــمــنـيـرِ

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24