الجمعة 29 مارس 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
( من الحقيبة 42)
هل كان عبدالفتاح رومانسيا...؟ - محمود الحاج
الساعة 13:48 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



      في منتصف عام 73 انتقلت للعمل مؤقتافي مجلة الجندي التابعة للقوات المسلحة  معارالمدة سنةريثمايتدرب محررون
عسكريون من التوجيه المعنوي فاعود ادراجي إلى صحيفة ١٤أكتوبر..وكان الضابط فرج الدقيل سلام الله عليه حياوميتا ي اذ لااعلم عنه شيئاهومدير دائرة التوجية المعنوي والزميل الإعلامي أحمدعبدالرحمن هوالمشرف السياسي على الصحيفة
( أحد ضحايا 13 يناير86م عملت في الجندي بروح الشباب
كتابة واخلاصافارتفعت نسبة طباعتها وتوزيعها حتى جاء يوم ماليتصل بي النقيب فرج الدقيل يطلب مني اجراء حوار صحفي مع أمين عام الجبهة القومية عبدالفتاح إسماعيل ومثله فعل أحمدعبدالرحمن السكرتيرالصحفي لرئيس الوراء علي ناصرمحمدحيث رتب لي  موعداللقاء والوصول إلى مكتب فتاح في معاشيق.
     وفي الموعد المضروب كنت في سيارة عسكرية ولأول مرةاعرف معاشيق والمبنى الذي كان إلى ماقبل الاستقلال
سكنا ومكتبا للمندوب السامي البريطاني ..موقع جميل وشاعري يطل على البحر( بانوراما) واخيرا هاانذا في مكتب فتاح في لقائي الوحيد به..انتظرت ..طال انتظاري وحيدا في المكتب وإذا بفتاح يلج من المسكن إلى المكتب ويداه مشغولتان بغليون التبغ الكوبي الذي لم يفارق فمه يشعل بالقداحة فينطفي إلى ان ستقرفنفث منه نفسا طويلا من الدخان فتوقف ليقول لي : اهلا محمود..ثم جلس أمامي ليسالني: فرجت وكنت أظنها لاتفرج...ايش بقية البيت فقرات البيت كاملا.
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها
           فرجت وكنت اظنها لاتفرج
واضفت هي من قصيدة للأمام الشافعي فقرات في وجهه انه  لايحب اوليس مهماعنده قائلها فراح يتحدث عن الديالكتيك وهيجل وانجلز والفرق بينهما وان البيت الشعري (ديالكتيك) فهززت رأسي انه يعاني  وعلى امل الخروج من عنق الزجاجة في بلد يصارع المتاعب والمصاعب فقرا وتخلفا ولعل
ازمة ما قد فرجت في نظره..ثم هممت ببدء حواري  معه واذا به يفاجئني بقوله:
  أحمد العبد سوريالي هذه الأيام .لم افهم( أحمد العبد.حل محلي في صحيفة ١٤ اكتوبرخريج صحافة من جامعة القاهرة
واضاف هل قرأت ما كنبه في عددامس من أكتوبر..؟
لم ينتظر ردي  فقال هات ماعندك .

في البدء لابدلي من توضيح بأن الرومانسية المقصودة
لاتختص بشعره وانما المقصود رومانسيتة في العمل السياسي
…قيادة التنظيم الحاكم… فوق حقل من الالغام ورغم تنبهه 
للالقاب المناطقية  فسعى لمحوهامن مؤخرة اسماء قيادية مثل علي ناصر حسني ومحمدصالح يافعي مطيع وسيف احمد الضالعي ومحمدصالح عولقي الخ.فصدر قرارجمهوري
بذلك فاختفت الالقاب من الإعلام لكنها لم تختف من بعض النفوس مع كامل احترامي للاسماء المذكورة الذين باستثناء علي ناصر محمد رحلوا مقتولين وان اختلفت وسائل تصفيتهم..!  وبسبب الرومانسية لم يقرا عبدالفتاح الواقع فراءة دقيقة كي يكتشف ان ثمة صراعامناطقياخفيا لاقتسام كعكة السلطة اونيل مناصب عليا في الداخل أو الخارج.
    لقدشاءت الفرصة ان احضرمشاهداختام فعاليات المؤتمرالخامس للجبهة القومية المقام في مدينة الشعب برفقة صديق اصران نحضرمن باب الفضول لأنني واياه لاننتمي لاللجبهة القومية ولاسواها...كان عبدالفتاح واقفا على المنصة يقراالبيان الختامي بينما يجلس إلى جواره الرئيس سالمين... كناواقفين جنب بعض الجمهوروفجأة احتشدت مجموعة بالقرب منابعضهم بالبزة العسكرية وآخرون بلباس الريف شميز ومعوز وإذا بها تهتف بصوت موحد( سالمين سالمين)  حنى طغت على صوت عبدالفتاح بينما سالمين لم يعترض ولو بالأشارة لهم ان يتوقفوا..قال أحد الهتيفة (من وين هوه) قاصداعبدالفتاح ما إذا كان من الجنوب ام من الشمال فسمعت أحدهم يجيب ( هوه من اصحاب 40رطب) يقصد من تعز اندس صاحبي بينهم لمعرفة من أين جاءواومن يقف خلفهم وانفق عليهم فعاد ليقول: جاءوا من شبوة ارسلهم محافظهاعلي شايع!
      وهكذاظل الصراع الخفي يتصاعد ..ذكرت للاخ عبدالفتاح هذه الحادثة وبكل برود.رومانسي  قال: مخلفات الماضي لاتمحى بسهولة وعلينا التحلي بالصبروصولا إلى.ميلاد الحزب الاشتراكي 
     أعود إلى المقابلة التي اخنار اسئلة واستبعد بعضها امين عام التنظيم السياسي الحاكم في عدن فعرفت فيما بعد مقصده من كلمات أغنيته ( مخلاف صعيب لكن قليبي ماهنش مهما توجع في هواك ماانش) لكنه لم يفصح عن اي من المخلافين يقصد مخلاف عدن ام مخلاف صنعاء هو الأصعب

عبدالفتاح إسماعيل من رومانسية العمل السياسي إلى السوريالية..!
             
   في اليوم التالي للمقابلة ذهبت الى مؤسسة ١٤ اكتوبرلألتقي
الزميل والصديق، أحمدالعبد سعد وابلغته ماقاله عبدالفتاح عنه ووصفه له بانه يكتب سريالي  وسألته ماذا كتبت قبل يومين؟
 استغرب ابن العبد سعد فأحضرلي عدد الصحيفة المنشور فيه المقال الذي سجل.فيه اعجابه وتقديره للحكومة التي اجتمعت في يوم اجازه ايثارا ايثارا منهالحاجات الشعب الضرورية..ثم سألني الله يرحمه متعجبا :
 كيف تشوف؟ فأجبت اكيد هناك خلافات ونار تحت الرماد..
      وبعد شهر اختطف الزميل احمد العبد والصديق النقيب
زين يحي مبارك وشخص ثالث لااعرفه يدعى الكسادي
بتهمة واهية( نشكيا تنظيم سري ناصري)  ومن الاعتقال
إلى الأعدام.... ياالله كم حزنت على زميلي وصديقي ابي خالد أحمدالعبد وكان أحد أسباب مغادرتي عدن دون عودة.
  كنا نسمع عن صراع خفي بين فتاح وعنتر و سالمين
الذي كان البعض يصنفه بصيني الهوى  عكس فتاح السوفيتي
الغرام..وبعد مقتل الرئيس سالمين في يونيه 78م
  انتهز عبدالفتاح الفرصة فاستخدم وسائله وانصاره لكي
تؤول إليه رئاسة الدولة وعلى طريقة بريجنيف في موسكو
  لكن معارضيه لم يطل بهم الصبرعلى عبدالفتاح وتراكم
السلطة فهددوه بالقتل ان لم يقدم استقالته ويغادر الجنوب
 فكان لهم ماارادوا.. قدم استقالته من جميع مناصبه
وغادرالى موسكو لاجئاسياسيا عام ٨٠م وظل فيها
حتى جاءه أقوى معارضيه طالبا منه العودة  وكان ذلك في اكتوبر 85م  حيث كان علي عنتر على خلاف شديد مع الرئس علي ناصر محمد الذي جمع ااسلطات العليا في يده رئاسة الدولة والامانة العامة للحزب ورئاسة الحكومة ممااستفز التيار المضاد بقيادة علي عنتر الذي اصر على عودة عبدالفتاح
والمشاركة في انتخابات الحزب الاشتراكي لم يعتذر سوسولوف اليمن ولم يضع اية مخاطرفي حسبانه فوافق وكان أستاذ الفلسفة وكبيرمثقفي اليسار د.ابوبكر السقاف المقيم في مو سكو قد سارع إلى عبدالفتاح لينصحه بعدم مغامرة العودة  لكن فتاح  رفض النصيحة و فضل المغامرة
 فكان ما كان من مؤتمر الحزب  وكارثة 13يناير....!


    عدن 28ديسمبر 20

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24