الخميس 25 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن …..والقلم
عبد الماجد …أبو الماكت - عبد الرحمن بجاش
الساعة 14:25 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



الأربعاء15 يناير2020
 

إسم لاتخطئه العين ..اسم لزمن طويل كان يعني " صحيفة الثورة "، يوم أن كان" السيكل البيدل " سيارة بورش …ومن تلك اللحظة إلى العام 2011

إذا شاهدت قبل غروب يوم من أيام مجد الثورة، أحدهم يسيربسيكله البيدل في شارع القيادة ، فاعلم أن محمد عبد الماجد يتجه إلى بيت التويتي بجانب " التجارة الخارجية " أيامها ، يكون الزرقة بين الورق ، ونحن نتوزع في الزوايا والاركان : أين أنت ياعزي ، أمانة اسرع بالماكت ، قد محمد شرف جنن بنا ، وسليمان رايح جاي، حاضريا أستاذ ، لايزيد رده عن كلمتين ، يفرش مما تبقى من اوراق " الرول " ويضع قلمه على الصفحة : خذ يا أستاذ ، يلقي الزرقة نظرة ، ويناول الحدأ : لا عند محمد شرف .. فيم يواصل العزي وضع ماكت لبقية الصفحات …

إذا شاهدت عند غبش الفجرظل سيكل بيدل ينهب الأرض حثيثا ، فاعلم أنه الجبري ،يتجه إلى المطابع ليبدأ التوزيع ، الجبري ذهب إلى الحج ولم يعد ، أتى فريد " العراسي " ليواصل المهمة، كان الجبري ولن يصدق أحدا قد وزع صحيفة الثورة على ظهرحمار!!!..

العريقي بلل كل الأوراق التي صدرت بها الثورة بما تساقط عليها من حبيبات عرق ...كنت إذا اقتربت منه فتفوح منه رائحة الورق والحبروحب المهنة ...وإن التقيته صباحا فكان يحارب على جبهة أخرى " التربية والتعليم " ، ليلا ونهارا لايكل ولايمل …

العريقي أكثرنا مهنية ، وافضلنا ، وعلى كل اصعدة فنون التحريرالصحفي تجده يرفع علمه ...وهومن أسس سكرتارية التحرير…..قاسم مشترك في الصحيفة ...كل من تضيق نفسه لسبب ما ،يذهب إلى مكتبه، حيث الجميع اصحاب العريقي ….

كان الزرقة وهوأستاذ مهنة بامتياز يلقي العبء إلى ظهره ويركن ...وعلى الطاولة قبل اجهزة الكمبيوتر فتجد صاحبه من يكمله أحمد حسين الاشول والراديو التاريخية التي زجت بهيئة التحرير مرات في سراديب الأمن الوطني ، مرة بسبب " جحرالاساس " وأخرى بسبب" هافانا عاصمة كمبوديا " وثالثة بسبب " قائدة المسيرة " ، كان أحمد الاشول علامة فارقة بقلمه الذي طالما خط به مانشيت الثورة الرئيسي وكل العناوين الفرعية ، هناك كان أحمد عبد العزيز البنا الهادئ ابدا الأمن الشغل يخرج المائدة بمظهرها الأخير محمد شرف لايذهب إلى بيته سوى الخميس ….

العريقي سيرة مهنية وإنسانية ارتبطت بسيرة الثورة من لحظة أن التحق بها ...ولوكتب أحدهم مستقبلا عن مسيرتها سيكون عبد الماجد أحد أهم معالمها …

أمام المرض ، أمام التناسي ، أمام التنكر، أمام الاهمال ، أمام الحرب اللعينة ، لايعود ربما لكل ماقلته وهو قليل قليل قيمة ..لكننا ندرك أن الرجل ذاك لم يقل عبثا : لاكرامة لنبي في وطنه …
وفي هذه اللحظة يظل الكلام كلاما تذروه الرياح خاصة عندما يكتشف المبدع انه مكشوف ، ينتظرقدره فقط …

العريقي عانى طويلا وبصمت ، اعتمد على جهده وارادته في مواجهة الفيروس ...لم يشكو، ولم يئن، ولم يمد يدا الالجيبه من جهده وعرقه …

الوجع العام والذي كما يبدو سيطول ، انعكس وجعا خاصا ، فقد هاجم الفيروس كبد الرجل الذي لم يضعف يوما ، ربما تيمنا بالحرب ، حرب تفتك بالجسد الأكبر، حرب اصغرتريد أن تفتك بانبل مهني إلى جانب محمد الزبيدي رحمه الله ، انبل رئيس تحرير عملنا برضا تحت امرته، ببساطة فقد كان ابا للجميع ….و العريقي بتحيته " الله يحييك" بها يحتوينا جميعا..
اقولها بالفم المليان : العريقي يعاني ...يعاني حقيقة …
بضاعتنا الكلام ، غيرهذه البضاعة لانجد …
لكنها الكلمة …
من ينقذ زميلنا ؟
من يخفف وجعنا بالوقوف إلى جانبه جانبنا؟
من ينتصر للقيم ؟
من يفهم ماذا تعني مهنة الصحافة؟
من يدرك ماذا يعني أن تكون مهنيا؟
من يعرف ماذا مثل لنا ولايزال محمد عبد الماجد العريقي زميل وصديق الجميع ، من لا انتماء له سوى المهنة وأسرة رعاها ورباها بجهده وعرقه ومثله العليا …..
الوحيد الذي يرفع له الجميع ايديهم بالتحية بدون حسابات الربح والخسارة…

من ومن ومن ….

لله الأمرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24