الجمعة 29 مارس 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
الأدب في زمن الحرب: 11 قصة يمنية في كتاب «صراع» - أحمد الأغبري
الساعة 16:20 (الرأي برس - أدب وثقافة)

 

 

اقتربت قصص كتاب «صراع – الأدب القصصي الجديد في اليمن» من بعض التفاصيل الخفية لمقدمات وتداعيات الحرب على الناس في مجتمع فقير ومنسي ممثلاً في اليمن، الذي يعيش حرباً تطوي عامها الخامس.

إحدى عشرة قصة قصيرة لأحد عشر شاباً وشابة من محافظات مختلفة ضمها الكتاب الصادر حديثاً في 75 صفحة من القطع الصغير، كنتاج ورشة لتطوير مهارات الكتابة الابداعية للشباب والشابات في اليمن، التي انتظمت ضمن برنامج (كتابات) لمؤسسة رموز للفنون والتنمية الثقافية في صنعاء في إطار منحة من الصندوق العربي للفنون (آفاق)، وهي الورشة التي انعقدت في صنعاء في يونيو/حزيران 2019.
ست كاتبات وخمسة كُتاب التقوا تحت سقف هذه الورشة، التي درب فيها الروائي وجدي الأهدل، وركزت على دور الأدب في زمن الحرب والصراع، واستهدفت لفـــــت انتبـــــاه المتدربـــــين إلى توثيق والتقاط الأحداث التاريخية من زاوية فنية، باعتبار الأدب وسيلة من وسائل الصـــدمة والعـــــلاج وشكل من أشـــكال المساهمة في حوار وطني أوسع داخل المجتمع اليمني، كما يؤكد الكتاب.
عكستْ القصص ما وصل إليه الشباب والشابات المشاركين في الورشة، في علاقتهم بأدب القصة القصيرة، خاصة في تحديد وبلورة الأفكار وبناء وخطاب القصة، فكل القصص جاءت ملتزمة بناءً مكتملاً وخطاباً واعيًا في التعبير عن بعض وجوه معاناة المجتمع، وهي المعاناة التي كانت الحرب أبرز نتائجها وأسبابها في آن، إذ كانت تلك المعاناة طريقاً لتخصيب الصراع ونتيجة للحرب أيضاً.. وهو الخطاب الذي اشتغلت القصص، من خلاله، على قضايا جوهرية يعاني منها المجتمع، وتمثل نتاج حرب وصراع من نوع مختلف، بدءاً من صراع الذوات وحرب التقاليد والمفاهيم المغلوطة تحت لافتة (التخلف) وصولاً إلى معاناة الحرب ممثلة في القصف والموت والنزوح وانحسار الحياة المعيشية وتدهور الخدمات وتفسخ النسيج الاجتماعي وغيرها من تداعيات الحرب.
ناقشت النصوص كل ذلك معتمدة تقنيات ومهارات وأدوات تجلت من خلالها خصوصية كل قصة، وبالتالي كل تجربة، ما يؤكد ما صار إليه وعي الكتاب المشاركين بماهية وخصوصية أدب القصة القصيرة، الأمر الذي يمكن معه التنويه بما حققته الورشة، وأهمية هذه الورش على صعيد خدمة الأدب اليمني، باعتبار دورات التدريب على المهارات الكتابية تمثل احتياجاً ضروريًا لكل مشهد أدبي في أي بلد، فالأدب الذي يشتغل أبناؤه على تطوير مهاراتهم بشكل ذاتي، يبقى مشواره طويلاً وطريقه صعباً ونجاحه محدوداً، لأن قلة قليلة منهم فقط هم مَن يجدون وقتاً ودليلاً لتطوير مهاراتهم عبر القراءة والاحتكاك، وهو ما يستغرق وقتًا، بينما الدورات التدريبية تضع بين أيدي المتدربين خلاصة تجارب سبقتهم، وتمكنهم من إتقان المهارات التي تحتاجها تجاربهم، علاوة على تأثيرها في جذب هؤلاء إلى التعامل مع الكتابة بمسؤولية وباعتبارها جزءاً من أهداف حيواتهم. ويعزز الحاجة اليمنية لهذه الدورات ما يعانيه المشهد الأدبي هناك باعتباره «مازال صغيرًا للغاية وقلة من أسمائه هي مَن استطاعت الوصول إلى القارئ عربياً وعالمياً». هذا الكتاب يفتح الباب واسعاً أمام سؤال: كيف يمكن للأدب السردي أن يمارس درواً فاعلاً في زمن الحرب والصراع؟ وهو موضوع في غاية الأهمية يفتح الإجابة على أبواب اشتغالات سردية متعددة تغوص في إشكالات العلائق الاجتماعية والإنسانية في المجتمع قبل وخلال الحرب، وتُقدم قراءات لما يولد الصراع وما تتركه الحرب في الحياة، انطلاقاً من الألم الإنساني باعتباره البوصلة التي تذهب بالقارئ باتجاه السبب وتخلق وعياً يعزز من اليقين بثقافة الحرية والجمال والتسامح والتنوع الإنساني، باعتبار هذه الثقافة هي الكفيلة بخلق بيئة مضادة للصراع والحرب.

منقولة من صحيفة القدس العربي...  

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24