الجمعة 29 مارس 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن….والقلم
الفرع الأخضر… - عبد الرحمن بجاش
الساعة 15:11 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



الخميس 14 نوفمبر2019
 

كانت الساعة تشير إلى الثانية عشرة واربعة عشر دقيقة بالتمام والكمال ، ظهريوم3 من هذا الشهر، لتوي فرغت من متابعة ما كنت افعل ، لا أدري كيف ورد إلى خاطري ، تناولت جهاز التليفون واتصلت به ، جاء صوته كما اعتدت نبيلا…

بين الحين والأخر اتصل بالدكتورمحمد غالب النبهاني ، وأنا إلى النباهنة انتمي بأمي وجدتي وإلى تلك الرائعة جدتي سلام أكون …سلام وكلام ، وسؤال عن الحال والأولاد ، كان حميميا في تلك المكالمة ، وهو الحميم في علاقته بالآخرين ، فقد جبل على الوفاء ، لايتنكرلعلاقة إنسانية مع أحد ، ولا ينظرإلى الآخرين على انهم مجرد اوراق من فئة الألف !!!!...

عصريوم 11 نوفمبرعند الثانية وثمان وخمسون دقيقة اتصلت بخالد هزاع لأمرشخصي ، بادرني : أسعفنا الدكتورمحمد غالب فقد تعرض لجلطة وهو الآن في العناية ، كنا نشتي نطلعه صنعاء ، من أين نمر؟؟؟؟، يتبدى ألم تعزهنا ، عندما تفكرفقط من أين تنفذ بمريضك !!!، هوالحصاريقتل الحياة … كان الصمت خيرلغة …
عند الثالثة بعد دقيقتين اتصلت على رقم محمد ، فلم يرد أحد …وجع إستبد بي ورحت استعرض شريطا من كل شيء ...وعلى أمل أن تظل الازهاريانعة ..لكن الألم ربما هو ما يجعلك تحس بجمال الحياة …

الثامنة و13 دقيقة لاحظت أن ثمة رسالة من اخي نبيل في الواتس ، فتحتها فورا ، ليتسمرنظري :
" الدكتورمحمد غالب انتقل إلى رحمة الله " ….

تركت جهازي كما هو واطفأت النور، ووضعت نفسي روحا وجسدا على السرير، ثمة تسونامي من الوجع إجتاح سماواتي وأرضي التي ليس لهم حدود …عيني ظلتا تغوصان في المجهول ، لكنني نمت غصبا عني تحت وطأة الألم ، ولكن بإدراك عميق أن الموت فعل شجاع في زمن بلا ملامح ، زمن يسيطرعلى افقه الانتهازيون …. استوطنني الوجع على الطبيب الذي ظل يداوي جراح الناس ، وعلى الإنسان الذي لم يفقد وجهه مطلقا ….ثمة من يلصق على وجهه كل صباح أوراق من كل الفئات والفتات !!!

ظل جرس تليفون البيت يرن طوال الليل ، رنينه لم يوقض أحدا …

صباحا كان أخي عبد الناصر يبكيه بطريقته : قبل شهركنا في تعزعند نجيب غيلان..
الثلاثاء من العاشرة صباحا اتصلت أكثرمن مرة على رقمه ، أجاب عبد الله ، قلت بالكاد :
اعزيكم ..

كل شيء جميل من قيم جميلة فقد ذلك الفرع الاخضرمن حياة كانت لها قيمة أجمل بمداواة جراح الناس تلك التي تلتصق بالروح ..

لذلك الجبل المطل ، وتلك السائلة ، وللشجرة الخضراء الضخمة وارفة الظلال ، لتلك السحابة التي مرت يوما وانزلت حمولتها سيل من مثل ذلك الإنسان يوسف أحمد عثمان ، ود. عبد العزيز الوحش ، وعبد العزيز البطر، وعبده صالح ، وأحمد عبد الله البطر ، وعبد اللطيف عبد الرب، وعلي سلام، ومحمد قاسم ناجي ، ومحمد سبف قائد ، وجراده ابن جدي، ومحمد سلام " صنعاء" وسلطان عبد الله ناجي ، لوجه القمر الذي قابلته ذات ليلة شتوية وأنا اجري بعد جدتي " مروحين " من عند جدتي سلام أجمل من سكن روحي هي واختها نعمه ….

كل العزاء، للنباهنه وحتى تعزالمدينة، اقصد الطيبين اصحاب القيم فقط …
وللجميع ارسل وجعي …

لله الأمرمن قبل ومن بعد . 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24