الاربعاء 24 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن ……..والقلم
سيد الغبش الأخير.. - عبد الرحمن بجاش
الساعة 16:14 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



السبت 14يونيو2019
 

أمس ليلا ، اكتشفت بالصدفة أن الليل تجمش بسحابة مملوءة بالغيث …
يبدوان اتفاقاما تم عندالهزيع الأخير، فرشت السحابة بعض مزنها وغادرت مودعة من جمهورالنجوم، والشجر، والشجيرات ، وحتى ملكة الليل شاركت برائحتها الذهبية في الوداع ، وحتى قلبي كان ينبض بامرأة تجمشت هي الأخرى بالحب ، فصار نديا من تلك اللحظة …

اصخت السمع ، كان ثمة صوت ، هو للساعة تضبط عقاربها على صوت نبضات قلب عجلى ، محملة بالهثيم ، والندى ، وورود ملونة ….، صوت آخركان عبارة عن همس من نوع ذلك ألذي يدوربين عصفورعاشق وعصفورة تتعلم كيف تحب ……ثمة ضوء تسسلل متعبا من شق في الجدار أحدثه طفل شقي ، كان لحظتها يمارس طفولته التي لايدركها سوى حلمة نهد رضع منها حليب الشهقة الأولى فجرا….

اطل غبش الفجر، ثمة خطوط ترسمها حسناء على زرقة السماء ، تلونها بريشة من اهداب عينيها ، كان لليمامة ثمة عينين بهما ترى الافق ، تتخيل حبيبين يمارسان شبق الأرض بنطف المطرينتج احيانا حبوب قمح ، احيانا أطفال …
سكون الكون ، اغرى سحابة ضاحكة على المرورمن أمام طابورمن القمارى كانت لتوها تستعرض اجملها جمالا لتزرعها في كبد السماء …

سكون كل شيء لحظة أن وصل الندى محملا بالغبش مبللا بالفجرالندي خضرة عينين زرعت في مقدمة رأس لامرأة لتوها كانت تغتسل بمياه البحر، تصنع من موجه سوارمن ياسمين تلبسه جيد الشاطئ ترحيبا بنورس عاد حفيفا من نسيمات تهب من الشمال تجتازكل حواجز العسس وصولا إلى الجنوب الذي كان ينبض شهقات لأطفال ، وهديل حمام ظن أن الفجرمن شدة ضياءه شمسا اغتسلت في البحروأتت مسرعة بعد أن لبست جلابية بيضاء خاطتها يدلامرأة تدري كيف تهدل باناملها كالحمام…..

ثمة بروز من حديد مغروس في سقف منزل اثارالحلى واضحة على واجهته ، كان هوعصفورالشهقة الأولى فجرا يستعد للوقوف على رأس أحداها في تحد واضح لمشاعررجل كان لحظتها يغط في هدأة الليل نوم تخللته احلام وردية صنعتها امرأة اثناء الليل وذهبت غيرآبهة بلفحة البرد التي سرت في أوصاله شوقا وشجنا من ذاك المخلوط بالحنا وهمس نوافذ حمراء تطل على شارع المدينة التي تجيد العشق ….

وقف بصوته الحنون هناك على رأس البروز ، على خلفية هي لافق يحجب عينيه حتى الشفق الاخيرمن همس عذراء ….كان الكون مجمشا بقبلة هي كل المنى ، هدية الليالي المحملة بالهموم ...الم يقل جازع في منتصف الهزيع : أن الليل جلاب الهموم ….

هموم الليل ، قبلة ، ضمه ، شمه ، لذة تختفي تحت بطانية ملونه بالحب ، وعذابات سنين انتهت بتضحية كبرى لامرأة الهزيع الأخيرمن مناجاة الضوء للقمر….

اطلت روحي من فج عميق رسم نفسه بين ضفتي ستارة مشجرة بريشة عازف جيتار، كان الكون هادئا بنبل ، حزين بسمو على رحيل آخرالضوء قبل الأوان …
ارسل من بين منقاريه نغمة لعصفورقضى وطرا من الليل يبحث عن عصفورة تاهت في منحنى الوداع، ادركتها بقبلة مطلوبة كل ليلة حتى نهايات المدى ….

احتفل العصفوربصعود أولى بشائرالغبش من وراء أفق كان يصحو رويدا ، يحمل في قلبه ذكرى واي ذكرى لامرأة الهمسة الاخيرة من سحرالليالي العابقات بروائح الياسمين ، وخيوط من دخان ترسلها ملكة الليل إلى عاشق يعزف على الناي أغنية الخلود …..

ارسلت رجائي ، لجذع شجرة اهتزبفعل المرورالسريع للريح ، قلت : هون علينا ياصاحبي سرعتك ، دعنا نصغي لاغنية الفجرالتي صحى من نومه ليعطرالصبح بعطرمن عطور….

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24