الجمعة 19 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن ……والقلم
محمد….بهي الطلعة ...جميل العقل - عبد الرحمن بجاش
الساعة 12:42 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



يوم بلا تاريخ 2019
 

(( كانت رحلة جميلة وشيقة
عشتها لحظة فلحظة من (العفيف)
ثم (تعز ) ف (صنعاء)... ذكريات أماكن وأشخاص ، أنسابت سلسة لا تكلُّف فيها ، وبأسلوب سهل وشيق وممتع ، يحكي مواقف حياتية إنسانية ، تضحك من بعضها ، لتجد دمعة تنساب على خدك ـ دون ان تشعر ـ من بعضها اﻷخر ..أسلوب تلقائي ، غير مفتعل ، واحترافي ؛ لن أبالغ إذا ما قلت أنه لا يوجد من يجيده مثلك.....يا " أنْقَرْ "...
أفتخر بك...
ولك كل التقدير واﻹحترام…))
🌹🌹🌹🌹
تلك كانت آخررسالة ، وهو ألذي لا يخلف وعده ، كل يوم ومن طلعة الفجرالبهية كطلعة محياه احرص وبشدة على أن أرسل إليه : ن….والقلم، فأطالع الاشاره في نفس اللحظة تقريبا ، فأدري انه استفتح يومه به ، فارتاح ، لأنني ارسلت ما انتج لمن يقدر بضاعتي ويصونها ، ويحتفظ بها بعيدا حيث الأمان ، أحس بالأمان ، فعمودي عند القارئ الأكثرتميزا ، قارئ يجيد القراءة ، يجيد ابداء الملاحظة، يجيد التخاطب المؤدب مع الآخرين ، يجيد احترام الناس ويضع كل واحد في المكان اللائق به …
بالمقابل احتفظ بكل حرف ثمين يرسلة تعليقا أو تعقيبا : (( ...حقا :
" لا يدرك الصهيل إلا من اعتلى ظهر الليل فرسا.."🌹🌹😊 ..
قارئ يمارس مهنته بسمومهنة الطب الأكثرإنسانية في القراءة، طبيب يمارس مهنته باهتمام ودقة القارئ المتميزالنابه ..
واذ يبتهج بما يقرأ لايتردد في أن يكتب : (( أنت ماهوسرك في أن عمود الخميس والسبت أكثرتميزا)) ..فيبتهج قلمي أكثر، حتى اذا كتبت عنه ، بخجل العالم يهمس في اذنك بكلمة واحده :((فاجأتني )) …

فتحت الفيس بوك ، ذهبت بي عيني الصغيرتين إلى ما كتبه فيصل : (( وداعا ..ابن العم العزيز )) ، عملت نفسي ...لم ارى ..خيل إلي إنني قرأت شيئا ، ورحت اشغل نفسي بامرآخر، لم استطع ، كان مالمحته يقول في وجهي : لاتغالط نفسك ، اتصلت بالصديق مهندس ياسين مهيوب ، قلت بسرعة: رجاء اتصل باللواء محمد سعيد فارع ، إسأله أيش اخبار د. محمد جميل ، رد علي : أيش حصل؟ حاولت اغالطه واغالط نفسي ، غاب دقائق ، ثم كتب الرسالة التي جعلتني اغلق تليفوني وانطوي على ذاتي في زاويتي ، لا أريد أن اسمع شيئا ، أو أنقل إلى أحد خبرا، حتى رسالة طارق عبد الكريم من القاهرة لم اقوى أن ارد عليها،…(( محمد جميل انتقل اليوم إلى رحمة الله ….)) ، ظلت كالضوء الكاشف يذهب ليعود ، احسست أن رأسي يكاد ينفجر…

د. محمد جميل يفارقنا ، أؤمن بأن الموت حق ، لكن لحظة الوجع لاتدع لك مجالا لان تجمع عقلك ، لان قلبك يتغلب على ضعفك البشري ، والحزن في مثل هذه الحالة أمرحميم يعيدك إلى إنسانيتك ….

اعرف معرفة يقينيه أن العقل خسرللمرة الثانية ، الاولى عندما انتهكت مهنية د. عبد القادر الجنيد فأدى أمراعتقاله إلى الخروج من البلاد ، فخسرمن يحتاج إلى سموالرجل مهنيا ...ثمة مريض سيعود من باب المستشفى أو العيادة ….
هذه المرة خسرالعقل جناحه ألآخر في الحديدة حيث يلهج كل ذي بصيره بمهنية وإنسانية د. محمد جميل فارع …

الخضرة والماء خسرا ...ونحن سنكون بلا جناحين بعد الأن لعقلين بارزين ، يجمعهما البعد الإنساني والقدرة المتميزة مهنيا ، والشغف بالقراءة إلى حد التماهي بالحرف والكلمة ...، ساكون غيورا ، فأقول أن كليهما اضاع طريق الكتابة إلى الكتابة بالمشرط وحسن تشخيص المرض ، وكلا المهنتين ساميتين بامتياز …

أنا (( الأنقر)) - هكذا كان يمازحني صغيرا ذلك البحار محمد سلام خويلد -.. ابكي على تلك الطريق التي تهبط ثم تصعد ، فتربط بين المداحج جناحنا الآخروالكدره حيث (( جبيل السود)) ...حيث مهبط القرابة المميزة اختا كان يأتي إليها ، ونحن بأرواحنا نذهب إلى آل فارع أنسابنا ….

استطعت اللحظة أن افرج عن نفسي ، بعد أن اطلت النظرفي وجه هذا الرجل ، واعدت قراءة كل رسائلة إلي ، وكل رسائلي إليه ، احسست انه يقول : إستمر، ياصاحبي ، لم أنت منقطع ؟! قلت : هو العيد ، عاد بتلك الدماثة والهدوء : لاعذرلك ، لترتاح روحي ..
شمرت عن قلمي ، وبحت بما استطعت ، والحكم لكم .....

ساجدك يا صاحبي في كل حرف ، وبين منحنيات كل كلمة ، وستجدني في نفس وبنفس العنوان...لتنم روحك بهدوء ...وعلى الأرض التي تحتضنك السلام ..

لله الأمرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24