السبت 20 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن ……...والقلم
أحمد عثمان ...افتقد قلمك - عبد الرحمن بجاش
الساعة 12:00 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)





الخميس 10يناير2019
 

هناك قلم من ياسمين ، وهناك قلم فواح كبخورالعود ، وهناك قلم كالبرق ان لم تلحقه فيذهب سريعا لايبقى سوى الضوء من بعده ، وهناك أقلام من ((مخادش)) عصيد ((مفرعص )) ..وهناك قلم كلما تريد ان تتذوقه فتصادف الحصى بين الحبوب ..

وهناك قلم هو الغيث والنهر وماء زلال يسيل حبره في الجداول كالماء النقي فتراه تارة بريق فضة وكل الوقت بريق الذهب …

عندما اقرأ لهيكل فأشعر أنني أشرب الماء بعد رحلة صعود من وادي (( الجنات)) إلى مشارف قريتي حيث اصل متعبا لاجد من يمد الي بالماء الزلال لارتوي ، ذلك هو قلم هيكل، وهناك قلم فاح من لبنان عطرا في كل الارجاء مايزال يعطي في الزاوية اليمنى من (( الشرق الاوسط )) كل يوم ، وكلما تقرأه جديدا فلاتمل أن تظل تشرب بشرط الحرص على اقناع نفسك الاترتوي ، لأنه سيلقي عليك تحية الصباح صبح اليوم الآتي مبشرا بالجديد ، ((سامي عطا الله )) قلم زلال ….

نحن في هذه البلاد دونيون اذا صح التعبير، فهنا أقلام صحفية وكتاب صحفيون وكتاب اقلامهم تماثل جهاد الخازن وهيكل وعطا الله وتويني ومصطفى أمين وبهاء الدين والحمامصي وانيس منصورالذي يكره اليمن لكننا بدون عقد نحب قلمه السيال عندما يكتب بعيدا عن السياسة !!!..نحن ننكرانفسنا دائما ...

ذات مرحلة ثملت الصفحة الاخيرة من جريدة (( الجمهورية )) بتعز وهو مكسب يحسب لسمير اليوسفي أن حول تلك الصفحة إلى حديقة من اقلام نشرب ياسمينها كل صباح اقلاما هي في الحجم تساوي تلك التي اشرت إليها عربيا ، لكن لاننا (( نستحي )) وندعي التواضع فتجد أحمد عثمان يقول في سره (( معقول أنا كقلم اساوي عطا الله )) وأنا أقول نعم ولم لا ..

أحمد عثمان سكن طويلا الزاوية اليمنى من أخيرة الجمهورية وأنا سكنت الشقة المقابلة ، كنت ارتوي كل صباح من نهرقلمه ، اضع الكرسي على ضفة نهره واظل ارتوي ، لم اتركه يوما ، ولست أنانيا فلااتردد - باعتباران لاخبازه تحب خبازه لكنني قلت هنا انني اتذوق خبزجارتي - من أن اشيد بالقلم الفارس وهو هنا أحمد عثمان الذي ادمنته حتى اذا التقينا بالصدفة يوما في تعز وفي مكتب السعيدة وهناك كان حمودالمخلافي ، قيل هذا أحمد عثمان وهو مدرس والمدرس في نظري كالبتول كلاهما يمتهن انبل المهن ، ذاك يذري التراب فتينع زراع وتخرج محجان خيرللانسان ، وذاك المعلم يزرع في أعماق الصغاربذرة الكلمة فتينع الانفس علما نحن ندرك انه المخرج الوحيد إلى المستقبل …بتواضع شديد نمتلكه تعارفنا ، فرحت به فاكتشفت انه قريب من روحي وإن على بعد ….

ذات لحظة قررت أن اترك آسفا أخيرة الجمهورية لصالح الثورة - خسرت الجمهورية والثورة بسبب من لايرون في هذا الكون سوى مرآة عليها وجوههم لكنها تظهر قبيحة مهما تزينوا- فتدفق نهره معاتبا جعلت عموده ذاك كصفحة أخيرة لكتابي (( شهقة الفجر)) خير ختام …

في هذه البلاد اقلام كبيرة كثيرة وغزيرة ، ولن اشيرفقط إلى الحسنين حسن وحسن ، هناك فكري قاسم يعادل السعدني ، هناك سامي غالب كانت ندائه تساوي نداء لبنان وقلمه لو استمرفيساوي صاحب السفيرالموؤؤدة طلال سلمان …وهناك وهناك …وهنا أيضا أقلام تجيد السرقة أيضا ولا تعلم أنها تبخرت من الاذهان حيث لا يصح إلا الصحيح ، فسارق جهد الآخرين كسارق المال العام ، كلاهما فاسد ….

افتقد قلم أحمد عثمان النهر، وافتقده كإنسان لايهمني انتماؤه الحزبي فذاك حقه كما هوجوهرالدين علاقة بين الخالق والمخلوق …
يقينا فالقلم السيال كالشمس ، مهماحجبت السحابة وجهها فلكي تزداد بهاء ، وكذا القلم لوغاب قسرا فيعود مثل البركة التي تمتلئ بالماء النقي ، أول ماتزيل مانع الحبرفيندفع الماء منها ومن (( سن )) القلم بقوة جبارة تروي الأرض طينها وشجيراتها واشجارها ازهارها وورودها تروي ظمأ الكائنات وشوق الإنسان للكلمة …مقابل اقلام تجف بقايا العصيد على جوانب مخادشها …..

افتقدك يا أحمد عثمان

لله الأمرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24