السبت 20 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن ……….والقلم
صاحبي الذي اعجزني ؟! - عبد الرحمن بجاش
الساعة 17:30 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)




الخميس 3 يناير 2019
 

كتبت عن كل من استطعت من الأحياء والأموات...من يشرف قلمي أن يكتب عنهم، ولي بعض الوثنيات إذا صح التعبير، فقد اكتشفت ان بعضهم وهو لايكاد يتعدى أصابع اليد الواحدة لم يكن يستحق مجرد الإشارة إليه ….لايهم فالاستثناء يؤكد القاعدة دوما ……

أثنا عشرعاما منذ تلك اللحظة التي فتحت عيني على وجه ام الأولاد الحزين وصوتها (( عبده ….مات )) ، استويت جالسا وراحت الجملة تصرخ في اعماقي (( لا)) لكن لابد مماليس منه بد …امتطيت راحلتي ولم اتوقف إلا في الحصب يسبقني وجعي الشخصي الذي امتد من عقلي إلى روحي….

رحت استعيد آخرما ارتسم في مخيلتي : (( كان جالسا على حافة سريره في الغرفة رقم ….بمستشفى العلوم والتكنلوجيا ، لم يرد علي السلام بل ظل يتفرس في وجهي طويلا ، كنت قد رأيت نفس النظرة التي فهمت كنهها ومغزاها في العام 2006 عندما هطلت إليها تعز لزيارته ........- ((اشتي شوربة )) ، لم اكذب خبرا، فقد انطلقت إلى بيت بوس إلى ام الأولاد : (( عبده يشتي شوربه)) ، عدت بها على وجه السرعة ورحت اؤكله بدون أن ننطق نحن الاثنين …هو لايرغب او لايقوى على الحديث وانالم يكن لي رغبة ، فمنذ عدت من تعز وفي رأسي هواجس شتى ….

في العام 2006 تولاني احساس وقد جلست إليه طويلا أن هذا الرجل الذهب عبد العزيز الغنامي لم يعد له رغبة في الحياة ...رجل حاول أن يخطو إلى الامام لكن ثمة ما وقف حائلا بينه وبين حلمه ، هكذا حدثت نفسي ثاني يوم وقد خرجت من زيارته فقد عدت لاتاكد من احساسي ذاك فخرجت وتعزلا تكاد تسعني من الضيق ، ليلتها صعدت إلى منتصف جبل صبر حاولت ان احتضن تعز وافهمها بل واسالها عما تحسه وتشعربه ...اشاحت بوجهها عني ففهمت …..كانت هي الاخرى متوجسه …..بعد أن تناول الشوربة الاخيرة سافرولم يعد ...كانت نظرته تلك قدقالت لي انها النظرة الاخيره…..

لمن لم يعرفه ، فيكفي أن يتخيل أن قلمي عجز لاثني عشرعاما عن يكتب له او من اجله ، حتى استفزني الخلوق نجيب غيلان بانزاله صورته وبضعة احرف يستحقها اجمل من عرفت نفسا وخلقا وكرما واخا وصديقا ودودا يتدفق انسانية كالنهرعبد العزيزغالب عقلان سعيد الغنامي ...وكان من نوع الرجال الذين يشاراليهم هكذا (( اكرم من دمه )) ….لم يغادرالطفل روحه ابدا ….

ظليت طوال الفترة اطل بين الحين والآخرعلى صفحة وقلم الجميل صاحب الحرف الغني بالانسانية عبد الله عبد اللطيف الفقيه بين الحين والاخر يظهرعبد العزيز - بضم الياء- وأنا احاسب نفسي حسابا عسيرا إذعلي دين تجاه انبل من عرفت وبصدق اقولها ذلك النظيف نفسا والكريم يدا عبد العزيز الذي تماهينا كأصدقاء حتى جاءت لحظة لم نعد ندري أين انتهي أنا ليبدأ هو او العكس ….ومن المفارقات أن والده كان يعتبرني ابنا له وبالمقابل والدي كان يرى عبد العزيز عينه اليمنى وثالثنا مراد رحمهم الله جميعا ….

بيت الغنامي سيرة ذاتية مجيده من قصة طويلة يفترض أن تكتب بماء الذهب لعلاقة شقيقين عقلان ومحمد سعيد الغنامي اسسا امبراطورية تجارية هائله دمرها قرارترشيد الاستيراد سيئ الذكرالذي به تم القضاء على بيوت تجارية اسست وجودها بالتعب والعرق والجهد وليس بالتذاكي والشطارة ونهب المال العام واستخدام امكانيات الدوله لصنع المجد الشخصي ابتداء من الصندقه وانتهاء بطائرات اللبوسترتنهبه من اعماق مياه سقطرى والى اوروبا والى الجيوب التي اتخمت بالمال الحرام إمتدادا لعملية ممنهجه كانت تنتهي عند اللجنة اياها والتي دمرت بيوتات تجارية مشهوره لصالح الفساد والتجارالجدد ...ولكي نكون امينين فسوء الادارة ايضا كان له دورا كبيرا في القضاء على بيوت تجارية كان يشاراليها بالبنان ….عقلان ومحمد سعيد كانا كأخوين رواية تحكى ...من يكتبها لفرادتها؟؟!!،عبد العزيز الغنامي انجزمشروعا طموحا دمرالآن في الحرب اللعينه مصانع بطاريات كلورايد وماء توانك السيارات - دعونا نقولها بالبلدي - واجزازات السيارات في البرح حيث تحول جهده الآن الى اطلال وقد كان يصدرالى دول القرن الافريقي والسودان ، وقد واكبت جهده الذي واصل الليل والنهارلاخراجه الى حيز الوجود ...يومها حاولت دولة الفساد أن تدفع احد زبائنها للاستيلاء على المصانع غصبا ، لكنه صمد وانتصر…

نفسي أن أرى يوما او من بعدي سيرذاتيه لبيوت تجاريه نحت مؤسسوها الصخر بحثا عن كرامه وتميزوأسست بيوتات تجاريه مرموقه كان صيتها يملأ البلاد من عدن حتى صنعاء …لمراحل متتابعه كان الغنامي مسيطرا على سوق قطع غيار السيارات بلا منازع …….

بيت الغنامي سيرة متميزه تضيع لعدم تحمس الاجيال التاليه ولأن هناك من وأد اي اشارة اليها والى غيرها ….

افتقد صاحبي من كان له يد خيرعلى كل من أذله الزمن …ولمراد نفس اليد …

كان الإنسان في اعماق صاحبي هائلا كثيرا وغزيرا بلا حدود كمطرآب ….
اثناعشرعاما من الغياب ترك في نفسي الف حسرة عليه …
رحم الله عبد العزيز الغنامي …

لله الامرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24