الثلاثاء 16 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
إليها من قريةٍ وراء الشمس - طارق آلسكري
الساعة 13:29 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



 

فـدى عـينيكِ يـا سلمى الذي أُبدي
ومــا أخـفـي مــن الأشـواقِ والـودِّ

أفـاق الـرّوضُ عـند الـفجر مبتسماً
عـلى خـدّيك قال : ظفرتُ بالسُّعد

وصـوتُ الـماءِ بـين شقائقٍ وسنى
يُـنـبِّهُ رقـدتـي مـن صـحوةِ الـزّهد

وتـشهق عـند طَـرْقِ الـبابِ أسْـوِرةٌ
تـكـاد أنـاقـةُ الـفـوضى بـأن تُـردي

نـسيتُ الـحربَ .. وانفلقتْ بسرَّتِها
صـبـاحـاتٌ مـــن الأحـــلامِ والـنَّـدِّ

ورحـتُ مـسائلاً والجيدُ يعبث بي
كــأنـي الـكـاسُ بـيـن بـنـانِ مـرتـدِّ

كــأن صـبـابتي خـمـرٌ فـلـيس ألــذُّ
مـن شربي ومن قتلي ومن وقْدي

إلـــى كــم يـشـتهي دُرَّاقُـهـا عـبـثاً
مـحـاربتي ؟ يُـصوِّتُ دائـما ضـدِّي

ومــن لــولايَ يـمـلأ روحَــهُ طـربـاً
فــــلا تــلـقـاهُ إلا راعــــشَ الــنـهـد

ومــن لــولاي يـعـصر جـيـدهُ غـزلاً
فـــــلا تــلــقـاه إلا بــاســم الــخــدّ

كـرهتُ الـحربَ أن يـعلو بـها شفقٌ
ويـدخل صـبحُها فـي لـيلها الجعدِ

ويـنفر نهدها في اللارؤى .. ويدي
تــكــاد بـــذاك تُـنـكـر أنــهـا يـــدّي

أهــذا الـنـهر يـشـدو فـي مـلابسها
كـطير فـي بـساتين الـهوى الوردي

أتسخو الحربُ تحْطِمَهُ .. فتسكنها
ظــلالُ الـمـوتِ والـحرمان والـصَّدِّ ؟!

وهـذا الـشاربُ الـمختالُ إن عبرتْ
تـمـايـل بـالـنّـدى والــنـارِ والـسُّـهدِ

ويـكـتب لــي بـخطٍّ الـوجدِ أغـنيةً
ونــافــذةٌ تُــطــلُّ لــعـالـمِ الــرَّصْـدِ "١"

وأعـلـمُ أن هــذا الـخطَّ يـفتكُ بـي
نـصـيـبي أن أذلَّ لـسـيِّـدٍ وغـــدِ ؟!

وبـالنظراتِ والـخطَرات والـكلماتِ
والـقـبـلاتِ أدخــل نـارهـا وحــدي

 

١- الرَّصْد : مقام موسيقي عربي طربي

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24