الخميس 28 مارس 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
أمين عام مكتبة الأحقاف: 6000 مخطوطة آيلة للتلف!
الساعة 16:29 (الرأي برس - العربي )

الهادي: إهمال مكتبة الأحقاف لا يقتصر على المركز فقط، فالسلطات المحلية للأسف لم تُعِر المكتبة ومخطوطاتها أي اهتمام
«أكثر من 6000 مخطوطة آيلة للتلف، إن لم تسارع الجهات المعنية إلى إنقاذها قبل فوات الأوان، وتوفير المواد والمناخات المناسبة لذلك». تحذير يطلقه أمين عام مكتبة الأحقاف، حسين عمر الهادي، في حوار ، كاشفاً عدد المخطوطات التي تعرضت للتلف، وأسباب ذلك، ومتحدثاً عن احتياجات المكتبة، لاسيما لناحية الكادر المتخصص والمؤهل والكافي للحفاظ على هذا الكم الهائل من المخطوطات. إلى تفاصيل الحوار.


على شهرة مكتبة الأحقاف بمخطوطاتها، ثمة أخبار تشير إلى تلف بعضها وقابلية بعضها الآخر للتلف، حبذا لو تحدثنا عن ذلك؟
تُعدّ مكتبة الأحقاف في مدينة تريم من أشهر المكتبات في اليمن، ويأتي ترتيبها من حيث الأهمية الثاني على مستوى الجمهورية بعد دار المخطوطات في صنعاء، كما أنها من أهم النوافذ التي يطل منها العالم على حضارة اليمن نظراً إلى احتوائها على أكثر من 6200 مخطوطة تتوزع على فروع معرفية متعددة، يعود أقدمها إلى القرن السابع الهجري، بينما يعود معظمها إلى القرنين العاشر والحادي عشر الهجري. وهي برغم أهميتها تلك لم تلقَ الدعم الكافي لحفظها وترميمها، فمعظمها يعاني من التلف والإصابات المختلفة.


ما الأسباب التي أدت إلى تلف المخطوطات؟
هنالك أسباب كثيرة، فبعض الأضرار كان مصاحباً للمخطوطة منذ مجيئها إلى المكتبة من المكتبات الأهلية، والبعض الآخر ناتج من طرائق الحفظ وعدم تأهيل المكان وتوفير الظروف المناخية المساعدة لإطالة عمر هذه المخطوطة، وبعض الإصابات متوقف، وبعضها الآخر مستمر نتيجة للاحتراق الناتج عن التفاعلات الكيميائية، وكذلك التكسر وانتشار الجراثيم والفطريات الناتج عن عدم توفير أدوات التعقيم والحفظ والتهوئة المناسبة.


هل تمتلك المكتبة كادراً مؤهلاً يتلافى ما استطاع هذه الاختلالات؟
لا. فمن أسباب التلف قلة الكادر المختص وغير المختص أيضاً. فعدد المخطوطات كبير، وهذا يعني أنها تحتاج إلى كادر كبير ووقت كبير أيضاً للعناية بها يومياً وليس دورياً، فالعمل في مخطوط واحد قد يستمر أحياناً أكثر من ستة أشهر، فكيف بالكم الهائل من المخطوطات، وفي ظل ظروف غير مناسبة تفتقر فيها المكتبة إلى أبسط ما تحتاج إليه من دعم. فعدد العاملين في المكتبة ستة أفراد، وفي دار المخطوطات في صنعاء أكثر من عشرين شخصاً، وقبل الأزمة تم توظيف حوالي أربعين شخصاً في دار المخطوطات بصنعاء مقابل شخص واحد فقط في مكتبة الأحقاف، فأين وجه المقارنة؟! الهادي: المكتبة ليس لديها أي مصادر دخل خاصة، كما أنها لا تملك نفقات تشغيلية


لماذا يغيب اهتمام الجهات المعنية بهذه المكتبة ومخطوطاتها؟
تتبع المكتبة وزارة الثقافة تحت إطار قطاع المخطوطات ودور الكتب الذي أنشئ منذ أكثر من عشر سنين ولم يفعل بالشكل الصحيح، وهو قطاع لا يهتم سوى بدار المخطوطات في صنعاء فقط، كما لو أنه أسس لذلك فقط، أما بقية المكتبات في المناطق الأخرى فإنها خارج دائرة اهتمامه برغم احتوائها على مخطوطات نادرة ولا تقل أهمية عن غيرها. 


هل تقصد أن الاهتمام منصب على المركز دون الأطراف؟
قد يكون للمركزية والبعد عن العاصمة دور كبير في الإهمال والتناسي من قبل المسؤولين لهذه المكتبة والمكتبات الأخرى ربما، وذلك الاهتمام يظهر في عدم توفير الدعم المناسب، وعدم عرض ما تحتاجه المكتبات الأخرى غير دار المخطوطات في صنعاء على الجهات المانحة والمنظمات والمؤسسات العالمية. غير أن إهمال مكتبة الأحقاف لا يقتصر على المركز فقط، فالسلطات المحلية للأسف لم تُعِر المكتبة ومخطوطاتها أي اهتمام، وربما يجهلون ما تمثله من إرث حضاري، فَهَمُّ هذه السلطات منصبٌّ على مجالات أخرى وحتى في ذلك لم تفلح.


وهل استفادت المكتبة من مناسبة «تريم عاصمة للثقافة الإسلامية» في العام 2010م؟
لقد كان من أهم المقومات التي جعلت تريم تحظى بإعلانها عاصمة للثقافة الإسلامية وجود مكتبة الأحقاف فيها، لكن للأسف فإن هذه المكتبة لم تستفد من هذا الحدث سوى عدد من الكراسي والطاولات، برغم المبالغ الطائلة التي صرفت على المهرجانات الإنشادية والغنائية والندوات وما شابه ذلك، وقد بقيت مبالغ معتبرة بحوزة السلطة المحلية لكنها صرفت في أشياء بعيدة عن الثقافة وما يخدم تراث هذا البلد.


هل لديك رقم معين يوضح كم هو عدد المخطوطات المتضررة؟
عدد المخطوطات المتضررة في حدود الألف مخطوط، وتتوزع الأضرار بين احتراق وتكسر وأرضه وفطريات، إضافة إلى أكثر من 1500 مخطوط يحتاج إلى إعادة تجليد، وقد توجد إصابات متعددة في مخطوط واحد.


وهل أبلغتم الجهات المعنية بما تتعرض له المخطوطات؟
نعم، لكن الجهة الوحيدة المتعاونة نسبياً هي الصندوق الاجتماعي للتنمية في صنعاء - وحدة الموروث الثقافي. وللأسف، فقد أبلغنا كل الجهات، ووضحنا لهم حجم الضرر وخطره لكن دون جدوى. ودائماً يزور المسؤولون المكتبة مع ضيوفهم، ونعرض عليهم الأمر، فيَعِدوننا بأنهم سيعملون اللازم، وبعد خروجهم من أروقة المكتبة ينسون أو يتناسون كل وعودهم، رغم المتابعات الملحة من قبلنا. وباختصار، لا يوجد لديهم أي همّ بذلك.


وهل لدى المكتبة أي مصادر دخل خاصة بها؟
المكتبة ليس لديها أي مصادر دخل خاصة، كما أنها الآن لا تملك نفقات تشغيلية، وقد كانت تعتمد على ما يصرف لها من إعانات من صندوق التراث بصنعاء، ومنذ 2011 بدأت تنقطع، وفي 2013م انقطعت تماماً، والآن نحن في أزمة خانقة وإحراجات منذ ذلك الوقت مع الحراسة والعاملين بالمكتبة، ولولا تفاني بعض شخصيات المدينة لتركت المكتبة دون حراسة. فقد كانت المكتبة تتبع هيئة الآثار قبل إنشاء القطاع، ونحن ما زلنا مرتبطين بفرع الهيئة بسيئون، ومرتباتنا مرتبطة بهم، ونفقاتهم المخصصة بسيطة جداً ولا تكاد تكفي حتى لتشغيل مكتبتهم.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24