السبت 20 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
منيف الهلالي
طيران اليمنية.. فساد ضارب حتى النخاع!!
الساعة 20:23
منيف الهلالي

استبشر المواطنون بفتح مطار صنعاء بعد سنوات من الإغلاق القسري واعتبروه فاتحة خير لليمن أرضاً وإنساناً، إلا أن إدارة طيران اليمنية تصر على تنغيص حياة الأمراض والراغبين بالسفر والمتاجرة باوجاعهم وتسليمهم لقمة سائغة للسوق السوداء التي يحكمها تجار المآسي وسماسرة الأزمات في ظل صمت مريب من سلطتي صنعاء وعدن.

لقد وصل سعر تذكرة السفر هذه الأيام من صنعاء إلى عمان  800 دولار، بالإضافة إلى بعض العمولات التي يحصل عليها المترصدون للمقاعد الفارغة، وأصحاب الحجوزات الوهمية، فضلاً عن ابتزاز المواطنين واختلاس أموالهم وفرض غرامات ورسوم إضافية نظير عودتهم لوطنهم. 

لا أعلم لماذا السكوت على فضائح اليمنية التي تزكم الأنوف وفسادها الضارب حتى النخاع ابتداء من فضيحة شراء طائرة خردة من مقابر النفايات إلى تبديد المال العام والحصول على عمولات مالية غير مشروعة من شركات عالمية، مروراً بفضيحة انفجار إطارات إحدى طائراتها في مطار القاهرة، وصولاً إلى الارتفاع الجنوني لأسعار التذاكر وفوضى الحجوزات وبيع مقاعد.

في الأيام القليلة الماضية شاهدت بأم عيني في مكتب اليمنية بعمَّان المتاجرة بالمقاعد دون حياء ولا خجل، وحاولت حينها التواصل بزميلنا مدير إعلام اليمنية سلام جباري لمساعدة زميل له لا يمتلك تلك المبالغ التي تدفع تحت الطاولة للحجز عبر مطار صنعاء، لكنه للأسف وضع أذن من طين وأذن من عجين، ولم يلتفت إلى معاناة زملائه..
أي كارثة أكبر من هذه يا إدارة الفيد والنهب..؟
إن الحجز عبر شركات الطيران في العالم كله صار متاحاً أون لاين، وفي أي وقت بإمكان المسافر تأكيد الحجز أو تغييره، وحتى البوردنج يمكن الحصول عليه أون لاين أيضاً دون أدنى صعوبات، والكثير من التسهيلات المقدمة للمسافرين، بينما تصر هذه الشركة الكارثة على الإبقاء على نظامها السابق الذي أكل الدهر عليه وشرب، ليس لشيء إلا لتتيح المجال لهوامير الهبر وطواحين الفساد.

لا يوجد طائرة بالعالم رائحتها تكتم الأنفاس، والذباب يستقبل المسافرين نيابة عن المضيفين، والحقائب تختفي أثناء الرحلات- إلا طيران اليمنية.

ومن عجائب هذه الشركة أن أسعارها تعد الأغلى على مستوى العالم، بينما خدماتها هي الأردى والأسوأ.. فلا أكل لائق، ولا نظافة داخل الطائرات، ولا دقة في المواعيد، ولا محافظة على عفش المسافرين ولا شيء يذكر إطلاقاً.

إلى متى يستمر وضع الخطوط الجوية اليمنية التي طالها الإهمال والعبث بهذا الحال..؟
لماذا لا يكون هناك إرادة صادقة لإنقاذ مايمكن إنقاذه في هذه الشركة الوطنية العريقة، وإحالة فاسديها للمحاسبة والمسائلة والمحاكمة..؟
ألا يستحق المواطن اليمني إدارة تراعي أوضاعه المأسوية وتعمل على تذليل الصعاب التي تواجهه على الأقل عند ذهابه للاستشفاء خارج بلده..؟!

منقول من صفحته على الفيس بوك

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24