الثلاثاء 16 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
أنور الأشول
انتم من اخترتمْ البداية والمختمْ
الساعة 18:44
أنور الأشول

انقلبتم على الدولة وفرضتم لونا واحدا لا ينسجم مع لونِكم، رفضتم التعايش مع نسيج المجتمع اليمني الصابر..

وبالقمع أحللتم دولة مليشيا داخل الدولة اليمنية.. انتشرتم كالجراد تأكل الأخضر واليابس بلا هوادة في أركان اليمن الأربعة بغية الاستحواذ والسيطرة.. انكسرتم في المناطق الغير حاضنة لكم.

لم تتركوا صديقا أو يدا تمتد لكم أو معكم إلا وعضيتم عليها وانقلبتم بدواع ومبررات عنوانها المؤامرة، وتخليتم عن كل الاتفاقات والشراكات وأدرتم ظهورَكم لكل ما يحفظ البلد ويحفظ ماء وجهكم المزدوج.

قتلتم الزعيم وقهرتم ٢٥ مليون نسمة وجعلتم الغُصّةَ في كل بيت وآثرتم الانفراد بالسلطة والحكم والتعسف والقمع والإرهاب لكل من خالفكم، وكل من قال يكفي في وجوهكم..

أطلقتم العنان للمشرفين من إنصاف المتعلمين وجهلة العصر يتحكمون برقاب الناس وأعَدتم ثقافة حق ابن هادي والخُمُس وغيرها من إتاوات العصور الغابرة..

لم تتركوا بيتا إلا وفيه ريحةُ الموت وبحرٌ من الدموع لفراق أطفالهم وشبابهم الذين قذفتموهم إلى جبهات ومحارق الموت، أهدرتم ما تبقى من ملامح الدولة وأهنتم الوظيفة العامة وحاصرتم الخاصة من أبناء اليمن..

حتى أولاد الرئيس الراحل عبدالله السلال لم يسلموا من أذاكم .. وأصبحتم معْوَل هدم لكل مؤسسة وهيئة حكومية وشركة، وجعلتم من المدن اليمنية طاردة بقسوة لأبنائها من كل فئات المجتمع، سجونكم تعج بالأبرياء والشخصيات والصحفيين وكل من لم يَدُرْ في فلكِكم أو يؤمن بمنهجكم..

السلام ليس في قاموسكم أو ملازمكم.. وفي كل محطة أو نافذة للسلام تضعون ألف عائق وألف مبرر لأن القرار ليس بيدكم حيث رهنتم البلد ومن عليها بيد غيركم خارج حدود الإقليم ..لتستمر معاناة الشعب التي هي جزء من مُتعتِكم..فأي خاتمة ترجونها في ظل هكذا سلوك وهكذا طريق اخترتموه..

اليوم في جردة حساب مع الشعب الذي صبر وتحمل ما لم يتحمله شعب في أركان المعمورة .. لا تُعلقوا فشلَكم على من انقلبتم عليهم فلولم يكن الانقلاب ماكان الوطن وصل إلى هذا الحال المأساوي..

انتم من جعلتم الشيطان يكمن في التفاصيل ومنحتم القاصي والداني ذريعة الفجور والخصام والعدوان وقزمتم اليمن حتى أصبح مرتعا لكل غثاء..

فلولا مشروعكم الحوثي إمامي لما آلت إليه الأوضاع إلى حد الرثاء جعلتم اليمنيين محل سخرية الشعوب بحماقتكم وعنصريتكم حتى بات اليمني غير مرغوب فيه في كل بلد يأوي إليه هربا منكم ومن جور ما يعانيه.. هكذا بدأتم وهكذا هو المختم.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24