الجمعة 19 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
علي محمد عباس
بين العنكبوت وإخوة يوسف
الساعة 18:44
علي محمد عباس

"مثل الذين إتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت إتخذت بيتأ وإن أهون البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون" صدق الله العظيم، دراسة مقارنة لأفعال بعض البشر استنباطأ من قوله تعالى إعلاه بنظرة بسيطة فى عالم الحيوان نجد أن العنكبوت هو من أحقر والأكثر لئمآ وأسفل وأحط خلق الله ... ولله فى خلقه شؤون!!
إذ أنه يجمع كل الرذائل التى تخطر على البال!!
فهو دونا عن خلق الله يسمع بأرجله الثمانية... ويشم بها ويتلمس بها !وهو ليس من فصيله الحشرات كما يوهم شكله الأغلب من الناس ... بل هو فصيلة العقارب .
لايملك أجنحة وعيونه واسعة...رأسه مرتبط بالبطن مباشرة من دون مفاصل حتى يختلف فى هذا عن الخنزير.

هو مخلوق مشوه..مرعب..سمه قاتل وأفعاله مشينة وقبيحة.
مع كل هذه الصفات الشائنة افرز الله سبحانه وتعالى سورة كاملة بإسمه لنرى إبداع وصف الخالق للناس او الأفراد الذين لهم نفس اأو بعض هذه الصفات من سراق بلد ومخربى أمن ...أو عندما يتصدر القوم من هم فيهم من الحقارة أو النذالة والخبث مغلف بعنوان دعاة إلى طريق الله والله منهم براء.

والدليل فى ذلك أن العنكبوت مخلوق حقير حقارة خاصة عندما يتعنكب ليزهوا بخبث أعماله ويتشفى بقتل ضحيته ويمثل بها علنا دون حياء أمام الناظرين ... وذلك نفس المشهد نراه اليوم من بشاعة المتصدرين للمشهد الدموى البعيد كل البعد عن مكارم الأخلاق وصفه الحق للأسف هناك من يبارك له جرائمه سرا وعلنا والعياذ بالله ...وأن عين الله غافلة عما يفعلون !

كذلك أن العنكبوت كونه مخلوق مرعب فهو شرس .. قاتل.. يعيش لوحده ولايتألف مع احدا قط ،حتى إذا التقى عنكبوتان تقاتلا حتى يأكل احدهما ! يأكل ضيوفه ويلدغ كل من يقترب منه .. عدو لجميع المخلوقات، علاقاته الأسرية معدومة تماما.

لايمكن أن ترى منه اثنان إجتمعا إلا فى لحظة التزاوج وبعد إنتهاء التزاوج تنتهى الإحتفالية بمأساة حيث تنقض الأنثى على الذكر لتقتله وتاكله لتستمتع بلحمة فتذيبه وتمتصه جميعا وبعد الحمل فى لحظة الولادة (يبشر القاتل بالقتل) إذ أن صغارها يخرجون من ظهرها وقد لفظت انفاسها ليتلذذوا بلحم امهم الطرى كما فعلت مع أبيهم ..
يولدون أساسا وهم لم يروا اما ولا أبا ولايعرفون لمعنى العائلة سبيلا. والأغرب من ذلك انهم اثناء أكل لحم أمهم يبدأ القتال فيما بينهم "سبحان الله".

فيقتل ويأكل من يقتل منهم ويهرب من استطاع الهرب ولن يلتقيا قط إلا عندما تحتاج الأنثى للتزاوج وقد يكون الزوج المقتول هذه المرة أخوها !! لاحول ولاقوة إلا بالله ...

"وكذلك يفعل بعض ممن يحسب على صنف البشر "
هذه هى حياة العناكب وهذا هو قبحها .. وقد تجلت قدرة الخالق سبحانه بدقة الوصف لمن إتخذ أولياء امر من دون الله يغطمونهم ... ويقدسونهم ويكبرونهم على زيف الدنيا وطاعة المخلوق ليحظى بسخط الخالق ! . ومثل هؤلاء فى نفوسهم المرضية وبشاعة سم أفكارهم يتطابق مع العناكب فى قبحها ... فلو وضعت مليون عنكبوت فى غرفة واحدة ، فى النهاية لن تسلم إلا على عنكبوت واحد فقط !! " وهكذا يرى ويتمنى من اوغلت نفسه بالسوء".

رجوعا إلى دقة الوصف نجد ان البارى عز وجل فى علاه أسماها فى كتابة المنزل العنكبوت مفردا فى حين أطلق على النمل والنحل بصفة الجمع ... للتفريق بين المفرد والسيئ والمجموع الصالح المتعاون ... المتألف ..سبحان الله .
ورجوعا لحياتنا اليوم نجدها عبارة عن شبكة بيت عنكبوت تحيطه الدسائس من كل خيط وعلى كل جانب إلا مارحم ربى .

أوليست حياتنا ترتبط كليا بشبكة اتصالات من محاسن او قل مساوئ الصدف أن يطلق عليها "الشبكة العنكبوتية " والتى فى دلالتها ليست سوى مصيدة للمغفلين ولاينجوا من براثنها إلا من تسلح بسلاح الإيمان والثقة بالنفس متكلأ قلبا وروحا على طاعة الله .

فكما هو بيت العنكبوت بيتا وأهنا سهلا مكشوفا لدعارة أنثاه .. كذلك سهولة الشبكة العنكبوتية تحمل نفس الصفات تناغى فئة الشباب والمراهقين وممن غلفه الضياع ليكون صيدا سهلا لإغراءات الإباحية وإغراءات الخروج من واقعه البائس كما يصور له ليكون فريسة جاهزة لذلك العنكبوت المتهيب لإصطياد واتلهى بفريسته إلا من كانت جوانحه أقوى وأشد من مغريات الاستدراج تماما كمثل سوء وندالة استدراج دكر العنكبوت لقضاء ليلة حمراء يبدئها بتقديم إحدى ارجله الثمان هدية لمعشوقته فى طقس غرام غريب وكذلك يفعل الابله عند دخول شبكة العنكبوت فيبيع عقله وهو اسمى ما اكرمه الله به دون خلقه ، ولا يجد نفسه إلا وقد التفت خيوط العنكبوت على يديه كامل جسمه واشبعتهم اتساخا وقذارة وحين ذاك لامناص إلا بالانسياق إلا فعل القبائح ولقاء مصيره المحتوم غير مأسوف عليه.

من متلازمة حياة العناكب نجد أن الاساس والمنتهى فى كل قبح حياتنا يبدأ وينتهى عند الأم ، تلك التى تبنى بيتها الواهن القذر الضعيف من مؤخرتها وتجعل لكل خيط منه مهمة خاصة ولايعلمها إلا هى.
اما من كانت منهم كمن اعزها الله فى وصفه عندما جعل الجنة تحت قدميها ، كانت أما صالحة وانتجت أبناء صالحين عم خيرهم بعضهم البعض وسرى إلى بنى آدم من حولهم .
ونختم مقالنا هذا بقول الشاعر الكبير حافظ إبراهيم فى قصيدته الخالدة العلم والأخلاق :-
"الأم مدرسة غن اعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق"
ونزيد من قفل الحديث مسكا بقول الرسول الأعظم صلوات الله وسلامه عليه فى حديث الأعرابى الذى سأل:
يارسول الله من احق الناس بحسن صحبتى ،قال أمك ، قال ثم من ، قال أمك ، قال ثم من ،قال أمك ، قال ثم من ، قال أبوك ... فقد كررها ثلاثا بصلاح الحال وحسن الأحوال وتبعد عنا كل سوء أنك سميع مجيب.
والله من وراء القصد وإليه المال.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24